مقدمة حول موقف الإسلام من الشعر والشعراء

تقدم مقدمة عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء، وكان الهدف من ذلك هو تقديم رد عادل وصريح على الأفكار الشائعة بين النقاد حول مادة الشعر والشعراء.

مقدمة عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء

  • هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الإسلام عبر عن موقف سلبي تجاه الشعر وتم حظره. هذه الآراء غير صحيحة تماما، وذلك استنادا إلى أدلة تاريخية. سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل فيما يلي.
  • في البداية تحدثنا عن المكان الذي اختاره الإسلام للشعر والشعراء، ويجب علينا أن ندرك أن الأدلة الصحيحة هي التي توجهنا إلى الواقع الحقيقي، وسوف نحصل على إجابتنا من خلالها اليوم.
  • القرآن الكريم والسنة النبوية هما المرجعيتان التي يجب أن نعتمد عليهما للحصول على حقائق الماضي التي لا نعرفها إلا من خلالهما، وقضية الإسلام والشعر والشعراء يؤكدها القرآن والسنة.

شاهد أيضًا: أجمل ما قيل عن المرأة في الشعر

حقيقة رأي ضعف الشعر أيام النبوة

  • نبذة عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء؛ هناك فئة من الأشخاص الذين يدعون بآرائهم التي لا تحمل أي صحة أن الشعر بدأ في الضعف في أيام النبوة، أي في فترة وجود الإسلام.
  • تم رفض تلك الفتوى ونفيها بأن الإسلام قد حظر الشعر تماما، بل يدعون بأنه مكروه أيضا من قبل الإسلام والمسلمين، وقدموا أدلة على ذلك.
  • قال الله تعالى في كتابه العزيز (والمستهزئون يتبعونهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون).
  • وصدق الله في هذا القول (لم نعلمه الشعر وليس من المناسب له)
  • فنجد أنهم قد أبدوا آراءهم بناء على الأدلة التي قدمناها وأن الإسلام يحث على الحفاظ على قدرة الشعر، والدليل على ذلك أن الله لم يعلم ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وتدريس الشعر يؤدي إلى تقليل قدرة الصلاة والرحمة من الله عليه والعمل على خفض مكانته العالية.
  • واستنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أبو هريرة، يقال: `أن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه، خير له من أن يمتلئ شعرا`.

 دور الأصمعي في تشكيل رأي النقاد

  • نجد أيضا أن رأي هؤلاء النقاد يعود بشكل كبير إلى رأي الأصمعي، ونجد أن رؤيته تتمثل في أن الشعر ما هو إلا نكد بابه الشر وأنه إذا دخله الخير من أي اتجاه ضعف.
  • نبذة عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء، وفي الواقع، إذا نظرنا إلى الأدلة المتاحة بعناية، سنجد أن هناك توضيحات تدعم هذه الأدلة.

الرد على ضعف الشعر أيام النبوة

1- الرد على الآية الأولى

  • الآية في الفقرة الأولى لا تشمل إدانة الشعر بشكل عام والنقد لجميع الشعراء، بل تم تعميمها بشكل خاطئ من قبلهم، وقد قاموا بتأويل الآية بشكل خاطئ تماما.
  • فالتفسير الصحيح لتلك الآية هو ما ذكره بعض المفسرين، أن كل من ورد بالذم في تلك الآية هم شعراء المشركين فقط، الذين يستمع إليهم الناس الجاهلون أو الأغبياء.
  • ومن الدلائل الجيدة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع للشعر، وبعض الشعراء كانوا يرددون قصائدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدافعون عنه، ومن بينهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك.
  • ونشملهم بتضمين عبد الله بن رواحة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن هؤلاء الشعراء (هؤلاء أشد على قريش من نضح النبل).

2- الرد على الآية الثانية

  • في الآية الثانية يتم نفي الشعر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنفي هنا ليس للتقليل من قيمة الشعر، بل يحمل فيه الإعجاب الشديد.
  • فنجد أن الله سبحانه وتعالى نفى عن رسولنا الكريم قسما من الشعر وهو الشعر الذي كان مشهورا بقوته في التأثير بين قبائل العرب.
  • تمهيدا لموقف الإسلام من الشعر والشعراء، وبما أن النثر الخاص بالعرب أقل تأثيرا، فقد أراد الله تعالى أن يعلم رسوله بعضا من النثر، لكن يجب أن يكون له تأثير أقوى من العرب.
  • تمنع الله تعالى الرسول من كونه شاعرا بسبب قبيلة قريش التي أرادت النيل من فضيلته الخاصة والحجة الهائلة التي يمتلكها من خلال الشعر.
  • ولم يتم تقديم دليل على أن ذلك يعود إلى فضل الرسالة التي يحملها، وأن جميع تلاوات رسولنا الكريم ليست وحيا ينزله الله على عبده، بل هي إلهامات من الشيطان المرافق للشعر.

3- الرد على قول رسول الله

  • المفهوم الصحيح وراء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه، خير من أن يمتلئ شعرا) هو أن الشخص الذي يشغل نفسه بالشعر ويهيمن على قلبه وعقله ويشغله عن دينه، فإنه أفضل أن يكون مليئا بالقيح الذي يراه.
  • وبهذه الطريقة قام بإلقائه على أن يقم بالواجبات وأن يمنعه من ذكر الله سبحانه وتعالى وتلاوة آياته الحكيمة، وهذا هو موضوع الحديث.
  • إذا كان الأمر يتعلق بالاهتمام بالأدب ويتم سماعه لأجل الفكاهة، فلا يوجد أي مشكلة في ذلك، حيث أن العديد من الخلفاء الراشدين قاموا بقول الشعر.
  • فالمقصود هنا ليس كل الشعر، بل يشير إلى الشعر الذي لا يتفق مع آداب وتعاليم الإسلام.

4- القول بضعف الشعر

  • من المؤكد أن دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية بكلمات ومبادئ جديدة أدى إلى تراجع العديد من الشعراء في كتابة الشعر إلى الوراء.
  • وذلك لأنهم بدؤوا يجهلون ما سيتحدثون عنه وترجم ذلك إلى ضعف في الفترة منذ دخول الإسلام.
  • ومع ذلك، هناك العديد من الآراء التي نفت ذلك وقالت إنها نتاج لتحريم بعض الألفاظ في الإسلام التي لا تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي فقط.
  • تباينت الكلمات فيما عدا بعض الأغراض التي توفرت وفقا للظروف الخاصة بالبلد.

شاهد أيضًا: الأدب العربي القديم والحديث

5- أسباب الضعف

  • نظرا لصعوبة تكييف الشعراء مع السلوكيات الجديدة التي فرضتها تعاليم ديننا الإسلامي، فإنه من الصعب لنا أن نصاغ تلك التعاليم في شكل قصائد.
  • استمر الشعراء في استخدام الأساليب التي كانت معروفة في الجاهلية، سواء كانت صورا أو أفكارا، ولكنهم قاموا بإدخال بعض المصطلحات الخاصة بالإسلام في بداية عهد الرسول.
  • على الرغم من أن جير بن زهير اعتنق الإسلام ووصف إيمانه بعمق، إلا أن شعره كان يمزج بين أسلوب الجاهلية ومعاني دين الإسلام الجديدة مثلما يلي:

إلى الله – ليس إلى العزة ولا اللات – واستمسك بيده حتى تنجو وتسلم.

لا ينجو أحد يوما من النار إلا من كان قلبه طاهرا ومسلما.

شاهد أيضًا: أفضل ما قاله الشعراء عن المملكه العربيه السعوديه بالفصحي

في ختام مقالنا اليوم، قمنا بتقديم مقدمة حول موقف الإسلام من الشعر والشعراء، ثم دخلنا في هذه القضية لتوضيح الآراء الصحيحة وراء التفاسير التي وضعها العديد من النقاد استنادا إلى أدلة تم تفسيرها بشكل خاطئ تماما

مقدمة حول موقف الإسلام من الشعر والشعراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *