لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم؟ كان الشعر في العصور العربية له أهمية كبيرة بين الناس، حيث كانت الندوات الشعرية تعقد يوميا وتقدم فيها أفضل الأشعار والخواطر من قبل شعراء العرب، وظهرت العديد من الأسماء العربية المتميزة في الشعر الفصيح الذي ما زال حاضرا حتى يومنا هذا.
اشتهر العرب بالشعر والنثر والهجاء أكثر من غيرهم، ومن بين شعراء العرب هو المتنبي الذي سنتناوله في هذا المقال.
من هو المتنبي
أحمد أبو الحسين بن الحسن الجعفي، المعروف بالمتنبي، ولد في الكوفة بالعراق في قبيلة الجعفي. كان من أعظم شعراء العرب بسبب جمال كلامه الشعري وقوافيه المميزة، ويحظى بمكانة كبيرة بين الشعراء الآخرين.
استمر شعر المتنبي محتفظا بشهرته حتى اليوم الحاضر، وتتناول معظم قصائده مديح الملوك. بدأ المتنبي بكتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره، وكان يفخر بأصوله العربية وكبريائه وطموحه الكبير. تأثرت شجاعته وفلسفته في شعره.
شاهد أيضًا: من هو أهجى شعراء العرب؟
لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم؟
لماذا أطلق على المتنبي هذا الاسم، هناك العديد من الأقوال والروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم.
لقد قال البعض إنه ادعى النبوة، وقال آخرون أن هناك أسبابا أخرى، وسنوضح هذه الآراء فيما يلي:
- ادعاء المتنبي بالنبوة هو قصة تم ذكرها من قبل بعض الكتاب لشرح سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم.
- قد أدعى النبوة في بلاد الكوفة والشام، وكان أحد دعاة القرامطة.
- يسمي نفسه نبيا، ومن هنا جاءت تسميته المتنبي.
- والرأي الآخر الذي يفسر تسمية المتنبي بهذا الاسم هو أنه بسبب أبيات قالها في صباه.
- وأظهر كبرياءه وشبه نفسه بالمسيح بين اليهود، ولذلك أطلق عليه المتنبي.
أهمية المتنبي وشعره
تكمن أهمية المتنبي في أن قصائده لا تزال حاضرة حتى الآن، حيث تعاصرت عبر العصور واحتضنتها العديد من الأشخاص.
وما زالت موجودة ومستقرة بيننا، ويعتبر المتنبي وشعره مرجعا هاما للشعراء والأدباء.
حيث يتعلمون من قصائده وأسلوب كتابتها.
وما يعطيه أهمية أيضا هو أنه في عصره وصف بأنه عبقري نادر، ونادر الحدوث حيث يتمتع بكلام بليغ وحكمة كبيرة في شعره.
والذي كان معروفا بعظمته وقدرته على إلقاء الشعر والقصائد للملوك، حيث كان ذو شأن في زمانه.
كان ماهرا جدا في شعره، حيث كان يلقي قصائده أمام الملوك والحكام دون خوف، وكان يتمتع بشخصية رفيعة وموقف قوي، وكانت شعره محور قوته وتألقه.
خصائص شعر المتنبي
تتميز شعر المتنبي بعدة خصائص شعرية جعلته مستمرا حتى يومنا هذا، ومن بينها ما يلي:
- له أسلوب فريد ومميز عن زملائه من شعراء العصر العباسي.
- كان يثق بنفسه بشكل كبير وكان يمدح نفسه ويمجد شعره، وتتجلى ذلك في أبياته الشعرية.
- كان شعره يعكس غروره وثقته الزائدة بنفسه، وكان يشبه نفسه في كثير من قصائده بالأنبياء أو بالمسيح عندما كان يرسل رسائله لليهود.
- اشتهر شعر المتنبي بزخم الهجاء فيه، حيث كان ينتقد كل من يبخل عليه بالمال أو الهدايا.
- وكل من يعاديه، فكانت قصائده تصيب الأشخاص غير المحبين له بمثابة السهام.
- تحتوي أشعاره على بلاغة عظيمة وقدرة مرموقة على تعديل اللغة لخدمة أشعاره.
- تكمن أهمية قصائد المتنبي في انتشارها حتى اليوم.
- تعتبر ملاذا للأدباء والباحثين وعشاق الشعر القديم.
شاهد أيضًا: المصادر الأدبية واللغوية في التراث العربي
الأدب في العصر العباسي
بدأت الدولة العباسية على يد المنصور وتمتعت المجالات الأدبية والحركة الأدبية بأفضل حالاتها في ذلك العصر.
وأقيم في هذا العصر العديد من المساجد والمكاتب ومراكز العلم ودور الشعر.
الشعر كان له دور كبير في العصر العباسي، والحكام والخلفاء اشتهروا بحبهم الشديد للشعر.
كانوا ينظمون العديد من المجالس والحفلات للاستماع إلى الشعراء ووصفهم وتمجيدهم.
كانت حياة الشعراء تختلف، سواء كانوا في البادية أو في المدينة.
ومن بين الشعراء المشهورين في تلك الفترة هم المتنبي والبحتري وغيرهم.
شعراء العصر العباسي
تعددت شعراء العصر العباسي وظهروا في هذا العصر، حيث استمرت أسماؤهم وقصائدهم حتى يومنا هذا، ومن بينهم الآتي:
- البحتري: هو الوليد بن عبد الله البحتري، وعاش في حلب وتعلم الشعر قبل أن ينتقل إلى العراق.
- اشتهر بقصائده القوية التي تمدح فيها الخلفاء والحكام، وكان له تأثير كبير في البلاط الملكي وبين الأمراء.
- أبو تمام: هو واحد من أبرز الشعراء في هذا العصر، وكان قدوة عالية للعديد من الشعراء، وكان ماهرا في اختيار المعاني الشعرية القوية.
- بشار بن برد: كان من أعلام الشعراء في العصر العباسي، وكانت مواضيعه الشعرية متنوعة ومتعددة.
- اشتهر بالشعر الهجائي وكانت قصائده تحتوي على العديد من الألفاظ الخادشة.
- أبو نواس: كان شاعر الخمر في العصر العباسي، إذ كان مدمنا على الخمر.
- ولكن كان لديه شعر جيد واستخدم اللغة بشكل واسع في قصائده.
- أبو علاء المعري كان مجدا للعلم والحكمة، ويتجلى ذلك في قصائده، وكان متأثرا بشدة بالمتنبي.
خصائص الشعر في العصر العباسي
الشعر في العصر العباسي يتميز بعدة مميزات تفرضها على العصور الأخرى.
فالشعر العباسي وصل إلى أعلى درجات الشعر في المعاني والقوافي والخصائص الشعرية المميزة، ونعرض بعض الخصائص التي تميزه في الآتي:
- المعاني: يتميز الشعر في العصر العباسي بغناه بالمعاني الفلسفية التي يستخدمها الشعراء في صياغة أبياتهم.
- طريقة النظم: من أهم الخصائص التي ميزت الشعر العباسي.
- وهي طريقة التنظيم حيث ينظم الشعراء شعرهم، بأسلوب جديد مختلف عن المعتاد في العصر الجاهلي.
- البديع: تميزت الشعر العباسي بجمال لغته والمحسنات البديعية الكبيرة التي تتميز بها.
- حيث قاموا بإعادة صياغة العبارات المعبرة والمعاني المعقدة التي تحتوي على تراكيب شعرية متعددة.
- طول القصائد: تميز شعر العصر العباسي بقصائده الشعرية الطويلة.
- حيث أصبحت القصائد تحتوي على العديد من الأبيات الشعرية، وبعضها يصل إلى مئات الأبيات الشعرية.
خصائص الشعر العربي الحديث
تختلف خصائص الشعر العربي الحديث في العديد من النقاط عن الشعر الجاهلي أو الشعر في العصور الأموية والعباسية، وتتميز بما يلي:
- يتميز الشعر العربي الحديث بلغته البسيطة ومعانيه الشعرية السهلة والاستخدام العامي.
- الابتعاد عن اللغة الفصحى ونظام الشعر الجاهلي.
- أصبحت الشعر في العصر الحديث مجالا خصبا لاستعراض الأسلوب اللغوي العامي السهل بعيدا عن تعقيدات اللغة العربية القديمة كما في الشعر الجاهلي.
- تظهر الاختلاط بين شعراء العرب وشعراء الغرب في شعرهم وكتابتهم للشعر.
- أصبحت مزيجا من الشعر الحديث وشعر آخر يتناسب مع الزمن والسرعة والسهولة.
- هكذا تنوعت الأغراض الشعرية في الشعر الحديث.
- ظهرت أهداف أخرى للشعر بالإضافة إلى المديح والهجاء والرثاء الذي كان يهيمن على الشعر العربي القديم.
- فالأغراض الجديدة منها النصح ومنها حب الوطن ومنها أهداف اجتماعية ومواقف اجتماعية.
- تميز الشعر العربي الحديث بقصر القصائد مقارنة بما كان عليه في العصور القديمة مثل الجاهلية والعصر العباسي والأموي.
شاهد أيضًا: تعريف الشعر العمودي وخصائصه
أشرنا في هذا المقال سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم، والفرضيات التي طرحت في هذا المجال.
بالإضافة إلى شرح خصائص الشعر العباسي في ذلك الوقت، تم تناول أبرز خصائص شعر المتنبي، وأخيرا تناولت خصائص الشعر العربي الحديث وتغيره مقارنة بالشعر في الجاهلية.
