معلومات عن نشأة المذهب الإباضي وتطوره

معلومات حول نشأة المذهب الإباضي وتطوره؛ يعد المذهب الإباضي أحد المذاهب الخوارج، ويتميز الخوارج بأنهم من المتشددين في الإسلام، ويختلفون بشكل كبير عن أهل السنة والجماعة.

ومن أشهر مذاهب الخوارج: الخوارج الإباضية، الخوارج الصفرية، الخوارج الأزرقاء، والخوارج النجدات، وعلى الرغم من ذلك، تعتبر المذهب الإباضي للخوارج هو الأكثر اعتدالا وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة.

والمثير للدهشة حقا هو رفض أتباع المذهب الإباضي نسب أنفسهم إلى فرقة الخوارج، بل كانوا ينكرون لقب الإباضية لفترة من الزمن ويتصفون بأسماء أهل الحق والتوحيد أو جماعة المسلمين، ولكن بعد ذلك قبلوا نسبة اسم مذهبهم إلى أحد شيوخهم الأوائل عبد الله بن إباض التميمي.

في العصر الحديث، يعتبر المذهب الإباضي المذهب الرسمي في سلطنة عمان، وذلك بعد هجرة الخوارج الإباضية من البصرة في العراق إلى عمان.

الفتنة الكبرى بداية الخوارج

  • لا يمكن الحديث عن نشأة مذهب الخوارج بشكل عام، ولا مذهب الإباضية بشكل خاص، منفصلا عن أحداث الفتنة الكبرى.
    • وتبدأ بعد استشهاد الخليفة الراشد الثالث الصحابي عثمان بن عفان (576م – 656م) وتولى الخلافة لمدة ثلاثة عشر عاما بعد استشهاد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب.
  • قتل عثمان بن عفان في العام 35 هجريا، على يد بعض المتمردين الذين جاءوا من العراق ومصر، احتجاجا على سياسة الحكام الظالمة في مصر والعراق واضطهادهم للناس.
    • لا يمكن إنكار دور المنافقين، وعلى رأسهم عبد الله بن سبأ، في تحريض الثورة ضد عثمان.
    • وفقا لرواية أهل السنة والجماعة، يرون الشيعة أن عبد الله بن سبأ غير موجود في المقام الأصلي، وأن ما حدث كان ثورة أهل المدينة المنورة ضد حكم عثمان بن عفان والتي انتهت بقتله.
  • لا يمكن تجاهل ظهور جيل جديد من التابعين غير جيل الصحابة الأوائل، الذين يتبنون فكرة جديدة تميل إلى الجهلية.
  • عقد لواء الخلافة سنة 35 هجرية، لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (599م – 661م)، وكان مطالبا بأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان، وفي نفس الوقت كان عليه رفع الظلم عن الناس في الولايات الإسلامية في العراق والشام ومصر.

الفتنة الكبرى بداية الخوارج

  • أرسل الخليفة علي بن أبي طالب للدول الإسلامية ليأخذ الولاء منهم، وقد قام بإقالة الولاة في مصر (عبد الله بن سعد بن أبي السرح) والشام (معاوية بن أبي سفيان) والعراق واليمن.
    • رفض معاوية بن أبي سفيان، الذي ينتمي إلى عائلة عثمان بن عفان، إعطاء البيعة لعلي بن أبي طالب، وطالبه بمعاقبة قتلة عثمان بن عفان، وانتقل إلى الشام.
  • خرج الخليفة علي بن أبي طالب مع جيش من المدينة المنورة، متوجها لمقاتلة جيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، وحدثت معركة صفين في العام 37 هجري.
    • في بداية الصراع، حقق جيش علي بن أبي طالب النصر، ورفع جنود معاوية المصاحف على رماحهم المطالبين بتحكيم كتاب الله في الصراع بين علي ومعاوية.
  • أمر علي بن أبي طالب بوقف القتال واللجوء إلى التحكيم، مما أدى إلى خروج جزء من جيشه عن الطاعة، وأطلق عليهم اسم الخوارج.

شاهد أيضًا: مذهب الإمام مالك بن أنس

نشأة المذهب الإباضي

  • رفض الخوارج مبدأ التحكيم بين علي ومعاوية، وتركوا جيش علي وانشقوا عنه، لأنهم اعتبروا معاوية كافرا بسبب خروجه على طاعة الخليفة الشرعي واعتبروا أنه يجب قتله.
    • يرى البعض أن عليا أخطأ في قبوله التحكيم وأنه سبب في تفرق المسلمين وخلع بيعتهم، ولذلك يمكن الاعتراض عليه وحتى قتاله.
  • الخوارج قاموا بإعاقة المسلمين عند الطريق لمناظرتهم ولمعرفة من ينتمي إلى مذهبهم ومن لا ينتمي. وقد قاموا بسفك الدماء وقتل الصحابي عبد الله بن خباب. في رد فعل على ذلك، قاد علي بن أبي طالب جيشا لمواجهة الخوارج في معركة النهروان في السنة 39 هـ وتمكن من هزيمتهم وتفكيك جيشهم.
  • قام أحد الخوارج، وهو عبد الله بن ملجم، باغتيال الخليفة علي بن أبي طالب في سنة 40 هـ في الكوفة، مما أدى إلى نهاية حقبة الخلفاء الراشدين وبداية عهد الدولة الأموية بقيادة معاوية بن أبي سفيان، الذي ورث الحكم لابنه يزيد بن معاوية.
  • حسب القصص، اتفق الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص.
    • وحده عبد الرحمن بن ملجم نجح في قتل علي بن أبي طالب.
  • وهكذا نشاهد ظروفا وعوامل وأسباب ظهور مذهب الخوارج.
    • ومن بينها (مذهب الإباضية) واحدة من المذاهب الخوارج، تسمى بهذا الاسم نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي.

نسبة المذهب الإباضي لعبد الله بن إباض التميمي

  • ينسب المذهب الإباضي إلى عبد الله بن إباض التميمي، وهو من قرية إباض في اليمامة بالجزيرة العربية.
    • عاش معاوية بن أبي سفيان في أيامه، وتوفي في أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
  • كان له دور كبير في نشأة ونشر المذهب الإباضي، حتى إن اسم المذهب نسب إلى اسمه.
    • على الرغم من أن أصحاب هذا المذهب يطلق عليهم أسماء أخرى مثل جماعة المسلمين وأهل الحق والاستقامة.
  • كان عبد الله بن إباض من أولئك الذين دعموا ثورة عبد الله بن الزبير بعد وفاة يزيد بن معاوية، وكان معه نافع بن الأزرق.
    • بل وقد دعموه في مكة وساندوه في حربه ضد الدولة الأموية، لأنهم اعتبروا أن عبد الله بن الزبير هو الأحق بالخلافة والبيعة.
  • انفصل عبد الله بن أباض عن نافع بن الأزرق، وهما من كبار الأئمة في جماعة الخوارج، بعد عودتهم من مكة إلى البصرة.
    • وأعلن نافع بن الأزرق كفر كل من يخالفه في مذهبه، وحتى أكفر من يؤيده ولم ينضم معه للقتال.
    • كان أتباع بن الأزرق يلاحقون الناس في الشوارع والطرقات ويقتلون أولئك الذين يخالفونهم.

عقائد المذهب الإباضي

  • فهم لا يعترفون بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا بنفس المعنى الذي يعترف به أهل السنة والجماعة، حيث يخلطون بين صفات الله وذاته.
  • لا يعترفون برؤية المؤمنين لله سبحانه وتعالى، كتكريم للمؤمنين بعد دخولهم الجنة.
  • ينكرون بعض الأمور المتعلقة بيوم القيامة والحياة الآخرة مثل الصراط والميزان.
  • يعترفون بخلق القرآن، ويتفقون مع المعتزلة في ذلك.
  • يسمى من يرتكب جرائم كبيرة بالكافر، ويؤكدون أنها نكران للنعمة وليست ارتدادا عن الدين.
    • إذا لم يتوب المذنب من الكبائر قبل الموت، فسوف يكون في النار متعذبا فيها.
    • على العكس من أهل السنة والجماعة الذين يؤمنون برحمة الله تعالى في الآخرة.
    • حيث يغفر ويعفو عمن يشاء برحمته، ويعاقب من يشاء بعدله.
  • ينقسم الناس في اعتقادات المذهب الإباضي إلى ثلاث فئات:

مؤمنون، ومشركون، وأهل التوحيد

إن المؤمن مخلص لله ولإيمانه ويؤدي العبادات ويتمسك بسلوك الإسلام، والمشرك واضح في شركه، حيث لا يؤمن بما يؤمن به أهل التوحيد.

أما أهل التوحيد فهم المسلمون الذين أعلنوا وشهدوا الإسلام بالقول دون التزامهم بالعبادات والأوامر والنواهي في الفعل.

إنهم ليسوا مشركين لأنهم يؤمنون بالله، وليسوا مؤمنين لأنهم غير ملتزمين.

  • يعتبر كل من يخالفهم من أهل الإسلام كافرا وليس مشركا في نظرهم.
    • ولكن يجوز الزواج منهم وتوريثهم.
  • لا يعترف بالشفاعة لأهل التوحيد، أصحاب الذنوب أو الكبائر، فهم مخلدون في النار إلى أن يتوبوا قبل الموت.
  • يقرون بعدل حكم كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.
    • وفي السنوات الأولى من حكم عثمان بن عفان.
    • وقبل أن يقبل عليه بن أبي طالب تحكيما بينه وبين معاوية بن أبي سفيان.
  • يهاجمون الصحابة الكرام عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان.
  • ينكرون الالتزام بحكم الحاكم الظالم ومحاربته، حفاظا على دماء المسلمين.

شاهد أيضًا: تعريف المذهب المالكي باختصار

معلومات عن نشأة المذهب الإباضي وتطوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *