معلومات شخصية عن السامري

السامري كان رجلا من بني إسرائيل، استغل فرصة ذهاب رسول الله موسى عليه السلام للمناجاة مع ربه، ليطلب منه بعض المسائل التي فقدها، وأخذ الذهب الذي كان مع بني إسرائيل.

وصنع عجلا من الذهب، ووضع فيه قبضة من التراب الذي أخذه من أثر فرس جبريل، وكان العجل مثل العجل الحقيقي، ثم أخبر قوم موسى أن هذا العجل هو إله موسى الذي نسوه عندنا وذهبوا ليناجوه وهو هنا.

من هو السامري؟

تم ذكر العديد من الأقوال والمسميات حول السامري، فقد ورد أنه كان رجلا من قوم موسى عليه السلام، وأيضا ذكر أنه كان من غيرهم.

وقيل عن اسمه هو موسى بن ظفر، وقيل ميخا، وقيل: بأجر مادي، والسامري كما ذكر في القرآن الكريم أنه هو من أضل بني إسرائيل.

عندما غاب موسى عن قومه، عندما ذهب إلى جبل الطور لمقابلة ربه، ظهر اسم هذا الرجل بوضوح في سورة طه.

حيث قال تعالى: قالوا: يا موسى، ما الذي أعجبك في قومك؟ قال: إنهم يتبعونني وأسرعوا إلي لتلبية رغباتي. قالوا: إنا فتنا قومك بعدك وأضلهم السامري. فعاد موسى إلى قومه غاضبا ومكتئبا.

شاهد أيضًا: قصة العذاب الذي وقع على قوم ثمود كاملة

السامري من بني اسرائيل

شخصية السامري تعد من الشخصيات المحيرة للغاية، حيث ينتمي إلى بني إسرائيل وتعرض لما تعرض له بني إسرائيل، إذ عاش معهم في مصر خلال فترة من فترات الثراء.

شهد العديد من الآيات والمعجزات التي تنبأ بها فرعون، وسافر مع موسى عليه السلام عبر البحر الذي انشق، حيث تشققت الماء وتكونت فرقا كالجبال العظيمة، كما ذكر في القرآن.

شهد السمري موقف غرق عدو الله فرعون الظالم الطاغية، واستمتع بالأمان والراحة.

وشاهد معجزات سيدنا موسى كما انفجر الحجر بالماء، وشاهد معجزة رفع الجبل فوق رؤوسهم كأنه ظلة، إلا أنه بعد رؤية كل تلك المعجزات قرر أن يكذب.

بني اسرائيل يصدقون السامري

تمكن السامري من استغلال قوم موسى، وذلك عن طريق الذهب الذي سرقه منهم.

عندما علموا بأنهم يشعرون بالحرج من الحلي التي استدانوها من الأقباط، أمرهم بالتخلص منها وإلقائها، فأطاعوه وأخذها السامري وصنع لهم عجلا من تلك الحلي.

يدعي السامري أن العجل الذي صنعه هو إلههم وإله موسى، ويقول أن موسى نسي أن يأخذ إلهه معه.

وهذا كما جاء في قوله تعالى:ثم أخرج لهم عجلا جثة له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسياه.

وقد صدق بنو إسرائيل هذا القول الذي قاله السامري، بسبب عدم فهمهم وضعف فكرهم، واعتقادهم أن العجل هو إلههم.

حاول هارون عليه السلام أن يوجههم ونبههم إلى الخطأ الذي سيرتكبونه والعواقب الخطيرة لذلك.

ومع ذلك، لم يطيعوه، وعندما عاد موسى عليه السلام إلى قومه، عاتب أخاه هارون بشدة.

وهذا ما جاء في قوله تعالى:قال يا هارون ما منعك عندما رأيتهم يضلون* قال يا ابن أم لا تمسك بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم تراقب قولي.

عقوبة السامري بعدم المساس

عندما ذهب موسى عليه السلام للسامري، سأله عن السبب وكيف صنع العجلة؟

ذكر السامري بوضوح أنه عندما رآى خيل سيدنا جبريل عليه السلام، أثناء نزوله بهدف إغراق فرعون وجيشه.

بعد ذلك، قام السامري بأخذ قبضة من آثار حافر حصان جبريل عليه السلام.

ثم أخفاها معه حتى عندما صنع العجل لبني إسرائيل، ألقى هذا الحفنة من التراب داخل العجل، مما جعل العجل خاليا.

قام السامري بذلك لإثارة التوتر بين بني إسرائيل، ولقد صدق بنو إسرائيل فعله والتورط فيه.

لكن رد موسى عليه السلام كان قويا، حيث أمر شعبه بمقاطعة السامري.

فإذا، فهم لا يتحدثون معه بأي شكل من الأشكال، وهذا ما ورد في قوله تعالى: `قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس`.

كانت عقوبة السامري في الحياة الدنيا عدم لمس أحد، حتى أن السامري كان يقول: `لا تلمسوني` في حال اقتراب أي شخص منه.

فتم عقاب السامري بأن أصبح منبوذا عن الناس، كما سيعاقب أيضا في الحياة الآخرة، تنفيذا لقول الله تعالى: `وإن لك موعدا لن تخلفه`. وقام موسى عليه السلام بحرق العجل وتدميره في البحر، وقال الله تعالى: `وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا`.

مضامين قصة السامري

من الدروس والعبر التي تعلمناها من قصة السامري، الذي صنع العديد والعديد من العجلات.

يجب على المسلم أن يتوقف عند هذه الدروس والعبر ويتأمل فيها، ثم يستوعب المعنى الحقيقي لسرد القصص القرآنية.

والذي يأتي في الأخبار ويستفاد منه العبرة والحكمة، ومن أبرز ما يحتويه هذا القصة هو:

  • أن التوجيه يكون بيد الله تعالى، حيث يضل الكثيرون عن طريق الحق.
    • على الرغم من توفر جميع الوسائل التي تؤدي إلى طريق الإغواء.
  • ومن صفات بني إسرائيل الجذرية العصيان والتمرد وانتهاك الأنبياء وهي صفات تتجذر في نفوسهم.
  • يمكن للبشر رؤية الملائكة بإرادة الله ومشيئته.
  • من الضروري التحقق والبحث عن الحقيقة قبل فرض العقوبة، كما فعل موسى عليه السلام.
  • لا يوجد أي دليل يدعم الادعاءات التي تقول أن سامري بني إسرائيل هو المسيح الدجال.

شاهد أيضًا: قصة قوم عاد وكيف كان هلاكهم؟

حقيقة رؤية السامري لسيدنا جبريل

ذكر بعض المفسرون أن السامري رأى سيدنا جبريل عليه السلام على فرسه.

وقد استلهم (أخذ) السامري قبضة من تراب حفرة الفرس لاستخدامها في تصنيع العجل، وقد نقل بعض الصحابة والتابعين تفسيرهم لهذا الحادث، وهو رؤية السامري لفرس سيدنا جبريل.

ثم أخذ قبضة من أثر حافره، ثم ألقاها على الذهب الذي تم جمعه من بني إسرائيل، فتحول إلى عجل له خوار.

ذكر القرآن الكريم ما حدث بين موسى والسامري، والمفسرون ذكروا رؤية السامري لجبريل على نحوين

  • الجانب الأول: أن الله عز وجل هو من جعل السامري يرى سيدنا جبريل ليكون السامري فتنة.
    • ثم يأتي الله بحكمته في إبتلاء بني إسرائيل بهذا العجل الأصنم، ومن الممكن أن يروا البشر الملائكة.
    • يأتي ذلك بمشيئة الله تعالى، بهدف حكمة يعلمها الله عز وجل.
    • إذ الله على كل شيء قدير، ورؤية الملائكة ليست من المستحيلات في حد ذاتها.
    • وهي من الممكن أن تحدث بإرادة الله سبحانه.
  • الوجه الثاني: الأخبار المتوفرة في تفسير الحادثة لا تذكر رؤية السامري لجبريل عليه السلام.
    • تتحدث هذه الرؤية عن رؤية السامري لآثار حافر فرس سيدنا جبريل.
    • وهنا يوجد فرق ظاهر بين الحالتين، فلا مانع من رؤية فرس ورؤية هيئة ملائكية على هذا الفرس.
    • لا يمكن التمييز بينها ورؤية صورتها الحقيقية.
    • وعلى الرغم من أنه يعلم أنه ملاك على فرس، إلا أنه يأخذ قبضة من آثار الفرس.

شاهد أيضًا: معلومات عن قوم لوط

في النهاية، أوضحنا حقيقة السامري وتعرفنا على قصته مع قوم موسى، وما قام به ليكون فتنة لهم وعاقبته في الدنيا والآخرة.

معلومات شخصية عن السامري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *