محمد بن جرير الطبري

محمد بن جرير الطبري، هو واحد من أبرز فقهاء الدين والمفسرين والمؤرخين، وقيل أن تفسيره هو الوحيد الذي وصل بشكل كامل واستفاد منه الآخرون.

كان شخصا ذا هيبة ولباقة، ذكيا ومثيرا للجدل، لا يخاف من قول الحقيقة، وترجمت أعماله إلى لغات أخرى، وكانت الترجمة الأولى باللغة الفارسية.

من أبرز إنجازاته تفسير الطبري وتاريخ الطبري، وسنتعرف في هذا المقال بشكل أكبر على محمد بن جرير الطبري، تابعونا على موقعنا mkaal.com.

محمد بن جرير الطبري

  • اسمه محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، وكان يعرف باسم الإمام أبو جعفر الطبري، ولد في العام (224 هـ – 839 م).
  • توفي في (923م – 310ه‍) فقيه مفسر ومؤرخ ولقب بإمام المفسرين، ولد في مدينة آمل، التي هي عاصمة إقليم طبرستان.
  • وقد سافر إلى الري وبغداد والكوفة والبصرة، ووصل إلى الفسطاط في مصر في سنة 253 هـ.
  • استفاد من علماء مالك وابن وهب والشافعي الأجلاء.
    • ثم عاد واستقر في بغداد، وتعرض للظلم ورفضه، وللقضاء وامتنع عنه.
    • وله العديد من المؤلفات سوف نذكرها بالتفصيل.
  • وكان لديه تفسيرا جامعا وشاملا وصل إلينا، واستفاد منه الجميع الذين جاءوا بعده.
    • ثنى الكثير من الأئمة على المؤلفات التي صدرت منه وكذلك على أقواله وحكمه في الأمور.
    • تحدث عن هذا الأمر الإمام النووي وكذلك ياقوت الحموي والخطيب البغدادي وابن تيمية والسيوطي والقفطي.
  • قد أثنى العديد منهم على أعمال الطبري ورؤيته وتحليله للأمور من حوله، إذ كان عالما بارعا.
    • وقد وصف بأنه أبو التاريخ، وذلك بسبب تاريخه العريق وتعدد الأمم والملوك، ويعتبر من أهم كتب التاريخ التي لم يتم مثلها.

اقرأ أيضاً: بحث عن تاريخ الطبري pdf

مولده ونشأته محمد بن جرير الطبري

  • أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ولد في طبرستان بمدينة آمل.
    • حدث خلاف بين مدينتين سابقا يطلقان عليهما اسم آمل، وهناك مدينتان الآن تحملان نفس الاسم.
    • يعتقد بعض الباحثين أنها المدينة الموجودة في تركمانستان عام 224 هـ.
  • وهناك من يرتبطها بقبيلة الأزد اليمنية، وهي التي استوطنت بعض أفرادها في المشرق الإسلامي، ويعتبر هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحا.
    • ولم يذكر الكبير بنسبة، فقد كان يتجنب الحديث عن الأنساب.
  • نشأ الطبري في أمل، وقام والده بتربيته ورعايته، ولاحظ عليه علامات الذكاء والنشاط وحب العلم والرغبة في التعلم.
    • انصبت اهتماماته على حفظ القرآن الكريم، وخاصة بعد أن رأى والده رؤية إيجابية.
  • فالمفسرون قالوا له إن ابنك سيكون ذا دور عظيم في الدين وسيكون مؤمنا بدينه.
    • ومنذ رؤية هذا ووالد الإمام الطبري يرويها له حتى يحفظها.
    • فهل يوجد شيء أفضل من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم؟.
  • في سن السابعة، قد حفظ القرآن الكريم وقيل أنه كان إماما يصلي مع الناس في الثامنة.
    • فبعد نبوغه في التعليم خصص والده جزءا من ماله، حتى يساعده على العلم والتعلم.
  • وكان لا يشغله شيء آخر، بل كان همه الوحيد في الحياة هو التعلم واستغلال نعمة الذكاء التي أعطيت له من الله في سعيه للبحث عن المعرفة والاجتهاد.
    • ووجهه نحو المعاهد وأفضل العلماء.
    • وكان يفرح عندما يجد أن ابنه متقدما وأن ملامح النبوغ تظهر عليه.
    • وهو يقدم لعلماء مدينة آمل.

أهم صفات الطبري

كان للإمام الكبير العديد من المميزات والصفات التي جعلته واحدا من أبرز الأئمة وأفضل المؤرخين.

وبالنسبة للمفسرين، لديه العديد من المؤلفات التي جعلت اسمه مستمرا في مجالات العلم، ومن أهم ما يميزه ما يلي:

حفظ الطبري

  • كان لدى أبي جعفر الطبري ذاكرة قوية ومقدرة على حفظ الأحداث، وكانت حافظته نادرة.
  • كان يجمع المعرفة ويحفظ كل شاهدها ودليلها، وكان ذلك واضحا في الكتب التي كتبها.
    • من بينها، ترجمة تاريخ الطبري إلى الفارسية بواسطة البلعمي هي واحدة من أهمها.
    • وهذه النسخة تعود للقرن الثامن الهجري.
  • يقول أنه ظل بقوة هذه الذاكرة حتى توفى.

النبوغ والذكاء

  • ذكاء الطبري كان العامل الرئيسي في تفوقه العلمي ونبوغه، حيث كان حاد الذهن ومتمتعا بذكاء فائق.
    • لديه عقل متقد يرغب في فهم الأمور بنظرة مختلفة عن الآخرين، وهذا هو ما يجعله يتقدم في مجال العلم بسرعة، حيث يستوعب ويحفظ المعرفة التي يكتسبها.
  • يقال إنه بدأ في كتابة الحديث عندما كان في التاسعة من عمره، وهذا دليل كبير على فهمه واستيعابه لكل ما تعلمه.
    • وهذا ما دفع والده لتشجيعه على طلب أكبر قدر من المعرفة.

عفة الطبري

  • كان لسانه محتشما، ولم يؤذ أحدا، إذ اتبع نهجا حسنا في الأخلاق كما يتميز به أهل الدين.
  • ربما توقف عن جميع الأعمال التي لا تليق بأهل العلم، ولم يكن يرد على الإساءة.
    • كان يتجنب الرد عليها وكان يؤثر الصمت
  • بنفس القدر الذي كانت نفسه عفيفة، لم يطلب من أي شخص مهما كانت مشقته، وحتى رفض أخذ العصا من الحكام والملوك والأمراء.

زهد الطبري

  • كان محمد بن جرير الطبري يتميز بشكل كبير بالزهد والورع والحذر من الحرام.
    • وكذلك، يجب الابتعاد عن الأماكن ذات الشبهة، واتباع السلوك الصحيح وتجنب محرمات الله، والخوف منه.
    • ويعيش على ما يجنيه من أرضه التي تركها له والده وكان قد خصصها لتكاليف تعليمه.
  • كان يتجنب الاهتمام بمتاع الدنيا وجمالها، وكان يأكل قليلا جدا أثناء دراسته وطوال حياته.

عفوه وتواضع الطبري

  • كان الطبري متواضعا جدا تجاه أصدقائه وزواره وطلابه أيضا، فلم يتعالى على غيره.
    • أو يتكبر بمكانته، أو يشعر بالتعالي بعلمه.
    • فكان يدعى للدعوة فيذهب إليها، وكان بلا ضغينة أو حقد لأحد.
    • كما أنه كان يحمل نفس راضية.
    • بالإضافة إلى تجاوزه عمن أخطأ في حقه.
  • كما أنه كان يغفر لمن يسيء إليه ويتعامل مع حقوقه بلطف ويتجاوزها بذكاء.
    • ولكنه كان لا يسكت على الباطل أو يساوم في عقيدته.
  • لقد كان شجاعا في حق الله ولم يخف من انتقاد الحق، فكان يعبر عن الحق.
    • طالما أنه يرضي الله ولا ينحرف عن الحق، فلا داعي للانتباه لآراء الآخرين.

قد يهمك: الاسم الاول لابن كثير ومن هم تلاميذ ابن كثير

بعض من مؤلفات محمد بن جرير الطبري

لدى الطبري العديد من المؤلفات في مجالات متنوعة من العلوم، وكان أكثر نشاطا من غيره من المؤلفين في عصره.

قام بتأليف مجموعة هامة من الكتب التي تحتوي على معلومات قيمة، حيث تصل هذه الكتب إلى آلاف الصفحات، ومن أبرزها:

  • تفسير الطبري لكتاب يسمى (جامع البيان عن تأويل آي القرآن).
  • تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الرسل والملوك)، وقد تم ترجمته إلى الفرنسية بواسطة العالم العلمي.
  • كتاب آداب النفوس الجيدة والأخلاق النفيسة.
  • كتاب الفصل بين القراءات.
  • كتب يحملون عناوين (آداب المناسك، آداب القضاة، آداب النفوس).
  • التبصير في معالم الدين.
  • اختلاف العلماء في القارات في فهم أحكام الشريعة الإسلامية.
  • اختلاف الفقهاء.
  • صريح السنة (يوضح فيه مذهبه وعقيدته).
  • تهذيب الآثار.
  • ذيل المذيل.
  • فضائل أبي بكر وعمر.

المحنة في حياة محمد بن جرير الطبري

  • بالطبع تعرض لمحنة شديدة في نهاية حياته، حيث حدثت صراعات شديدة بين ابن جرير الطبري.
    • وذكر رأس الحنابلة (أبي بكر بن داود) في بغداد.
  • أدى ذلك إلى اضطهاد بعض الحنابلة للطبري، وتعصب العوام ضده واتهامه بالتشيع.
    • حتى منعوا الناس من الاجتماع به.
  • وقد انتشرت في تلك الفترة الزمنية الفكرة بأن سبب الخلاف الكبير تم تجاهل ذكر أحمد بن حنبل في كتابه (اختلاف الفقهاء).
    • هذا تسبب في غضب الحنابلة، ورد الحنابلة على ذلك أن ابن حنبل لم يكن فقيها بل كان محدثا.
  • لم يقلل من شأنه، بل كان أعلى منه في العديد من الكتب الأخرى، وأشاد بمقدمة للدين، وبعد هذه المحنة، بقي الطبري في داره.
    • محاصرا في منزله حتى توفي، ولا يخرج منه ولا يدخل عليه.

وفاة محمد بن جرير الطبري

  • توفي محمد بن جرير الطبري يوم الاثنين في وقت صلاة الظهر، حيث أدى الصلاة وأدائها كان ممتازا.
    • وقيل أنه صلى العصر تحديداً.
  • تعرض للشهادة عدة مرات ومسح على وجهه، ونصح باتباع ما هو مكتوب في كتابه والعمل به والحفاظ على تقوى الله.
  • استشهد وذكر الله، ثم أغمض عينيه ومد يديه وخرجت روحه إلى المولى.
  • تم دفنه في منزله ويقال إنه لم يتبق لديه حتى شيبة، وكان لون شعره ولحيته سوداء، وتوفي في العام (923 م -310 هـ).

شاهد أيضاً: قصة الحجاج بن يوسف الثقفي كاملة

وأخيرا، توفي محمد بن جرير الطبري وما زالت أعماله باقية، وحتى يومنا هذا يتم الاستشهاد بها في الفقه والتاريخ.

وهذا هو التأثير الباقي الذي يتركه لنا جميع العلماء، مما يجعل أسماؤهم تتردد عبر العصور، أتمنى لكم الخير.

محمد بن جرير الطبري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *