دور الكاهن أثناء عقد القران والزواج

تعتبر عقد الزواج هو العقد الذي يتيح للرجل الاستمتاع بالمرأة وفقا لشروط وصيغة محددة وصريحة، وهذا ما يقوله المأذون عند عقد القران والزواج.

تعريف عقد القران

  • انتشر بين الكثير من الأشخاص الاعتقاد بأن عقد القران هو العقد الذي يتم به تأسيس النكاح دون الحاجة للدخول.
  • ولكن عقد القران يعتبر صحيحا ومستوفيا لجميع الشروط والأركان، ويؤدي إلى امتلاك المرأة نصف المهر. إذا توفى زوجها قبل أن يدخل بها، فإنها ترثه وتكون محرمة لأولادها.
  • وفقا لعقد القران، يسمح للرجل بدخول زوجته وممارسة الجماع معها، ولكن التقاليد والعادات في المجتمع تفضل تأجيل الدخول حتى اكتمال مراسم الزفاف.

ما يقوله المأذون عند عقد القران والزواج

  • يجب على المتقدم للزواج أن يكون على دراية بأركان الزواج التي يختلف فيها الفقهاء، ولكنهم يتفقون على ركن واحد فقط وهو الصيغة التي تنقسم إلى الموافقة والقبول.
  • والإيجاب هو القول الأول الصادر من ولي أمر الزوجة، والقبول هو اللفظ الصادر من الزوج أو من ينوب عنه.
  • تعد الصيغة هي الألفاظ الصريحة التي يتبادلها العاقدين وتدل على رغبة كل منهما في إتمام عقد الزواج، وتترتب عليها الآثار الشرعية للعقد بعد إكماله فورا.
  • كأن يقول ولي الأمر للزوج بتفويضه زوجتك ابنتي أو أنكحتك، فيرد الزوج عليه بالموافقة أو القبول، ويجب أن يكون اللفظ يعبر عن الموافقة.
  • وتعتبر صيغة عقد القران من أركان الزواج الأساسية التي اتفقت عليها الأئمة الأربعة وذلك لأن عقد القران لا ينعقد ولا يعتبر صحيحا إلا إذا تم بالتراضي والموافقة بين الطرفين.
  • الموافقة هي إحدى الأمور النفسية التي لا يمكن أن نعرفها أو ندركها إلا من خلال التعبير عنها بالكلمات أو الأفعال. لذلك، يعتبر قول القبول والإيجابية من الأشياء التي تدل على الموافقة والتراضي لعقد القران.

العبارة الشائعة التي يقولها العاشقون أمام القاضي

  • تقوم العادات الشائعة بين الناس بدور المأذون الشرعي الذي يكون المسؤول الرئيسي عن تسجيل عقد الزواج، حيث يفرض على العاقدين صيغة محددة وصريحة يتكررانها خلف المأذون.
  • والمأذون لا يقتصر على قول `زوجتك` وتبادل القبلات فقط، بل يتجاوز ذلك بإضافة عبارات وكلمات تؤكد ضرورة المعاشرة الحسنة بينهما.
  • بالإضافة إلى تأكيده بالألفاظ على أن عقد الزواج هو عقد شرعي وفقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع إشارة إلى المهر المتفق عليه بين الزوجين وتكرار هذه الصيغة ثلاث مرات.
  • وفي بعض الأحيان يذكر المأذون جميع الحضور في مجلس عقد القران، وخاصة العاقدين، بآداب المعاشرة الزوجية وأحكام الزواج وحقوق كل منهما على الآخر.

شروط صحة صيغة عقد القران

تتطلب صيغة عقد الزواج العديد من الشروط الضرورية التي يجب توفرها، ومن أهم هذه الشروط:

  • يجب أن تكون صيغة عقد القران واضحة تماما وخالية من الألفاظ التي تشير إلى التعليق أو المستقبل.
  • لا يجوز أن يقول ولي الزوج `زوجتك ابنتي` بعد انتهاء تعليمها، فهذا القول لا يعتبر جزءا من صيغة عقد الزواج ولا يتم تنفيذ العقد به، ولا ينتج عنه تأثير، بل هو مجرد وعد بالزواج يجوز في فترة الخطبة.
  • وبناء على ذلك، يشترط على الفقهاء أن تكون صيغة النكاح بصيغة الماضي، مثل أن تقول زوجتك ابنتي فيرد الزوج ويقول قبلت.
  • وأجاز بعض الأئمة الأربعة أن يكون أحد الألفاظ في صيغة الماضي والألفظ الآخر في الحاضر، شريطة أن يكون اللفظ خاليا من الحرف `س` وكلمة `سوف`.
  • مثلا، يمكن لزوج الزوجة أو للمنوب عنها أن يقول لابنتك `أقبل`، ويمكن لوكيل المرأة أن يقول لك `أزوجك`، فترد الزوجة أو المنوب عنها `قبلت` أو `وافقت`.
  • صيغة عقد الزواج لا تكون صحيحة وغير مؤكدة بوجود الألفاظ التي تشير إلى المستقبل أو الكلمات التي تحمل معاني التعليق والطلب والاستقبال. مثلا، إذا قال الزوج `هل تتزوجينني؟` فيجب على وكيل المرأة أن يقول `إن شاء الله`.

أهم شروط صيغة عقد القران

  • يجب أن تكون الصيغة المستخدمة في عقد القران دائما صيغة ثابتة ولا تحتوي على أي عبارات تشير إلى تحديد فترة زمنية محددة للزواج، مثل أن يقول الزوج للمرأة أو وكيلها إنني سأتزوجك لمدة شهر أو أسبوع وبعدها سأطلقك.
  • هذه العبارات تشير إلى تحديد مدة العقد الزوجي، وتؤدي إلى إلغاء وإفساد العقد وإذا تم تنفيذه يعتبر زواجا غير مشروعا لأنه يعتبر زواجا مؤقتا.
  • والدليل على ذلك هو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زواج المتعة وحرمه بشكل قاطع.
  • ومن بين شروط الصيغة أيضا أن تكون العبارات المستخدمة في عقد القران صريحة وواضحة، وخالية من اللبس والتفسير، ولا يفضل استخدام العبارات التي تشير إلى الخطبة أو كلمات المراجعة للمرأة المطلقة بشكل رجعي.
  • ينبغي أن يصدر عقد الزواج من قبل بالغين، فلا يعتد بصحة عقد الزواج إذا صدر من قبل الطفل القاصر أو من الشخص المصاب بالجنون الذي فقد عقله، ولا يعتبر عقد زواج صحيحا إذا تم توقيعه من قبل شخص مسكر فقد عقله.

حكم الزواج في الإسلام

  • أقيمت شرعية النكاح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ووافق عليها جميع علماء المسلمين، والدليل على جواز الزواج من الكتاب هو قوله تعالى `فانكحوا ما طاب لكم من النساء` وقول الرسول صلى الله عليه وسلم `يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج`.
  • ووافق جميع علماء الأمة الإسلامية على أن الزواج كان مشروعا منذ خلق آدم عليه السلام وما زالت حكمته وجوازه سارية حتى الآن.
  • شرع الله سبحانه وتعالى الزواج لحفظ الجنس البشري ولحماية النفس من الوقوع في الزنا. لذلك، توافق جمهور العلماء على أن الزواج مستحب للرجل والمرأة، ولكن هناك اختلاف في الرأي بين الظاهرية والقولين.
  • يعتقد أصحاب الرأي الأول أن الزواج مستحب للرجل والمرأة، ولكن لا يجب على أي منهما، ودليلهم على ذلك هو قوله تعالى: `فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع`.
  • في هذه الآية، الزواج مستحب ومتروك للاختيار، وليس واجبا، لأنه إذا كان واجبا، لم يذكر بصيغة الاختيار.
  • واتجه الرأي الثاني من الظاهرية إلى أن الأصل في الزواج هو الواجب، واستدلوا على ذلك بالأمر الصادر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ليتزوج).

الأحكام الشرعية التفصيلية للزواج

  • يختلف الحكم الشرعي للزواج حسب حالة الشخص الراغب في الزواج.
  • قد يكون الزواج واجبا على الشخص الذي يشعر برغبة شديدة في النساء ويخشى الوقوع في الزنا، وهو قادر على تحمل جميع متطلبات الزواج.
  • ويعتبر الزواج مستحبا إذا كان هدف الشخص الذي يرغب في الزواج هو الإنجاب وتأسيس أسرة.
  • يمكن أن يكون مقبولا إذا لم يكن الشخص مهتما بالنساء ولا يخشى أن يقع في أفعال محظورة.
  • يعد الزواج محظورا على الشخص الذي يعاني من مرض معدي ويعلم بأنه سيتسبب في إيذاء وضرر للزوجة إذا تزوجا.
  • يكره الزواج على الشخص الذي ليس لديه رغبة في الزواج ولا يخشى ارتكاب الزنا، ولكنه إذا تزوج، سيتعامل مع زوجته بطريقة جافة وقاسية، وقد يلحق بها الأذى مثل الاعتداء عليها بالضرب.

الحقوق المشتركة بين الزوجين

هناك العديد من الحقوق المشتركة بين الزوج والزوجة، ومن بين هذه الحقوق.

1- المعاشرة بالمعروف

  • يجب على كلا من الزوجين أن يتعامل كل منهما مع الآخر بطريقة حسنة ولطيفة، وعدم إيذاء الطرف الآخر أو إهانته سواء بالقول أو الفعل، وذلك بناء على قوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
  • وتشمل التعاشر بالمعروف أيضا أداء حقوق الطرف الآخر بدون تأخير أو تراجع، ويرى بعض العلماء أن التعاشر بالمعروف هو أمر مستحب وليس واجبا.

2- الاستمتاع

  • يترتب على عقد الزواج أن يتمتع كل من الزوجين ببعضهما البعض، وللزوج حق أن يستمتع بزوجته ويقبلها ويعانقها طالما لا يوجد منع شرعي يمنع الاستمتاع الجسدي، مثل فترة الحيض والنفاس والإحرام. ويحق للزوجة أيضا أن تتمتع بزوجها.

3- الميراث

  • من حق كل من الزوجين أن يرث الطرف الآخر في حالة الوفاة، حتى إذا لم يكن هناك اتفاق بينهما.

4- حرمة المصاهرة

  • بمجرد عقد القران، يصبح زوجة محرمة على والد زوجها وأجداده وأولاده الذكور والإناث، ويحرم الزوج على أم زوجته وبناتها وأحفادها من الذكور والإناث وجميع فروعها.
  • ويحظر على الرجل أن يجامع زوجته وأختها أو زوجته وعمتها وخالتها، ويحظر على الرجل أن يتزوج زوجة والده أو زوجة ابنه وما يتفرع منها.

5- ثبوت النسب

من حقوق الزوجين المشتركة ثبوت نسبة الأطفال لأبيهم، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الولد للفراش وللعاهر الحجر).

حقوق الزوج

  • شرع الله سبحانه وتعالى حقوقا وواجبات للزوج، ومن هذه الحقوق.
  • اتفق جميع العلماء على أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها في جميع الأوامر التي يأمرها بها، طالما أن هذه الأوامر لا تتعارض مع شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
  • على الزوجة أن لا تسمح لأي شخص يكره زوجها بدخول منزله، ويجب عليها أيضا عدم الخروج من المنزل إلا بإذنه. ولكن يجب أن يكون المنزل مناسبا للعيش والإقامة، ولا يجب أن يكون لديها سبب يمنعها من البقاء فيه.
  • بالنسبة لخدمة الزوجة لزوجها، فقد اتفق بعض جمهور الفقهاء على أنه ليس واجبا على الزوجة أن تخدم زوجها، ولكن يفضل العودة إلى العادات والتقاليد الشائعة في المجتمع.
  • واعتقد بعض العلماء أنه ينبغي على المرأة خدمة زوجها نظرا للامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية وليس بسبب الإلزام القضائي.
  • من حق الزوج أيضا أن ينصح زوجته إذا لم تقم بواجباتها وحقوقها.

حقوق الزوجة

  • شرع الله سبحانه وتعالى للزوجة حقوق فور عقد النكاح ومن بين تلك الحقوق.
  • يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُقَوِّمَ بِأَدَاءِ المَهْرِ لِزَوْجَتِهِ عِنْدَ إتْمَامِ عَقْدِ الْقِرَانِ، وَذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى `وَآتُوا النِّسَاءَ صَدَقَاتِهِنَّ نِحْلَةً`.
  • كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يعطي الزوج زوجته الصداق حتى لو كان قليلا.
  • يجب على الزوج أن يتحمل نفقة زوجته وتوفير جميع احتياجاتها الضرورية من الطعام والشراب والملبس، وذلك وفقا لقوله تعالى (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
  • ومن حق الزوج أن يغفر لزوجته ويحميها من ارتكاب المحظورات عن طريق ممارسة الجماع.

طريقة اختيار الزوج أو الزوجة في الإسلام

  • من المعايير الأساسية في الزوج المسلم أنه يجب ألا يتزوج رجل غير مسلم، سواء كان كافرا أو يتبع ديانة وثنية، من امرأة مسلمة.
  • يجب عليه أيضا أن يلتزم بالدين الإسلامي والشريعة الإسلامية في القول والفعل والأخلاق والصفات.
  • ويجب أن تتوافر في الزوجة بعض الصفات مثل الدين والنسب والمال والجمال، ومع ذلك، يعتبر الدين من أهم الصفات الأساسية، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

في نهاية المقال حولنا ما يقوله المأذون عند عقد القران والزواج؟، قد قدمنا جميع المعلومات عن الصيغة التي يقولها المأذون الشرعي عند عقد القران.

دور الكاهن أثناء عقد القران والزواج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *