مفهوم مهارة الاستماع والانصات

مفهوم مهارة الاستماع والانصات، الاستماع أو الانصات للآخر هي إحدى الأساليب التربوية التي يجب تنميتها في الطفل منذ الصغر، ولذا سنشرح لكم مفهوم مهارة الاستماع والانصات وأهميتها وكيفية تنميتها.

مهارة الاستماع

تعتبر مهارة الاستماع من أولى المهارات التي استخدمت للتواصل بين البشر، حيث أنها تمهد الطريق للتحدث باللغة وظهور الكتابة، ومن ثم تأتي باقي المهارات.

قال الله تعالى في القرآن الكريم (ولا تقف على ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد، كل أولئك ستسأل عنهم). توضح هذه الآية الكريمة أن الله تعالى أنعم على الإنسان بنعمة السمع، وإنها من النعم التي لا يمكن قياس قيمتها بالمال.

شاهد أيضًا : كيفية تحديد الأهداف والتخطيط لشئون الموظفين

مفهوم مهارة الاستماع والإنصات

قال الله تعالى في كتابه الكريم: `وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون` (الأعراف: 204)، وأيضا قال تعالى: `أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها` (الحج: 46) وغيرها الكثير من الآيات التي تشير إلى أهمية الاستماع وفوائدها للمستمع في الدنيا والآخرة.

الاستماع أو الانصات هو العملية التي يتم فيها التركيز والاهتمام بالكلام الذي يصدر من الطرف الآخر، وهي تتطلب مشاركة السمع والتركيز معا للوصول إلى استماع فعال وفهم ما يقال للشخص.

مستويات الاستماع

الاستماع أحد المهارات التي لها عدة مستويات ومنها:

  • السمع هو إحدى الحواس الخمسة لدى الإنسان، وهو متمثل في الأذن.
  • السماع: يشير إلى استقبال الصوت عبر الأذن دون الانتباه إلى ما يتم قوله أو سماعه.
  • الاستماع: وهي العملية التي يتم فيها توجيه الانتباه من المستمع بحيث تستقبل الأذن الصوت ويفهم الإنسان الكلام بالعقل.
  • الإنصات: هو أعلى مستويات الاستماع، حيث يتطلب تركيزا عاليا مع ما يتم سماعه لكي يتم فهمه بشكل جيد.
  • التدبر: هو استماع واستخلاص الفوائد من الكلام المسموع، وهو نوع من التكبير في الاستماع والتركيز.

أهمية الإنصات في الحوار

هناك العديد من الفوائد للإنصات ومنها:

  • يعزز هذا الاستماع من تطوير القدرات العقلية والفكرية للشخص، حيث يعمل على تنشيط عقله لفهم ما يسمعه.
  • بناء العديد من المهارات المختلفة لدى المستمع مثل: المستمع يمارس مهارات النقد والتحليل والتأكد وغيرها بعد سماع ما يقال له.
  • من فوائد الاستماع الجيد هو تعزيز التواصل بين الآخرين، ويساعد في التعرف على لغات العالم وأساليب الحوار بينهم.
  • من خلال الاستماع، يتعلم الطفل الصغير الكلمات ويتعلم التمييز بين الأصوات.
  • لقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن مهارة الاستماع تساعد على التفوق لدى الطلاب في التحصيل الدراسي، لأن بعض الطلاب يعانون من مشاكل دراسية ليس بسبب قلة الذكاء، بل قد تكون بسبب قلة السمع لديهم.
  • القدرة على الاستماع هي أحد المهارات الأساسية لدى الأشخاص المكفوفين لأنهم يعتمدون عليها بدقة وقوة أكثر من الأفراد الأصحاء، حيث يفهمون العالم من حولهم من خلال الاستماع.
  • سماع المرء يؤدي إلى إدراك أهمية تنمية مهارات اللغة والكلام لدى المستمع نتيجة لما يتم سماعه.

شاهد أيضًا : كيفية تنمية مهارات الأطفال 3 سنوات

آداب الاستماع للآخرين

هناك عدة مهارات تساعد على الاستماع الجيد للآخرين وهي:

  • يجب أن نهتم بأن نبقى عيننا مفتوحة أثناء الاستماع، لأن ذلك يساعد على التركيز.
  • يفضل الجلوس بدون القيام بحركات غير ضرورية للتركيز على الاستماع.
  • يجب عدم قاطعة المتحدث والاستماع إليه حتى ينتهي من كلامه.
  • يجب ملاحظة بعض الحركات والإيماءات التي تبرز من المتحدث، حيث تكمل مهارة الاستماع.

معوقات الاستماع والإنصات

هناك بعض المعوقات التي قد تعيق عملية الاستماع بشكل جيد ومنها:

  • عندما يكون عقل المستمع مشغولا بشيء آخر أهم من ما يقال له، فقد يسمع الشخص الكلام فقط بذبذبات الصوت، ولكنه لا يفهم ما يقال لأنه غير مركز.
  • الجو العام المحيط بالشخص المستمع يلعب دورا أساسيا في عملية الاستماع، فإذا كان الجو مليئا بالضوضاء المزعجة، فإن ذلك سيعوق عملية الاستماع بشكل كبير.
  • عدم الرغبة لدى المستمع في ما يقال أو سماع أي كلام من الطرف المقابل يعد عائقا للإستماع.
  • إنعدام الصبر لدى الطرف المستمع.
  • عدم وجود نشاط عقلي سليم أو وجود حالة فقدان الوعي في العقل.
  • يمكن أن يكون الملل من أسلوب حديث الشخص الآخر أحد العوامل التي تعيق الاستماع والانتباه إلى الشخص الآخر.

مقومات تساعد على حسن الاستماع

هناك بعض المقومات التي تساعد على حسن الاستماع ومنها:

  • الشعور بأهمية الموضوع المستمع إليه يزيد رغبته في استكمال الاستماع إليه.
  • يجب أن يتاح للمتحدث الفرصة للتعبير عن كل ما يريد لتحقيق الهدف المطلوب.
  • إذا كنت تشعر بانشراف أثناء الاستماع، ليس هناك مانع من طلب إعادة الكلام من الشخص المقابل حتى يكرره بتركيز جيد من جانبك هذه المرة.
  • استخدام البصر مع السمع يساعد بشكل كبير على الاستماع وفهم الكلام بشكل أفضل.
  • يجب عدم قطع الكلمة عن الطرف الآخر أثناء الحديث وعدم انقطاع الحديث.
  • يجب أن تفهم المسألة كما يرغب الطرف الآخر في إيصالها إليك، وليس كما ترغب في سماعها أنت.
  • من أهم الصفات التي يجب تدريبها هي التحلي بالصبر والهدوء التام أثناء الاستماع للشخص الآخر.

شاهد أيضًا : معلومات عن خطوات تنمية المواهب بشكل عقلاني وعلمي

وبهذا نكون أشرنا لكم على مفهوم مهارة الاستماع والإنصات كما وضحنا لكم أهمية الاستماع ومستوياته، التعرف على آداب الاستماع وبعض المقومات التي تزيد من القدرة على الاستماع، آمل أن ينال هذا الموضوع إعجابكم.

مفهوم مهارة الاستماع والانصات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *