معلومات غير معروفة عن صبر الإنسان في مواجهة البلاء

إن أعلى منزلة عند الله هم الذين يتحلون بالصبر، ومن يحتسب مصيبته عند الله فإنها تكون له ذخرا وفضلا عظيما يوم القيامة، والدنيا التي نعيش فيها تمتلئ بالمصائب والمحن، وقد كتب الله سبحانه وتعالى كل المقادير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم:كتب الله مقادير خلقه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقال: وعرشه على الماء، فلماذا ننزعج ونشعر بالغضب من البلاء؟ إنه مقدر لنا.

البلاء من سنن الله في كونه

إن الله سبحانه وتعالى يجعل البلاء ينزل على الخلائق لاختبارهم، ويعتبر البلاء من سنن الكون، بهدف تنقية الذنوب، ويميز الله بين الصادق والكاذب، فقد قال الله تعالى: `سنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين`.

وقال تعالى: وقد ذكر في القرآن الكريم: `ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون`، وقد ذكر أيضا: `الم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون`.

وما ذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: `إن الجزاء العظيم مع البلاء العظيم، وإذا أحب الله شعبا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط`.

الأشخاص الذين يمتلكون إيمانا صادقا هم الذين يتعرضون لأصعب الاختبارات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `أشد الناس ابتلاعا هم الأنبياء، ثم الصالحون.

ثم الأفضل فالأفضل، يتم اختبار الإنسان وفقا لدينه. فإذا كانت قوة دينه عظيمة، فإن بلاؤه يزداد شدة، وإذا كانت رقة دينه، فإن اختباره يكون موافقا لدينه. ولا يتوقف البلاء عن العبد حتى يتركه يسير على الأرض ولا يكون عليه خطيئة.

شاهد أيضًا: خمسة احاديث تتناول شمائل مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مكتوبة

أسباب نزول البلاء

هناك العديد من الأسباب التي ينزل الله من خلالها البلاء، ومنها ما يلي:

  • ينزل الله البلاء ليكفر عن الخطايا ويمحو السيئات، وذلك تأكيدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: `لا يصيب المسلم هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه`.
  • ينزل البلاء بهدف تمييز المؤمنين عن المنافقين، مصداقًا لقوله تعالى: يعتقد الناس أنه يكفيهم أن يقولوا `آمنا` دون أن يتعرضوا للابتلاء، ولكن الابتلاء يأتي ليميز المؤمنين الصادقين عن الآخرين، وتهدف إلى تمييز الصابرين عن غيرهم في التعامل مع الابتلاء.
  • ينزل الله البلاء بهدف رفع درجات العباد وزيادة الحسنات، كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل. فلا يترك البلاء العبد حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة`.
  • قد يأتي البلاء كعقوبة للمؤمن على الذنوب التي ارتكبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إن الرجل يحرم رزقه بسبب ذنبه، ولا يعدل القدر إلا بالدعاء، ولا يزيد في العمر إلا بالبر.

فوائد الابتلاء

إن أحد أعظم النعم على العبد هو أن يختبره الله، ومن أفضل رحمات الله أن يصبر العبد على البلاء، وقد يختبر الله العبد ليحقق له درجات في الآخرة، ومن فوائد الابتلاء الهامة ما يلي:

  • الابتلاء يرفع الدرجات والمنزلة في الأخرة.
  • الابتلاء يؤدي إلى تعزيز الإيمان بقضاء الله وقدره، وتأكيد أنه لا يوجد مفيد أو ضار سوى الله.
  • الابتلاء يساعد على فتح باب التوبة والتواضع والاستسلام أمام إرادة الله.
  • والابتلاء يساهم في تعزيز رابطة العبد مع ربه.
  • الابتلاء فيه تكفير الذنوب ومحو السيئات.
  • يزيد الابتلاء من الشعور بالتفريط في حق الله، ومن ثم اتهام النفس ولومها، وبالتالي العودة إلى الله.
  • يسهم في تذكر أهل الشدائد والمحرومين، وبالتالي تجربة آلامهم.

فضل الصبر على البلاء

أمر الله تعالى عباده بالصبر وبضرورة الحرص عليه، مشيرا إلى الأجر العظيم والفضل البالغ للصبر على البلاء، ومن أعظم المكافآت للصبر على البلاء ما يلي:

  • لم يذكر الله تعالى جزاء محددا للصابرين على البلاء، بل ترك الجزاء له سبحانه وتعالى، وأكد أن الجزاء سيكون بدون حساب، ووصف الله الصابرين بأنهم متقين، وهم في رحاب الله ومعاونته ونصره، فقد قال تعالى: `إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب`.
  • الصبر هو أحد أهم أسباب التفوق في معارك الحياة، ومن خلاله يمكن للإنسان أن يتحمل ويتقدم.
    • إن الصبر هو أحد الطرق الرئيسية لتحقيق الهدف في الحياة الدنيا.
    • وأيضا، للوصول إلى الجنة واكتساب رضا الله، يتطلب الصبر والتعب.
    • إذا، ها هو رسول الله الذي لم يجد الراحة في دعوة الناس إلى الخير ونشر الإسلام بينهم، ووصفه الله بأنه ذو خلق عظيم.

من ثمار الصبر على البلاء

عندما يتحمل المسلم البلاء والمحن التي يصاب بها، يحصد العديد من الثمار، ومن بين تلك الثمار:

  • الصبر على البلاء يجلب النصر من الله، فقال تعالى: “إن الله مع الصابرين.
  • الصبر على البلاء يزيد المحبة من الله، فقال تعالى: “والله يحب الصابرين”.
  • والصبر على البلاء له من الله الأجر الجزيل، فقال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.
  • الصبر على البلاء يدخل صاحبه غرفات الجنة، فقد قال تعالى: “يجزون الغرفة بما صبروا”.
  • والصبر على البلاء يجلب ثمار الصلاة والرحمة والهداية من الله.
    • قال تعالى: هؤلاء لديهم صلوات ورحمة من ربهم، وهم الذين يهتدون.
  • ثمرة الصبر على البلاء هي البشارة، كما قال الله تعالى: `وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون`.

شاهد أيضًا: بحث عن مفهوم الصبر في الإسلام

طرق تعلم الصبر على البلاء

هناك بعض الأمور التي يتم من خلالها تعلم الصبر على البلاء، وهي تمكن المسلم من الوصول إلى مرحلة الصبر، ومن بينها:

  • أن يشعر الإنسان بالثواب العظيم لصبره على المحن والمصائب، والأجر العظيم الذي أعده الله تعالى لمن يصبر على المحن.
  • يجب على الإنسان أن يعلم أن الفرج سيأتي بعد مروره بالابتلاءات والمصائب، فبعد كل عسر يأتي يسر.
  • ويجب على المبتلى أن يتذكر دائما أن رفضه للبلاء يعد اعتراضا على قضاء الله، وأنه سيكون عرضة لعقاب شديد من الله تعالى.
  • أدعو الله تعالى أن يمنحه الصبر والمساعدة في مواجهة البلاء.
  • استغلال الصلاة وزيادة تكرارها، حيث تساهم الصلاة في تعزيز صبر الإنسان.
  • ليكون الإنسان واثقا من أن الله هو الذي خلق الكون وكتب كل شيء في اللوحة المحفوظة.
    • وقدره قبل الخلق، فيجب أن يؤمن بقضاء الله وقدره، سواء كان خيرا أو شرا.
  • أن يحمد العبد ربه على كل ما تعرض له من ابتلاءات.

الأمور التي تخفف البلاء

من الأمور التي يجب على المسلم اتباعها ليخفف الله عنه البلاء ويزيل بعض الأحزان والهموم ما يلي

  • الصلاة: عندما يتم تكليف الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ما، يسارع إلى أداء الصلاة.
  • الدعاء: ذكر ابن تيمية أن الدعاء من الأسباب التي تحمي من البلاء.
    • إذا كان الدعاء أقوى لدفع البلاء، وإذا كان سبب البلاء هو الأقوى فلن يدفعه الدعاء، لكنه سيخفف البلاء.
  • تلاوة القرآن: حيث أن من القرآن ما هو شفاء ورحمة.
  • قول الأدعية المأثورة مثل إنا لله وإنا إليه راجعون.

شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن فوائد الصبر

في النهاية، سنتعرف على كيفية الصبر على البلاء وثواب الصابرين عليه، وعلى بعض الأمور التي تخفف من البلاء وتساعد في الصبر عليه.

معلومات غير معروفة عن صبر الإنسان في مواجهة البلاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *