من هو أبو الطب عند اليونان

من هو أبو الطب عند اليونان؟، لقد أطلق العرب لقب أبو الطب على أبقراط الكوسى تكريما له لما قدمه من إنجازات وتعاليم وتأثير كبير في مجال الطب، وقد تأسست أول مدرسة طبية بإشراف أبقراط وسميت باسمه، وتسببت هذه المدرسة في ثورة في الطب اليوناني.

أبو الطب عند اليونان

أبقراط هو طبيب يوناني عاش في الفترة ما قبل الميلاد، ولديه العديد من الوثائق الطبية التي تزيد عن 60 وثيقة. إنه من بين أعظم الأطباء الذين استفاد منهم المجال الطبي حتى وقتنا الحالي، وأطلق عليه العرب لقب “أبو الطب”.
كوربوس أبقراط هي مجموعة من الوثائق الطبية التي تم جمعها، ولكن تعدد الكتب في هذه المجموعة جعل من الصعب معرفة أفكار أبقراط الشخصية ونحن لا نعرف سوى القليل عنها.
ميثاق قسم أبقراط يعتبر وثيقة تحدد شرف وأخلاقيات المهنة؛ وهي مستخدمة في العصر الحالي، وقام بدور كبير في جمع المعارف الطبية المستمدة من المدارس القديمة ونشرها.

شاهد أيضًا: بحث عن علماء العرب والمسلمين واختراعاتهم

إنجازات أبقراط في مجال الطب

مكتبة كوربوس أبقراط، المعروفة الآن بأعماله القديمة، تعود إلى الكتابات قبل الميلاد رغم أنها ترجع إلى أبقراط، وهي تشمل مجموعة من الكتب أو أجزاء منها.
قدم أبقراط جراحة العظام في ثلاثة نظم أعطيت للعالم الغربي على شكل مخطوطات، وتعد مخطوطة خلع المفاصل والكسور قريبة من الطرق الحديثة.
كان الالتهاب الرئوي والصرع من الأمراض التي قدمها أبقراط بدقة في وصف أعراضها في أول مرة.
تختلف شدة أعراض المرض من شخص لآخر، وكان هناك من يتحملون التعامل مع مرضهم ومرض آخر، وهو أول من أشار إلى ذلك.
بدأ أبقراط دراسة أفكاره في جزيرة كوس في اليونان، حيث أسس مدرسة طبية، وتبعه الأطباء عندما تطورت قسم أخلاقيات الطب.

الطب اليوناني القديم

كان يعتقد أن العقاب هو الإصابة بالمرض، بينما الهدية هي الشفاء، وعندما بدأت محاولات لتحديد الأمراض، أدت إلى التوجه نحو البحث العلمي والابتعاد عن الخرافات.
من خلال البحث العلمي ودراسة الجسم، يمكننا فهم العلاقة بين الأمراض وأسبابها وأعراضها، ودراسة العلاج وتقييم نجاح أو فشل أنواع مختلفة منها.
لم يعتمد الطب فقط على المعرفة كوسيلة وحيدة، بل اعتمد أيضا على عوامل أخرى مثل جنس المريض وطبقته الاجتماعية والتقاليد المحلية.
كان يعتقد في العصور القديمة أن المشاعر والأفكار تنبع من القلب، لكن أول طبيب صحح أنها تنشأ في الدماغ.

تعريف أبقراط للطب

يعتقد أبقراط أن الطب يجب أن يمارس فقط من قبل الأشخاص النزهاء، ويستند اسقليوس إلى أن الطب يتميز بالنقاء والاستقامة، وأن الأرواح الشريرة والخبيثة لا ينبغي لها أن تتعلم الطب، فهو مخصص للنبلاء والأشخاص المتزوجين.
يعتقد أن الأطباء يجب أن يحملوا الرحمة والأمانة في قلوبهم وأن يعملوا على فائدة الناس بمعرفتهم الطبية.
من بين أعظم الأعمال النبيلة هو الطب، وبسبب تدخل الأفراد الذين يفتقرون للفهم يصبح السبب في تشويه سمعة المهنة، والعيب الوحيد فيه هو الجهل، وهذا ما أورده أبقراط في كتابه المعروف والذي يعرف باسمه (ناموسة أبقراط).
يشبه العلم في الطب مثل الكنز أو السلاح الجيد لمن يتقنه جيدا، وكذلك السلاح السيء والصناعة الرديئة للمتظاهر الجاهل.

وهو وصي أبقراط على سبع خصال يجب أن يتوافر في الطبيب

أولا، يجب أن تكون رؤيته جيدة، طيبة، عاقلة، طبعها حسن، وأعضاءها سليمة، وخلقها متكامل.
ثانيا، أن يكون ثوبه نظيفا، ورائحته جيدة، وجسده نظيفا.
يجب عليه حفظ أسرار المرضى وعدم الكشف عن ما يقولونه له.
الرابعة أن يكون تفكيره الموجه بشكل أكبر نحو علاج المرضى وعدم السعي وراء المكاسب المادية، وأن يعامل الفقراء بنفس الاهتمام الذي يعامل به الأغنياء دون أي تمييز.
الأمر الخامس هو اهتمامه بشفاء وفائدة الناس والاستمرار في التعلم.
السادسة أن يكون قلبه سليما، عفيفا، صادقا، وأن لا يدور في ذهنه أي شيء يتعلق بالمال أو النساء التي يراها في منازل الأشخاص المرضى.
يجب أن لا يعالج المريض بصدق حتى لو كان عدوا له، ويجب أن يكون على دراية بتفاصيل حالته الصحية لكي لا يصف دواءا خاطئا يؤدي إلى ضرر الجنين أو قتل الأشخاص، ويجب أن يكون أمينا على المال والروح.

نظرية أبقراط

كانت الصرع والأمراض النفسية تسمى المرض المقدس، ولكن أبقراط اعتبرها مثل أي أمراض أخرى، وأن لها أصلا طبيعيا وليست مرضا مقدسا كما يطلق عليهم الآخرون بسبب الجهل.
يعتبر أبقراط أحد أوائل المؤمنين بأن الأسباب الطبيعية هي سبب الأمراض، إذ كان في عصره يعتقد أنها نتيجة لعمل الآلهة.
كان الناس يعتقدون أن الأمراض هي عقوبة تنزل على الإنسان من قبل الآلهة، ولكن أبقراط قام بتفصيل الطب عن الدين، واعتقد أن الأمراض تنشأ بسبب النظام الغذائي وعوامل البيئة وعادات الحياة.

قسمت مدارس الإغريق القديمة إلى مدرستين

يطلق على المدرسة الأولى اسم قندوس نسبة إلى مدينة قندوز الإغريقية، واعتمدت هذه المدرسة على تحديد طبيعة المرض وسببه، وكان ذلك من أبرز خصائصها.
لم يكونوا على علم بوظيفة كل عضو في جسمهم بسبب المحرمات الإغريقية التي منعت تشريح الجسد، وبسبب ذلك، فشلت هذه المدرسة في التفرقة بين العديد من الأعراض لنفس المرض.
المدرسة الثانية تعرف باسم مدرسة كوس، نسبة إلى مدينة كوس الإغريقية، أو مدرسة أبقراط التي تعاملت مع المرض بنهج ومذهب مختلف عن المدرسة الأولى، وحققت نجاحا من خلال التشخيص العام للمرضى.
كانت مدرسة أبقراط تتبع أساليب علاجية سلبية للمرضى، وكان اهتمامها البارز هو رعاية المرضى بشكل كبير دون الاهتمام بأسباب المرض أو تحديد نوعه.
بالرغم من نجاحها في ذلك الوقت ودورها في علاج العديد من الأمراض بنجاح، أثبتت الطب الحديث أن مدرسة الطب الأبقراطية كانت غير صائبة في مسارها الصحيح للطب.
الطب الحديث يتبع مذهب مدرسة قندوس، وهذا سبب للجدل بين العصور ويثير العديد من الانتقادات. ووصف الطبيب الفرنسي علاجا لأبقراط كأنه تأمل لدى الموت.

شاهد أيضًا: موضوع عن علماء المسلمين

مساهمات رئيسية في الطب

تعد الوصفة الأولى لتشخيص الأمراض التي يصعب تحديدها بالأصابع فضلا لأبقراط، حيث يستخدم في تشخيص أمراض أخرى، ولذلك سميت بـ `أصابع أبقراط`. وقد ساهمت هذه الوصفة في تحديد الأمراض المزمنة مثل السرطان والمرض الرئوي.
كانت هناك علامات تظهر على وجه المريض تشير إلى اقتراب وفاته أو معاناته من مرض طويل، فكان أبقراط أول من وصف هذا الوجه، ولذلك سميت السحنة التي تظهر عليه العلامات باسمه.
كان أول طبيب يصنف الأمراض ويستخدم مصطلحات للأمراض مثل استخدام مصطلح انهيار، نوبة، تحسن.
تم تشخيص الدبيلة، وهي مرض يحدث في التجويف الجانبي على شكل تجمعات قيحية.
أبقراط هو أول جراح مسجل في التاريخ في منطقة القلب والصدر، واستخدم أنابيب الرصاص لنزع دبيله التجويف الصدري، وما زالت هناك استخدامات مستمرة له حتى الآن.
تم تشخيص أمراض المستقيم البشرية من قبل مدرسة أبقراط وتم علاجها بطريقة فعالة مثل البواسير، وكانت هناك نظريات ضعيفة للعلاج تعتقد أن زيادة البلغم والصفراء من أسبابها.
أعتمد أبقراط على علاج الأمراض مثل مرض السكري من خلال تغيير نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي.

شاهد أيضًا: أبرز الحكم والأقوال للعلماء عن الكيمياء

في نهاية المقال تعرفنا على أبو الطب عند اليونان، وما قدمه أبقراط للطب وإنجازاته المختلفة وكيفية تشخيصه وعلاجه للأمراض، والفروق بين مدرستنا والمدارس الأخرى والربط بين العصر الحالي وعصره في استخدام الطب.