علم تعليمي: التعلم هو تغيير في مفاهيم وقيم وأخلاقيات الفرد. يعتبر بعض الناس أن أي تغيير في السلوك ناتج عن التعلم. ومع ذلك، رفض بعض علماء النفس هذه الرؤية وأثبتوا أن هناك فكرا مختلفا للتعلم يتجاوز تغيير السلوك البسيط. وسنحاول توضيح ذلك في هذه المقالة.
تعريف سيكولوجية التعلم
هو تغيير شامل في سلوك الفرد، حيث يمكن أن يكون التغيير في سلوك واحد نتيجة لأسباب أخرى غير التعليم، مثل التقدم في العمر أو الإصابة بالمرض أو الاضطرابات النفسية.
بالمقابل، هناك نظرية تربوية ترى أن التعلم يتطلب مهارات أخرى لتحقيقه، فيجب أن يكون هناك معرفة سابقة بالمعلومة حتى ولو كانت سطحية، وأن يمتلك الشخص استراتيجيات خاصة لفهم واستيعاب العناصر المختلفة.
واستكملت النظرية بعض الافتراضات التي تشير إلى أن المدارس لها تأثير كبير على عملية التعليم، حيث يمكن حل مشكلة تحقيق الطلاب عن طريق توفير خبرات وكوادر معلمين متميزين وتفاعليين يمكنهم تقييم أداء الطلاب وتعديله.
شاهد أيضًا: أنواع صعوبات التعلم وعلاجها
شروط التعلم
- الدوافع: وتعد هذه العاملة الحافزة والمحرك الأساسي للإنسان، التي تدفعه لاستيعاب مواضيع وأفكار جديدة لتلبية احتياجاته ورغباته المعينة، تماما كما يشعر بالجوع والعطش.
- النضج: النضج هو المقياس الاجتماعي والجسدي والثقافي للإنسان، ويلعب النضج دورا هاما في أداء وظائف الجسم بكفاءة، حيث يزداد تعلم الإنسان كلما زادت درجة نضجه.
- الممارسة: الممارسة يمكن تقسيمها إلى نوعين. النوع الأول هو الممارسة الآلية، حيث يقوم الشخص بتنفيذ ما يطلب منه دون تفكير أو فهم. أما النوع الثاني فهو الممارسة الواعية، حيث يقوم الشخص بالتنفيذ بعد فهم الأهداف الحقيقية المرجوة ونتائجها.
عناصر التعلم
تتكون عملية التعلم من عدة عناصر رئيسية تعزز اكتساب المعارف وتعزز مهارات ومواقف الفرد الضرورية في الحياة. تشمل هذه العناصر ما يلي:
- تمثل الوضعية التعليمية الإطار الشامل لعملية التعليم، ويمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة مثل التعليم التلقائي والتوجيهي.
- موضوع التعلم يشمل كل الجوانب التي تتعلق بالعملية التعليمية، مثل الأفكار والمهارات والمعلومات، والتي نسعى لجذب انتباه الطالب إليها ليكتسبها.
- نواتج التعلم: هي نتائج عملية التعلم وتظهر من خلال المواقف أو السلوكيات أو التصرفات التي قد تكون ظاهرة أو قد تكون باطنة، وتتميز نتائج التعلم بسمات أساسية مثل التكلفة المنخفضة والإتقان في العمل وتنفيذه ببراعة.
- نظريات التعلم تركز على فكرة تعلم الفرد من خلال تطبيق نظريات واستراتيجيات متنوعة، ومن بين هذه النظريات والمدارس الهامة: المقاربة والسلوكية.
مراحل البحث في التعلم
يقسم هورتن وتيرنج تاريخ البحث في التعلم إلى ثلاث مراحل وهيِ:
مرحلة ما قبل السلوكية:
يبدأ هذا المرحلة بفلسفة جون لوك الذي يعتبر أول من وضع أسس نظرية تداعي الخبرة.
ويعتقد أن العقل البشري في البداية هو صفحة بيضاء، وتمتلئ بالمعرفة والمعلومات المهمة تدريجيا من خلال التجارب والمعارف.
ثمة ارتباط بين مفهوم التعلم وطبيعة العقل البشري التي تتميز بعمليات فطرية خاصة بعيدة عن الخبرة.
يشير العالم الألماني فولفغانغ فونت إلى أن المتعلم يبدأ في ملاحظة عملياته العقلية ويقوم بالتفكير الذاتي فيها.
كما لعبت أعمال هرمان ايبنجهاوس دورا كبيرا في تقدم تجارب ثورندايك وكلارك في مجال الذاكرة.
في تلك المرحلة، كانت فكرة علم النفس التجريبي لا تزال في مراحلها الأولى.
المرحلة السلوكية:
والمرحلة السلوكية تميز بنظرية الارتباطيين التي طرحت من قبل جون واطسون، تلك النظرية التي نشأت نتيجة تأثير أعمال العالم الروسي بافلوف في نظريته الشهيرة عن الاشتراط الكلاسيكي.
بالإضافة إلى نظرية إدوارد ثورندايك حول التعلم بالمحاولة والخطأ وعدد كبير من العلماء ساهموا في هذه المرحلة، لذا فإنها تعتبر مرحلة غنية بالعلماء.
المرحلة المعاصرة:
في هذه المرحلة، لجأ علماء النفس إلى وضع خطط للقدرات الإدراكية والعاطفية للإنسان، ولقد كان لذلك تأثير هائل على عملية التعلم، حيث ساهم هذا التخطيط في زيادة الاهتمام بالدافعية والتعزيز وتحسين القدرة على التفكير الإيجابي.
مراحل التعلم
المرحلة الأولى مرحلة الاكتساب:
هي المرحلة التي يبدأ فيها المتعلم في استقبال المعلومات ليتم تخزينها في الذاكرة حتى يتم استدعاؤها عند الحاجة.
شاهد أيضًا: ما هي صعوبات التعلم وما هي أسبابها
والمرحلة الثانية مرحلة الاختزان:
فيها يتم حفظ المعلومات وتخزينها في الذاكرة ليستعد للمرحلة الثالثة وهي الاسترجاع.
المرحلة الثالثة مرحلة الاسترجاع:
تتجلى في القدرة على استدعاء المعلومات واستخراجها مرة أخرى من الذاكرة، وتعتبر نوعا من أنواع استجابة العقل لعملية التعلم.
حقائق عن سيكولوجية التعلم
- يعتبر البعض أن علم نفس التعلم أمرا صعبا للغاية ولا يمكن تعلمه أو فهمه بسهولة.
- التعلم يحدث في كل مكان وليس فقط في القاعات الدراسية، بل في حياتنا اليومية نتعلم من المواقف التي نواجهها.
- ليس كل ما يتعلمه الإنسان صحيحا، فبعض الأحيان يتعلم بطرق خاطئة ويكتسب صفات غير مرغوب فيها.
- التعلم لا يقتصر على اكتساب المهارات والمعرفة فحسب، بل يمتد أيضا لاكتساب القيم والأخلاق والعواطف.
- يجب أن يكون التعلم تغييرا دائما يتم تحقيقه من خلال اكتساب الخبرة، سواء كان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود.
- أما التغيرات المؤقتة والتي ترتبط بالتعب أو الحالة النفسية، فهي لا تعكس عملية التعلم.
نتائج عملية التعلم
تكوين العادات:
العادة هي كل سلوك مكتسب يقوم به الفرد بشكل متكرر، ويعتبره البعض استعدادا للتعلم واكتساب الخبرة عن طريق عمليات بسيطة، حيث لا تتطلب العادة جهدا كبيرا أو تركيزا وانتباها من أجل اكتسابها.
تكوين المهارات:
تعبر هذه الكلمة عن أي صفة يكتسبها الفرد على المستوى الحركي وتتفق مع الحركة والعقل.
وهنا يأخذ التكرار دورا هاما، حيث يرسل إشارات عصبية إلى المخ لتسهيل القيام بهذا النشاط ببراعة.
وتحقق دقة دون الحاجة لتركيز شديد مثلما تم تعلم ذلك النشاط الحركي في المرة الأولى.
تعتمد العديد من المهارات على الموهبة والقدرة على الابتكار في هذا المجال.
كلما زاد انجذاب الشخص واستعداده في مجال ما، زادت فرص نجاحه وتعلمه بشكل كبير.
تعلم المعلومات والمعاني:
أحد أهم طرق التعلم هو اكتساب مفردات جديدة ومعرفة معلومات جديدة ومعانيها.
تم اكتسابها من البيئة التي يعيش فيها الإنسان ومحيطه سواء كانوا أسرته أو أصدقائه أو جيرانه أو مدرسته.
تعلم حل المشكلات:
تعتبر واحدة من أهم وسائل التعلم التي تتطلب فهم وتحليل الموقف من البداية بدءا من مشاعر المشكلة.
بدءا من جمع المعلومات حولها وصولا إلى وضع الفروض حول أسبابها.
ثم التحقق من صحة تلك الفروض بالتجربة.
ونصل إلى نتائج مهمة واقتراحات يتم من خلالها حل المشكلات باستخدام الاستدلال والتفكير الاستقرائي والمنهج التجريبي.
تكوين الاتجاهات النفسية:
وتعني هذه العملية تهيئة العقل وتوجيهه نحو فكرة محددة، وتتأثر بشكل كبير بعوامل مختلفة في حياة الشخص.
مما يجعله يتبنى موقفا معينا ويبدأ في صنع أفكاره في ضوء هذا الموقف.
من المهم أن تعلم أن فترة تعلم وتكوين التوجهات في الذاكرة تكون أطول من مدة بقاء المعلومات.
شاهد أيضًا: كيفية تدريس صعوبات التعلم وأنواع صعوبات التعلم
في النهاية، نتمنى أن تكونوا استمتعتم معنا بالمعلومات التي قدمناها حول علم نفس التعلم.
