اللجوء السياسي والإنساني في قوانين القانون الدولي

حق اللجوء السياسي والإنساني في القانون الدولي يعني أن الشخص يلجأ إلى دولة أخرى للهروب من بلده بسبب معتقداته الدينية أو السياسية أو الإنسانية، وتحمي هذه الدولة الأقوى والأكثر سيادة ونفوذا هذه المعتقدات بحيث يمكن للشخص أن يمارس حريته ويعبر عن آرائه بدون قيود أو معوقات.

كيف بدأ حق اللجوء

  • في هذه المقالة سنتحدث بتفصيل عن معنى اللجوء والدول والمنظمات المعنية به.
  • بعد تأسيس الكنيسة المسيحية عام 511 بحضور كلوفيس الأول، قرر مجلس أورلينز إنشاء قوانين حق اللجوء، حيث يحق لأي شخص يتعرض للتهديد أو القتل بسبب موقفه السياسي أو آرائه الإنسانية أن يلجأ إلى بلد آخر يدعمه ويحميه.
  • في عام 1948، أكدت الأمم المتحدة في إعلان حقوق الإنسان العالمي على هذا الحق، ومن ثم أكدت الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين عام 1951 حماية أي شخص لديه رأي عرقي أو طائفي أو ديني أو جنسي أو سياسي ويتعرض للاضطهاد في بلده.
  • حق اللجوء هو حق منفصل لكل فرد كحالة مستقلة تماما عن قانون اللاجئين.

شاهد أيضًا: القانون البيئي الدولي

اللجوء السياسي والإنساني في القانون الدولي

  • في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادة 14 قامت الأمم المتحدة بوضع أسس حق اللجوء وحماية اللاجئ المضطهد من بلده الأصلي، بسبب آرائه وأفكاره السياسية أو العرقية أو الطائفية، وقامت أيضا بجعل الدول الأخرى توقيع على هذه التشريعات.
  • في اتفاقية تنظيم أوضاع اللاجئين، يوجد مبدأ يعرف بمبدأ عدم الإعادة القسرية، وهو مبدأ يمنع الدول الأخرى من إجبار الشخص اللاجئ على العودة إلى بلده الأصلي.

ما هي دول ومنظمات اللجوء؟

  • بعد اتفاقية جنيف التي وقعت في عام 1951، قامت دول الاتحاد الأوروبي بإزالة الحدود الداخلية بينها، وفقا لاتفاقية شنغن، تم الموافقة على منح حق اللجوء للمضطهدين.
  • أقرت فرنسا رسميا حق اللجوء في دستور عام 1951 وعام 1946، وتلتزم باتفاقية ماستريخت لوضع اللاجئين واتفاقية شنجن أيضا.
  • المكتب الفرنسي لحماية الأشخاص اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA) هو منظمة تهدف إلى التأكد من التزام تطبيق اتفاقية جنيف واتفاقية نيويورك.
  • مكتب المفوض العام لشؤون اللاجئين والأشخاص بدون جنسية (CGRS) يقدم الدعم لقضايا اللجوء واللاجئين.
  • في بلجيكا توجد أيضا مؤسسة مسؤولة عن دراسة طلبات اللاجئين.

متى يتم الموافقة على اللاجئ؟

  • إذا هرب اللاجئ من بلده خوفا من بلده الأم أو تعرض للاضطهاد بسبب انتمائه السياسي أو العرقي أو الديني.
  • يتمتع اللاجئ بعدة حريات في البلد الذي يلجأ إليه، مثل حرية الرأي والتعليم وامتلاك الأموال والحصول على وثائق رسمية مثل جواز السفر ورخصة القيادة.
  • لا تقوم الدولة التي يلجأ إليها بطرده.
  • يجب على اللاجئ أن يتجنب القيام بأي عمل له طابع عسكري أو سياسي يؤثر على أمن البلد التي يلجأ إليها.
  • يمكن للبلد الأم للاجئ أن تقدم طلبا لمنعه من القيام بأنشطة أو اجتماعات محددة في الدولة التي يلجأ إليها.
  • في حالة قدوم اللاجئ إلى دولة لا تعترف بحق اللجوء، فإنه ليس من حق تلك الدولة أن تطرده فورا من أراضيها، بل يجب أن تمنحه فترة زمنية للبحث عن دولة أخرى.
  • لا يحق للدولة التي لا تمنح حق اللجوء منع اللاجئين من السفر إلى دولة أخرى، ما لم يتعارض ذلك مع مصالحها.
  • ينتهي حق اللجوء بموجب القانون الدولي في حالة وفاة اللاجئ، أو طرده، أو لأسباب أمنية ونظامية، أو في حالة عودة اللاجئ إلى وطنه بإرادته، أو إذا حصل اللاجئ على جنسية الدولة التي هاجر إليها.

حق اللجوء في الفقه الإسلامي

  • يتفق الفقه الإسلامي مع القانون الدولي فيما يتعلق بحق اللجوء، ولا يتعارض إلا في بعض الحالات المحظورة، مثل الانضمام إلى الخدمة العسكرية في البلد الذي يلجأ إليه، باستثناء الحالات الضرورية القصوى.
  • لا يجوز للاجئ المسلم أن يقاتل مع الكفار ضد المسلمين، ويجب أن يحاول بكل الطرق الممكنة معارضة ذلك حتى إذا اضطر للاستسلام للمسلمين في حالة الحرب.
  • غير مسموح للمسلم أن يتزوج امرأة غير مسلمة في بلدته بسبب القيود الشرعية، إلا في حالات الضرورة القصوى.
  • يوجد ما يعادل حق اللجوء في الفقه الإسلامي ويسمى عقد الأمان، مع وجود اختلافات في الأسباب والشروط والتأثيرات.

مفهوم اللجوء في اتفاقية الوحدة الإفريقية

  • في عام 1961، أقرت منظمة الوحدة الإفريقية قانونا لحماية حقوق اللاجئين.
  • اتفاقية حماية حقوق اللاجئين التابعة للاتحاد الأفريقي، قدمت أسبابا أكثر شمولا وتوسعا من الاتفاقية الدولية، حيث أضافت إليها إمكانية حماية اللاجئ في حال تعرضه لتهديد خارجي أو احتلال، أو إذا شعر برغبته في اللجوء بسبب الخوف من التعذيب أو الظلم، بالإضافة إلى الحروب والصراعات المسلحة.

الاتفاقية العربية لحماية اللاجئين

  • شهد الوطن العربي العديد من الحروب والصراعات الداخلية والتهديدات الخارجية، والاحتلال في سوريا والعراق والصومال ولبنان وأيضا الثورات، ولذا قامت جامعة الدول العربية عام 1994 بوضع الاتفاقية العربية للاجئين.
  • تشمل هذه الاتفاقية نفس تعريف الاتفاقية الدولية وتضيف عليها أنه إذا هرب اللاجئ من الكوارث الطبيعية أو الأحداث الضخمة التي تؤثر على النظام العام للبلاد.
  • لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقية وتم قرار إلغائها، حيث تم استبدالها باتفاقية جديدة في عام 2019 ونحن في انتظار توقيعها.
  • نفذت جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، تنسيقا لحماية حقوق الأطفال اللاجئين من خلال إنشاء اتفاقية عربية. الهدف من الاتفاقية هو حمايتهم من التمييز والعنف والإهمال والاستغلال، وتوفير التعليم والإسكان وحياة كريمة لهم.

شاهد أيضًا: القانون الدولي العام والمنظمات الدولية

منظمة الصليب الأحمر

  • تقوم هذه المنظمة التي تأسست عام 1863 بحماية ومساعدة ضحايا الحروب والصراعات واللاجئين
  • تقدم هذه المنظمة برامج طبية لمساعدة الجرحى من اللاجئين في الحروب.
  • تعمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مع منظمة الصليب الأحمر لإيجاد حلول ومساعدة في حل مشاكل اللاجئين.

الفرق بين اللجوء السياسي والإنساني

  • يشمل اللجوء الإنساني الأشخاص الذين هربوا من بلدهم بسبب وجود حروب وصراعات داخل بلدهم أو إذا أجبروا على القتال، وفي حالة وجود ظروف اجتماعية غير إنسانية في بلدهم.
  • أيضا، في حالة إصابته بمرض لا يوجد له علاج إلا في البلد الذي يلجأ إليه، في حالة التجمع مع أسرته في بلد اللجوء إذا كان يرغب في الذهاب إليها.
  • اللجوء السياسي يتضمن هروب اللاجئ من التضييق بسبب آرائه السياسية، العرقية، الطائفية أو الدينية، أو بسبب موقعه الاجتماعي أو انضمامه إلى مؤسسة مرفوضة في بلده الأم، أو انضمامه إلى نشاط سياسي أو معارضته لنظام الحكم.

أفضل الدول للجوء

  • السويد بلد هادئ قليل السكان، يوفر إقامة دائمة وتأمين صحي وسكن وتعليم باللغة الإنجليزية.
  • بريطانيا دولة قوية وغنية، تحتاج إلى إتقان اللغة الإنجليزية، تقدم إقامة وتأمين صحي ولكن بشروط معينة، وتسمح لك بلم الشمل وتوفر مكان للعيش.
  • ألمانيا هي بلد اجتماعي يوفر جميع المزايا للجئين وتوفر تعليما مجانيا للقادمين الجدد.
  • هولندا بلد جميل ولديها مناخ رائع وسكانها اجتماعيون، وتوفر إقامة وفرص عمل.
  • النرويج هي أغلى بلد إسكندنافيا ولا يوجد فيها عنصرية.

شاهد أيضًا: مصادر القانون الدولي العام

تحدثنا في هذا المقال عن اللجوء السياسي والإنساني في القانون الدولي، وشروطه وعلاقته بالفقه الإسلامي، وذكرنا حق اللجوء في الدول العربية وإفريقيا وأفضل الدول للاجئين.

اللجوء السياسي والإنساني في قوانين القانون الدولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *