من كان أول من أدى طواف البيت العتيق؟، يعد البيت العتيق من أعظم معالم الدين الإسلامي، لذا سنتعرف في هذا المقال على من كان أول من أدى طواف البيت العتيق، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات حول البيت العتيق ومكانته وفضله، وآداب زيارته.
ما هو البيت العتيق؟
- البيت العتيق هو الكعبة المشرفة والبيت الحرام، وهو أحد أسماء بيت الله الحرام. يعد البيت العتيق أول بيت أقيم للناس لأداء العبادات وعبادة الله تعالى.
- وفي كتابه العزيز، يقول المولى عز وجل في سورة آل عمران (إن أول بيت وضع للناس في مكة مباركا وهدى للعالمين).
- تعرف الكعبة الشريفة بأسماء متعددة مثل البيت العتيق، والبيت الحرام، والحرم المكي، والبيت المعمور.
لماذا سمي البيت العتيق بهذا الاسم؟
- هناك عدة أسباب وراء تسمية البيت الحرام بـ `البيت العتيق`، وعلى أي حال، هذا الاسم يعد تكريما وتقديرا له ولمكانته العظيمة.
- يقال إنه سمي بهذا الاسم لأنه منزل قديم، وتم بناؤه منذ فترة طويلة كأول منزل للمسلمين.
- وسمي بهذا الاسم نظرا لتحرره من الجبارين، أي أنه لا يوجد فيه من يتكبر، بل يتذللون.
- ويقال أن اسم الكعبة يرجع إلى أن الله يتعهد بتحرير من يزورها من النار في يوم القيامة.
- وقيل أيضا أن السبب وراء تسمية الكعبة بـ البيت العتيق هو تكريم الله لها، وذلك يدل على أنها محمية برحمة الله تعالى.
- ذلك يعني أن الله حفظها من أي انتهاك، أو سوء نية من أي شخص، أو تعرضها لأذى، أو تعرضها لأي مكروه.
- وتعكس قصة أصحاب الفيل هذه الفكرة، حيث حفظها الله من أذى الأشرار، ولم يتعرضوا لأي ضرر أو ينالوا منها، ولم يتمكنوا حتى من الوصول إليها.
- ورد عن سعيد بن جبير أن سبب تسمية بيت الله بالبيت العتيق كان حفظ الله له عندما حل الطوفان بالأرض في زمن نبي الله نوح عليه السلام.
موقع البيت العتيق
- يتم وجود البيت القديم أو بيت الله الحرام في المملكة العربية السعودية، وكانت تعرف الأرض التي يقع عليها باسم شبه الجزيرة العربية قبل العصر العالمي.
- البيت العتيق يقع بالضبط في مكة المكرمة.
مكانة البيت العتيق
- للكعبة أو البيت العتيق مكانة كبيرة ومميزة جدا في الإسلام وبين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل بيت الله الحرام مكانا عظيما وله مكانة عالية.
- فهي تعد الموقع الوحيد الذي أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بالطواف حولها من أجل الاقتراب منه وعبادته.
- يعتبر القيام بالطواف في أي مكان آخر بغير الكعبة المشرفة خروجا عن طاعة الله.
- هو قبلة المسلمين، حيث يصلي المسلمون في اتجاهها في جميع أنحاء العالم.
- تعد بقعة غير مشروع فيها القتال، إنها أول بيت تم بناؤه للمسلمين على الأرض لأداء الطواف به والعبادة والاقتراب من الله، إنها بقعة طاهرة ومحترمة.
- من أهم الأشياء التي تعزز مكانة البيت العتيق هو وجود حجر شريف من أحجار الجنة في تلك المنطقة المباركة، وهو الحجر الأسود.
من أول من طاف بالبيت العتيق؟
- هناك اثنتان من الروايات التي تجيب عن سؤال من أول من زار البيت العتيق، وتدور كلتاهما حول الملائكة وسيدنا آدم عليه السلام، وقد تختلف آراء العلماء وأهل العلم في هذه المسألة.
- تقول الرواية الأولى أن الملائكة هم أول من طافوا بالبيت العتيق، وهم أيضا من أسسوا البيت العتيق، وبعد تأسيسه أمرهم الله بأداء طواف حوله.
- ويؤيد العديد من العلماء هذا القول بأنه أقوى وأكثر قوة، استنادا إلى أن الملائكة كانوا أول من أسسوا البيت الحرام.
- وفقا للرواية الأخرى، أول من طاف بالكعبة العتيقة كان سيدنا آدم عليه السلام، ويستند هذا الاعتقاد إلى أن الله أمر سيدنا آدم عليه السلام ببناء الكعبة.
- ثم نزل جبريل عليه السلام، يحمل أمر الطواف، وساعد سيدنا آدم في بنائه. ضرب الأرض بجناحه، فظهرت أساساته. وهبطت الملائكة بالحجارة. ثم قام آدم ببنائه وطاف به.
- ويعتبر هذا القول مشبوها، وذلك بسبب عدم وجود ما يمكن الاستدلال عليه من القرآن أو السنة لتعزيز قوة هذا الرأي.
بناء البيت العتيق
- تعود تاريخ بناء بيت الله الحرام إلى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث أوحى الله لنبيه إبراهيم ببناء البيت.
- فحينها أخبر سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأمر الله ببناء البيت العتيق، وقد أجابا عليهما السلام لأمر الله.
- وذهبا إلى موقع البيت حيث لم يتبقى منه إلا بقايا الأساسات، ثم بدأوا سويا في بناء بيت الله الحرام.
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يقف على حجر ليرفع البيت بالحجارة التي يعطيها سيدنا إسماعيل عليه السلام. ويعرف هذا الحجر بمقام إبراهيم، وهو المكان الذي صلى فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الطواف.
- بعد الانتهاء من بناء البيت، أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يطوف بالبيت سبع مرات، فأجاب سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وطافا بالبيت العتيق.
- سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام كانا يدعوان الله قائلين: `ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم. ربنا اجعلنا وذريتنا مسلمين لك، وأرنا مناسكنا واعف عنا، إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، إنك أنت العزيز الحكيم.
ما لا تعرفه عن بناء البيت العتيق
- وقد طهر إبراهيم البيت من الشرك والرجس والأوثان.
- استجاب الله لهما، وفي قوله (وجعلنا البيت مثابة للناس ومأمنا، واعتبروا مكان إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن يطهروا بيتي للطائفين والمعتكفين وأن يقيموا الركوع والسجود).
- في قوله (وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار، وبئس المصير).
- ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بنداء الناس لأداء فريضة حج بيت الله الحرام.
- وكما قال الله تعالى: `وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق`.
- ثم وضعوا الحجر الأسود في مكانه، ومن المهم أن يذكر أن الحجر الأسود كان أبيض اللون ونزل من الجنة.
- يروى أن النبي ثال (نزل الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من اللبن، ثم أسودته خطايا بني آدم) وذلك حسب ما قاله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
آداب زيارة البيت العتيق
- لا شك أن زيارة البيت العتيق تعد حلما لكل مسلم يرغب في الاقتراب من الله، ولذلك يجب على المسلم أن يعرف أداب زيارة البيت العتيق.
- عندما يدخل المسلم المسجد الحرام، ينبغي عليه أن يضع قدمه اليمنى أولا، ثم يؤدي ركعتين تحية المسجد، لأنها البيت المقدس، لذا يجب أداء الصلاة فور دخوله.
- يجب على المسلم أن يترديد دعاء دخول المسجد عند الدخول، ودعاء الخروج من المسجد عند الخروج.
- ينبغي على المسلم أن لا يتسبب في الازدحام خلال فترة الحج أو أثناء الطواف، ويجب عليه تجنب التواجد في المناطق المشهورة بالحوادث، لتجنب وقوع أي ضرر أو خطر على نفسه أو من حوله.
نصائح هامة عند زيارة البيت العتيق
- وينبغي على المسلم ألا يتنافس مع الآخرين على لمس الحجر الأسود، وإذا كان بإمكانه الوصول إليه فينبغي عليه تقبيله، وإذا لم يتمكن من الوصول إليه فلا يتنافس مع الآخرين للوصول إليه.
- يجب على المسلم المرغب في زيارة الكعبة المشرفة أن يتعرف على مناسك الحج، سواء كان هدفه أداء فريضة الحج في شهر ذي الحجة أو أداء العمرة في أي وقت من السنة.
- ذلك قبل الذهاب إلى المسجد القديم ودراسة المناسك بشكل جيد.
- من أداب زيارة البيت القديم أن يقوم المسلم بأداء العبادات هناك، مثل تلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات وقيام الليل وإعطاء الصدقات.
- عند التواجد هناك، يجب على المسلم أن يتجنب كلام يغضب الله، مثل الغيبة والنميمة، ويجب عليه أن يذكر الله كثيرا ويتحدث بالخير، ويتجنب الحديث الذي لا ينفع.
- وينبغي على المسلم أن يستغل كل وقته هناك في السعي للحصول على الثواب، واحترام المكان، والتحدث في الحرم بصوت منخفض، وتجنب التصرفات التي قد تسبب إزعاجا لأحد.
فضل الطواف بالبيت العتيق
- لا شك في فضل الطواف حول البيت العتيق، وأهم فضل له أن من يخرج من بيته للتوجه إلى بيت الله الحرام، ويؤدي الطواف في البيت العتيق لأجل العبادة، فله حسنة في كل خطوة يخطوها.
- بالإضافة إلى ذلك، عندما يؤدي الحاج فريضة الحج ويسلك طريقه، يمحو كل الأعمال السيئة للحاج ويحل محلها بالحسنات، فيكون مثل الطفل الذي يحمل صحيفة بيضاء لم يكتب فيها أي شيء.
- وبهذا يغفر للمسلم ذنوبه التي قد تقدم، وكما ورد في الأحاديث النبوية فإن أجر الطواف حول الكعبة المشرفة يعتبر مثل تحرير رقبة.
- هناك آيات تشير إلى فضل الطواف، كما ذكر في سورة الحج قوله تعالى `وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود`.
- وكما ذكر في سورة البقرة بقوله تعالى (وعاهدنا إبراهيم وإسماعيل أن يطهروا بيتي للطائفين والمعتكفين والراكعين والساجدين).
- وفقا لحديث شريف عن بن عمر رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `من أدى طوافا لمدة أسبوع وعده، وصلى ركعتين، كان له مثل أجر تحرير رقبة.
- عن عائشة رضي الله عنها، قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جعل الطواف حول الكعبة وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لغرض تذكير ذكر الله).
بهذا نكون قد تناولنا الحديث عن أول من طاف بالبيت العتيق، ولماذا سمي بهذا الاسم، ومكانته وفضله، وفضل طوافه، وآداب زيارته.
