تفسير سورة العلق في القرآن الكريم

تفسير سورة العلق في القرآن الكريم {بسم الله الرحمن الرحيم} اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم * كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى * أرأيت الذي ينهى .

إذا صلى عبد * هل ترى أنه يتبع الهدى؟ * أم يأمر بالتقوى؟ * هل ترى أنه يكذب ويتوارى؟ * ألم يعلم أن الله يراه؟ * بالطبع، إن لم يتوب، سننهيه بالعقاب الشديد * عقاب كاذب وضال * فليدعوا ناديه * سندعو العذاب العظيم * بالطبع، لا تطعه واسجد واقترب}

تفسير سورة العلق في القرآن الكريم

  • تعد هذه السورة واحدة من أوائل السور القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • إنها نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية نبوته، حيث كان الرسول غير مطلع على محتوى الكتاب.
    • فلم يكن الإيمان مفاجئا، حيث جاء جبريل عليه الصلاة والسلام إلى النبي بالرسالة وأمره بالقراءة، فامتنع رسول الله.
    • وقال: {أنا لست قارئا} فلم يتركه جبريل حتى قرأه. ثم أنزل الله عليه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وكانت لهذه الآية تأثير عام على الخلق.
    • ثم أخذ الله يذكر الإنسان ويذكر بداية خلق الإنسان فهو {من علق} فالله هو الذي خلق الإنسان ورعايته.
  • يجب أن يتم تنظيمها والتحكم فيها بواسطة الأمر والنهي، ولهذا أرسل الله جل جلاله الرسل وأنزل الكتب عليهم، وذكر هذا بعد أمر القراءة، إذ خلق الإنسان.
  • ثم قال الله جل جلاله: {اقرأ وربك الأكرم} أي: الله كريم وكريم العطاء وجوده سخي، ومن كرمه أن يكون عليما بالعلم.
  • وبفضل القلم يكتسب الإنسان المعرفة التي لا يعرفها، فقد أخرجه الله تعالى من بطن أمه بلا معرفة سابقة.
    • ومنحنا الله السمع والبصر والقلب، ويسهل لنا جميع سبل العلم.
  • الله علم الإنسان القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه القلم الذي به يحفظ العلم وتنظم الحقوق، فلله الحمد والشكر.
    • الذي أنعم الله به علينا وعلى جميع العباد بكل النعم التي لا نستطيع أن نجازيه ولا نشكر عليها، ثم نحن نمتلك من الله الغنى وسعة الرزق.

تفسير سورة العلق في القرآن الكريم

  •   ولكن إذا كان الإنسان يرى نفسه غنيا ويتجاهل الهدى ويتعظم، فإنه سوف يسيطر على الأرض بظلمه وجهله وسينسى أنه مسؤول أمام ربه.
    • ويأتي يوم الحساب حيث لا يخفى الإنسان من الجزاء والعقاب، وصلت الأمور إلى حد تركه للهدى بنفسه.
    • ويحث الآخرين على ترك عبادة الله، ويمنعهم من أداء الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان وركن الدين.
  • : {هل ترى إن كان على الهدى أو يأمر بالتقوى؟} .
  • الله يقول لهذا الإنسان المتمرد: `يا منع العبد المصلي الذي لديه المعرفة بالحق ويعمل به، عندما يمنع الآخرين عن عبادة الله أو ترك الصلاة، فإنه لا يدعو إلا أشخاصا مثله ونفسه ضالة عن الهدى والإيمان.
  • يقول للمتهم بكذبه وتجاهل الحقيقة، أليس تخاف من الله وتخشى عقابه.
  • {ألم يكن يعلم أن الله يرى} ألا يدرك الإنسان أن الله سبحانه وتعالى يشاهد ما يفعله ويعمله.
  • ثم يهدد الإنسان المتمرد والمتجاوز للقوانين، فإنه إذا استمر في سلوكه هذا وأفعاله، يقول: `بل إن لم يتوب فسنجذبه بالناصية`، قد تعاقب عليه العقوبة.
    • أي: لنأخذ ناصية هذا الأمر، نأخذها بطريقة عنيفة، وهذه حقيقة في الأمر، إذ أنها ناصية كاذبة في قولها وخاطئة في فعلها.
  • {فليدع ناديه} ليدعو الشخص الذي تمت معاقبته أهل مجلسه وأصدقاؤه ومن حوله، لكي يساعدوه فيما يعانيه، {سندع الزبانية} أي: سيتم وضع هذا الشخص المتمرد في النار ليتم عقابه
  • لينظر إلى حالة الإنسان المتمرد والإنسان المؤمن، فهذه هي حالة الناهي وما توعد به من العقوبة.
    • أما بالنسبة لحالة الشخص المؤمن، فقد أمره الله بعدم الاستماع إلى الشخص المتمرد المحذور، فقد أمرنا الله جل جلاله بعدم طاعته.
    • فقال: {لا تطعه بأي حال} [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما يتسبب في خسارة الدنيا والآخرة، {واسجد} لربك {واقترب}.
    • وأمرنا بالاقتراب من الله في السجود وغيره من أنواع الطاعات، إذ تقربنا من الله عز وجل وتساعدنا على الفوز بالدنيا والآخرة.

شاهد أيضًا: فضل سورة الزلزلة في القرآن

هناك تفسير آخر لسورة العلق

اقْرَأْ أول آية نزلت

  • أول آية نزلت في كتاب الله تعالى: اقرأ، فإن هذا الدين هو دين العلم والحقيقة، وهو أعظم دين ودين منهج ودليل وتعليم وعقل، والقراءة فيه مطلقة وواسعة جدا.
    • يجب علينا أن نقرأ باسم الله، وإذا لم نختر موضوعا ينفعنا في الدنيا والآخرة، فقراءة هذا لن تنفعنا، وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام الله، فقال:
  •  أيها الله، ألجأ إليك من العلم الذي لا ينفع والقلب الذي لا يتخشع، والعين التي لا تدمع والأذن التي لا تسمع
  •  وليس كل علم مفيد، فهناك علم غير مفيد أيضا، والعلم الديني هو الوحيد الذي يجلب السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى:

شاهد أيضًا: سورة البينة للاطفال مكتوبة

كما أن معنى اقرأ:

  • إنها قراءة لا تكون مطلقة، بل هي قراءة تقربنا من الله وتعرفنا عليه، وهي قراءة ذات هدف.
  • اقرأ باسم ربك الذي خلق”، وتفسير الآية هو قراءة ما أنزل إليك من القرآن، مبتدئا باسم ربك الخالق.
  • خلق الإنسان من علقة هو خلق الله للإنسان من قطعة دم سميكة.
  • اقرأ ما أنزل إليك من ربك الأكرم. ربك واسع الصفات والكرم والجود والإحسان.
  • الذي علم الأمم بالكتابة بالقلم، فحفظوا المعارف المختلفة وسجلوها بالقلم.
  • الإنسان يتعلم ما لم يكن يعرفه بفضل العلم، فالله يعلم الإنسان ما كان يجهله، ومن خلال العلم يحصل الإنسان على كل فضل.
  • إن الإنسان عندما يفقد إيمانه، يصبح متجاوزا ومتطلعا، فالمال يسيطر عليه بشدة.
  • عندما يصبح الإنسان غنيا، يتجاوز القانون ويظلم الأرض
  • وإن إلى ربك المرجع، فعلى كل طاغ في الأرض أن يعلم أننا سنعود إلى الله.
  •  ألم تلاحظ الشخص الذي ينهى، ألا يدهشك من ينهى عباد الله عن طاعة الله.

معنى اقرأ

  • عندما يصلي العبد، يجب أن يركز في صلاته لله، وأن يتجنب مثلما فعل أبو جهل مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
  •  أترى ماذا لو كان هذا العبد الذي نهى عن الصلاة على هدى من الله.
  • وعندما يأمر العبد التقي بالتقوى، كيف يمكن للعبد ذو التقوى أن يوصي الآخرين بأداء الصلاة ويحثهم على ذلك، لذا يجب أن ينصحهم ويوجههم نحو الصواب والتقوى.
  • هل ترى إذا كان هذا المتمرد المنكر يكذب ويرفض؟ هل ترى إذا كان هذا الناهي المتمرد كاذبا في الأخبار ومتجاهلا للأمر؟.
  • ألم يكن لديه المعرفة بأن الله يرى؟ ألم يكن هذا المتمرد يدرك أن الله يشاهد أعماله ويعلم بما يفعله؟.
  • إن لم يتوقف هذا المتمرد العاصي عن محاربة الحق وإيذاء الرسول، فبالتأكيد سنعاقبه بعنف ونجذبه بقسوة، ثم سنرميه في نار جهنم مذلولا ومنبوذا.
  • و﴿ ناصية كاذبة خاطئة ﴾ناصية هذا المتمرد تكون زائفة في الأقوال وخاطئة في الأفعال.
  •  فليترك ناديه، فليأت هذا الشخص المشاغب بأصدقائه، أي أصحاب ناديه الذين كانوا يدعمونه.
  • عندما ينادي الله بـ `سندع الزبانية`، سيدعو ملائكة العذاب وزبانية العقاب وهم غلاظ شداد، غضبهم شديد لكل متمرد عنيد .
  • لا تطيع الناهي المتمرد بترك الصلاة، بل ازدد في السجود والتقرب إلى الله.

تفسير سورة العلق في القرآن الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *