تعد الغدد بشكل عام من الأساسيات الهامة لأداء وظائف الجسم وللحفاظ على الصحة العامة، على الرغم من صغر حجمها. فالغدد تنتج الهرمونات الأساسية، وتعتبر الغدد الكظرية من بين الغدد الصماء الموجودة في الإنسان.
يحتوي جسم الإنسان على غدتين كظريتين، إحداهما في الجزء العلوي من الكلية اليمنى والأخرى في الجزء العلوي من الكلية اليسرى، وتلعب الغدة الكظرية دورا كبيرا في وظائف الجسم، على الرغم من حجمها الصغير.
دور الغدة الكظرية في الجسم
تنقسم كل غدة كظرية في جسم الإنسان إلى قسمين أساسيين وهما:
- قشرة الغدة الكظرية الخارجية: وهو الجزء الخارجي للغدة، والذي يقوم بإنتاج هرمونات مختلفة، بما في ذلك الستيرويدات القشرية.
- مثل الكورتيزول والألدوستيرون، الذي يقوم بضبط ضغط الدم ومستويات كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم. وتعمل قشرة الكظر على تحفيز إنتاج الأندروجين “التستوستيرون والهرمونات المماثلة”.
- النخاع الكظري الداخلي: هذا الجزء هو المسؤول عن إنتاج العديد من الهرمونات الأخرى، بما في ذلك الأدرينالين والنورأدرينالين.
شاهد أيضًا: الغدد اللعابية وأمراضها
وظائف هرمونات الغدة الكظرية
تؤدي الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية دورا متعددا في الجسم، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
- الكورتيزول: يقوم الكورتيزول بدور هام في عمليات الأيض، وهي كيفية استهلاك الجسم للطاقة.
- بالإضافة إلى دوره في تباطؤ عملية الجهاز المناعي، يلعب أيضا دورا هاما في تنظيم مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى مساعدة النورأدرينالين والأدرينالين في التحكم في ردود الفعل للجسم تجاه عوامل التوتر.
- الألدوستيرون: يقوم بدور فعال في مساعدة الجسم على التحكم في مستويات ضغط الدم، من خلال تحقيق التوازن بين مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
- النور أدرينالين والأدرينالين: هما الهرمونان الرئيسيان المسؤولان عن استجابة الجسم لعوامل التوتر، حيث يتم زيادة تدفق الدم إلى العضلات، ولهما أيضا دور في زيادة سرعة ضربات القلب.
الاضطرابات تؤثر على الغدد الكظرية
هناك بعض الاضطرابات التي قد تؤثر على عمل الغدة الكظرية بشكل صحيح، وتنجم هذه الاضطرابات عن الأسباب التالية:
- يمكن أن تحدث ورما حميدا أو سرطانيا داخل الغدة الكظرية.
- قد يحدث فشل في وظيفة الغدة النخامية في التحكم في إنتاج الهرمونات بشكل صحيح، حيث يعتبر الهرمون الذي تفرزه إشارة كيميائية يتم إرسالها إلى الغدة النخامية.
- الالتهابات التي تستهدف الغدد الكظرية.
- بعض الطفرات الجينية المعينة.
وفيما يلي بعض الأمراض التي تؤدي إليها مثل هذه الحالات:
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي “CAH”: إنها اضطراب هرموني يرتبط بشكل رئيسي بالوراثة، وقد يؤدي إلى صعوبات في إنتاج الهرمونات وبالتالي يمكن أن يؤثر على تطور الأعضاء التناسلية الذكرية لدى الرجال.
- مرض أديسون: إنها مرض مناعي ذاتي، وقد يحدث نتيجة لإنتاج الغدة الكظرية كمية غير كافية من الكورتيزول أو الألدوستيرون، وهذا يؤدي إلى استجابة الجهاز المناعي بمحاربة أنسجة الغدة الكظرية.
- ورم القواتم “Pheochromocytoma”: هو عملية تحول الأورام الحميدة غير السرطانية في الغدد الكظرية.
- سرطان الغدة الكظرية: رغم ندرة إصابتها بالغدد الكظرية، يمكن حدوث الأورام الخبيثة.
- متلازمة كوشينغ: تنتج هذه المتلازمة بسبب إفراط الغدد الكظرية في إفراز هرمون الكورتيزول.
أعراض الإصابة بأمراض الغدة الكظرية
عادة، تكون أعراض المشاكل والأمراض المتعلقة بالغدة الكظرية موجودة بشكل طفيف جدا.
مع تقدم الحالة، تزداد هذه الأعراض في الشدة والتكرار، بالإضافة إلى احتمال زيادة عدد الحالات، ومن بين الأعراض التي تظهر على المصابين بمشاكل في الغدة الكظرية:
- الشعور بالدوخة والتعب والإعياء العام الشديد.
- ظهور بقع داكنة على الجلد.
- الشعور بالتعرق والغثيان والتقيؤ.
- انخفاض ضغط الدم “Low Blood Pressure”.
- زيادة اشتهاء الأملاح.
- اضطرابات الدورة الشهرية “Irregular Periods”.
- المعاناة من آلام العضلات والمفاصل.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- تحدث تغيرات في الوزن، سواء بفقدان الوزن أو زيادته.
شاهد أيضًا: أعراض التهاب الغدد اللمفاوية تحت الفك وطرق علاجها
تشخيص اضطرابات الغدة الكظرية
قد يطلب من الطبيب، بعد استماعه للأعراض التي يعاني منها الشخص المتعلقة بالغدة الكظرية، إجراء اختبارات الدم لفحص مستويات عدة أمور مختلفة، مثل:
- هرمونات الغدة الكظرية.
- هرمونات الغدة النخامية.
- صوديوم.
- جلوكوز.
- بوتاسيوم.
ومن خلال نتائج تلك الاختبارات، إذا شك الطبيب في وجود أي خلل في الغدة الكظرية.
سيقوم فورا بتوجيه الشخص المصاب لإجراء بعض الاختبارات التصويرية، وتتضمن الأشعة السينية والتصوير بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، وتلك الاختبارات تساعد الطبيب في فحص احتمال وجود أورام معينة في الغدة الكظرية أو عدم وجودها.
قصور الغدة الكظرية
إن من الأضرار التي قد تحدث نتيجة قصور الغدة الكظرية، هو إنتاج نسبة قليلة من هرمونات الكورتيزول، أو الألدوستيرون في بعض الأحيان، والتي تظهر في شكل الشعور بالتعب وضعف العضلات.
بالإضافة إلى انخفاض الشهية وفقدان الوزن، وأحيانا تظهر الغثيان والقيء والإسهال، ويتم علاجها من خلال إعطاء الهرمونات التي يفتقر إليها الجسم.
تسبب العوامل الوراثية تضخم الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى إنتاج كمية قليلة من هرمونات الكورتيزول أو الألدوستيرون، وزيادة إنتاج الأندروجين.
أورام الغدة الكظرية
هناك أورام معينة قد تصيب الغدة الكظرية، ومنها ما يلي:
- ورم غدي كظري: هو ورم حميد يمكن أن يصيب الغدة الكظرية، ويؤدي هذا الورم إلى زيادة إنتاج واحد أو أكثر من هرموناتها، وقد يكون هذا الورم غير نشط.
- ورم القواتم: هذا الورم ينبع من نسيج الغدة الكظرية، ويفرز كميات كبيرة من الكاتيكولامينات.
- سرطان قشرية كظرية: وهو من الأورام التي قد تصيب قشرة الغدة الكظرية.
- ورم عرضي كظري: هو أي نوع من أورام الغدة الكظرية.
- ويتم اكتشافه بشكل عرضي، أي بالصدفة، عند إجراء فحوصات غير متعلقة بالورم.
الهرمون المنشط لقشرة الكظرية
هو هرمون يحفز الغدة الكظرية على إفراز الكورتيزول، ويتم إفراز هذا الهرمون من الغدة.
وهي واحدة من الفحوصات الأساسية التي تقيم أداء الغدة النخامية.
ارتفاع مستوى الهرمون في الدم يشير إلى إصابة الشخص بقصور الغدة الكظرية الأولية.
في حال تنخفض مستوياته، يعني ذلك إصابته بقصور الغدة الكظرية الثانوي.
نصائح للحفاظ على صحة الغدة الكظرية
يمكن الحفاظ على صحة الغدة الكظرية وتحسين وظائفها من خلال بعض النصائح التالية:
- تناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي على البروتين والحبوب والخضروات والفاكهة.
- مع الإقلال من الدهون والكربوهيدرات المعالجة.
- يجب أن تتجنب مصادر القلق والتوتر، لتجنب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم.
- تجنب استهلاك المنبهات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- حيث يساعد في الحفاظ على وظائف غدد الجسم وتوازن الهرمونات، ويقلل من فرصة التوتر والقلق.
- استرخاء من خلال ممارسة التمارين اليوغا والتنفس العميق.
شاهد أيضًا: معلومات عن الغدد الصماء
وفي النهاية نكون قد تعرفنا على الغدد الكظرية، وأماكن تواجدها، ووظائفها وبعض الأمراض التي تصيبها، والنصائح الهامة التي تحافظ على سلامة الغدد الكظرية.
