الله خلق الكائنات بقدرة هائلة على التكيف مع ظروف الحياة، حيث خلق كل كائن حي ليتمكن من التأقلم مع ظروفه المعيشية. هذا ينطبق على العديد من الحيوانات والطيور كأمثلة.
لأنها تمتلك قدرة هائلة على التكيف مع الظروف القاسية، مثل ندرة الماء ونقص الغذاء والظروف الحياتية الصعبة، وسنستعرض في هذه المقالة مثالا يوضح ذلك.
ما هو الطائر الملقب بالطائر الجمل؟
الطائر الجمل هو اسم يطلق على طائر يجمع صفات الطائر والجمل، وسنسلط الضوء على هذا الطائر وسبب إطلاق هذا اللقب عليه، ونتحدث عن حياته وموطنه
بالنسبة للسؤال الأول، فإن الطائر الذي يسمى جمل هو النعامة. وحصلت النعامة على هذا اللقب الغريب بسبب بعض الصفات المميزة لديها، وتعتبر النعامة واحدة من أكبر الطيور على وجه الأرض، ولكنها لا تستطيع الطيران بسبب وزنها الثقيل وحجمها الكبير.
تعرف بلقب `الطائر الجمل` بسبب حجم جسمها الكبير ورقبتها الطويلة، وتتميز النعامة بقدرتها الكبيرة على العيش في المناطق الصحراوية والقاحلة.
شاهد أيضًا: كيفية صيد الطيور البرية
صفات النعامة
النعامة هي الطائر الذي يحمل هذا الاسم الغريب، والنعامة هي واحدة من الطيور التي لا تستطيع الطيران، والنعامة هي من أصل إفريقيا والشرق الأوسط، ويزن ذكر النعام حوالي 100 إلى 150 كيلو غرام، ويبلغ ارتفاعه من مترين إلى مترين ونصف.
- يتميز النعام بقوة ساقيه، حيث يستطيع الجري بسرعة تصل إلى حوالي 50 كيلومتر في الساعة، ويمكنه الحفاظ على سرعته لمدة نصف ساعة، ويتميز بوجود إصبعين في كل قدم.
- النعامة من الحيوانات التي لا تمتلك قدرة بصرية قوية، ولكن تم تعويضها بالقدرة السمعية الجيدة، وتعلم النعامة أن انتقال الصوت عبر المواد الصلبة أسرع من انتقاله عبر الهواء، وبالتالي تضع النعامة رأسها في الأرض لتسمع صوت خطوات أعدائها ومعرفة مدى قربهم منها، حتى تستعد للهرب.
- تعد النعامة من طيور آكلة الأعشاب، حيث تبحث دائما عن طعامها وتكون دائما قريبة جدا من الأرض، وتبحث عن طعامها بسبب ضعف بصرها.
- تتميز النعامة أيضا بقدرتها على أكل الرمال والحجارة الصغيرة، وهذا يساعدها في هضم الطعام.
- تتكاثر النعامة عن طريق وضع البيض مثل باقي الطيور، وتتناوب الأنثى والذكر في تحمل البيض، وتتراوح وزن بيضة النعامة بين كيلو جرام وكيلو ونصف، وتفقس بعد خمس أو ستة أسابيع من وضعها.
- تواجه طيور النعام خطر الانقراض بسبب صيدها المفرط، حيث يستخدم لحمها وريشها ويعتبر ذلك مربحا للغاية.
الخصائص الجسمية للنعام
يعتبر النعام من أكبر أنواع الطيور الموجودة في العالم، حيث يتميز برقبة طويلة عارية وساقين سفليتين نحليتين وفخذين مليئين بالعضلات، والتي تحمل جسما مغطى بريش كبير، ولون ريش النعام الناضج من الذكور يميل إلى الأسود، ولديه ذيل أبيض.
يمتاز بطول رقبته ولونها الزهري أو الأزرق، وتتميز إناث النعام بلون ريشها البني الرمادي، ويبلغ طول النعام من 2.7 إلى 2 متر، وتتراوح أوزانها بين 113.3 و 158.7 كيلوغرام.
عرض عين النعام يبلغ 5 سنتيمترات، وتعتبر عينها الأكبر بين عيون الحيوانات البرية.
النعام هو الطائر الوحيد الذي لديه إصبعين على كل قدم، وهذا يفيده كثيرا عندما يركض.
كما يستخدم أطول إصبع قدم لديه، والذي يكون مجهزا بمخلب طويل وذلك للدفاع عن نفسه.
شاهد أيضًا: بحث عن الطيور وأنواعها
السلوك والنظام الغذائي للطائر الجمل
هناك اعتقاد خاطئ جدا بشأن دفن رأس النعامة في الرمال، ويمكن أن يكون هذا الاعتقاد الشائع قد نشأ بسبب سلوكيات دفاعية لبعض الطيور.
عندما يقترب الخطر، تنخفض النعامة وجسمها، وتحتفظ برقبتها الطويلة منحنية على الأرض في محاولة لجعل نفسها غير مرئية.
وتمتزج ريشتها بشكل جيد مع التربة الرملية، حيث يبدو من بعيد كما لو أن رؤوسها مدفونة في الرمال.
والغذاء الرئيسي للنعام يتكون من النباتات، والجذور، والبذور، وقد تتناول أيضا الحشرات.
أو السحالي، أو أي مخلوق آخر يعيش في بيئتها القاسية في بعض الأحيان.
يعتبر طائر النعام ذو أزواج متعددة، حيث يزاوج عدة إناث، ويقوم كل ذكر بحفر عش سطحي.
ثم تبدأ حوالي ثلاث إلى خمس إناث في وضع البيض في العش، وتضع كل أنثى حوالي عشر بيضات.
تتميز كل بيضة بشكلها الدائري، ولونها الأصفر الداكن، ومسامها الكبيرة، وقشرتها السميكة.
أين يعيش طائر النعام؟
يعيش طائر النعام البري في منطقة السافانا الجافة والحارة في أفريقيا، ويمكن العثور عليه في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
ومع ذلك، بسبب كثرة عمليات صيد النعام على نطاق واسع.
تناقصت مساحة المناطق التي يعيش فيها النعام البري إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وانتشرت في الآونة الأخيرة تربية النعام وذلك لهدفين، الاول: للمكاسب التي تعود منه.
من بيع اللحم والبيض والريش، والثاني: بهدف إعادة التوازن ومنع الصيد.
بيض وصغار النعام
النعام يبيض مثل غيره من الطيور، وطول بيضة النعام حوالي 15 سم، ويصل وزنها إلى 1.30 كجم.
تتم جمع البيض ووضعه في أعشاش جماعية، ويحتوي كل عش على نحو 60 بيضة في نفس الوقت، وتجلس الذكور أو الإناث على البيض حتى يفقس.
يستغرق التفقيس حوالي 42 إلى 46 يوما، ويعتبر صغار النعام أكبر من أي طائر آخر.
عند الولادة، يمكن أن يكون حجم صغار النعام مماثلا لحجم الدجاج، وتتقاسم الذكور والإناث مسؤولية رعاية الصغار.
أثناء الهجوم على النعام، يغري الذكور المفترس للابتعاد عن الصغار.
يصبح النعام الصغير أو فرخ النعام تقريبا بالغا عندما يبلغ من العمر ستة أشهر.
وفي غضون 3 أو 4 سنوات، سيصل إلى مرحلة النضج الكاملة، ومن الممكن أن تعيش النعامة ما بين 50 إلى 75 سنة.
الصيد والتربية
تربية النعام هي مصدر اقتصادي هام حيث يتم تربيتها لحمها وريشها، والنعامة ترتبط تاريخيا بالجبن والغفلة.
يقال إنه يختبئ ويغطي رأسه بالرمال عندما يشعر بأي خطر، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح.
يتم حاليا تربية النعام وتنشئته في مزارع خاصة، حيث يكون لها عائد استثماري عال ومجز اقتصاديا.
تحتل الصين حاليا المركز الخامس عالميا في تربية النعام.
يصل إنتاجهم إلى حوالي 20 ألف نعامة مستأنسة في المزارع التي تم إعدادها مؤخرا لهذا الغرض.
حيث يتم استخدام منتجات النعام مثل اللحوم وقشور البيض والريش والدم والعظام والدهون والجلد في مجالات متنوعة.
يوجد طلب كبير على لحوم النعام ويباع الكيلوغرام منها بسعر يتراوح بين 60 و 80 جنيها مصريا.
بينما يتراوح سعر الكيلوغرام الحي أو الطازج في حدود 15 إلى 18 جنيها مصريا.
شاهد أيضًا: ما هو الطائر المعروف بـ “أبو المنذر” في العربية؟
تعرفنا على الطائر الجمل وهو النعامة، ويشتهر بهذا الاسم بسبب قدرته على تحمل الظروف الصعبة في المناطق القاحلة.
تعرفنا على سلوكه وطريقة عيشه، وتعرفنا على كيفية تزاوجه، وأهمية اقتصادية له حيث يعتبر مصدرا اقتصاديا يحقق أرباحا جيدة للعديد من الدول التي تربيه للاستفادة من موارده.
