كيفية التغلب على الإحباط

في الحياة، يتعرض الإنسان للعديد من المشاكل والضغوط اليومية التي قد تواجهه يوميا. ولكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون التعامل معها بشكل صحيح، فيصابون بالإحباط ويسيطر عليهم التوتر والقلق.

تعريف الإحباط

الإحباط هو الشعور بخيبة الأمل التي تدفع الشخص إلى الانعزال والابتعاد عن الآخرين.
غالبا ما يفشل الشخص في تحقيق أمنياته وتحقيق أحلامه وطموحاته بعد العديد من المحاولات، مما يجعله يشعر بضياع الجهود المبذولة ويندم على ذلك.
ثم يأتي الإحباط، ويمكن وصفه بأنه نتيجة تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الإنسان، مما يؤدي به إلى العزلة التامة حيث يجد الراحة بعيدا عن البشر.

معلومات عامة حول مفهوم الإحباط

الإحباط يحدث نتيجة تعرض الإنسان للضغوط النفسية والمشاكل في مختلف أشكالها، فهو يجعل الإنسان يظل صامتا أمام مشاكل الحياة ولا يكترث ولا يبدي اهتماما بما يحدث حوله.
هذا يجعله يعاني من خيبة أمل ويشعر بالهزيمة بسبب شعوره بعدم القدرة على التصرف، ويشعر أيضا بالقلق والتوتر.
كثير من الأشخاص يعانون من مضايقات مثل المشاكل التي تحدث خلال العمل والمشاكل في الأسرة والمدرسة والجامعة وغيرها من المشاكل التي تدفعهم إلى اليأس.
لكل إنسان هدفه الخاص الذي يسعى دائما لتحقيقه، ولكن عندما يفشل الإنسان في تحقيق حلمه الخاص، سيشعر بالفشل وسيتميل للجلوس وحيدا وبعيدا عن الآخرين.

أعراض الإحباط

هناك بعض العلامات التي إذا ظهرت على الإنسان تشير إلى دخوله مرحلة جديدة وهي مرحلة الإحباط، ومن هذه الأعراض:.
الإصابة بحالة من الكسل.
الإصابة بحالة من فقدان الشغف.
عدم وجود شيء يرغب الإنسان في فعله.
زيادة الضحك على أي شيء وكل شيء.
الكوابيس المتكررة والمرعبة.
العجز عن رؤية الجانب الإيجابي في كل الأحوال.
الشعور بالدونية.
شعور مستمر بالنقص والشعور بأنك أقل من من حولك.
الإصابة بحالة من الخمول المستمر.
الشعور والإحساس الدائم بالعدم الراحة في أي مكان.
وجود آلام في كل أجزاء الجسم بدون سبب منطقي أو طبيعي.
العيش دائما في حالة من التوتر والقلق المستمر.
الحزن والبكاء المستمر بدون سبب واضح لذلك.
زيادة الشغف والرغبة في الجلوس دائما وحيدا بعيدا عن جميع البشر.
لا يلزم أن تحدث جميع هذه الأسباب في نفس الوقت، بل تحدث على مراحل مختلفة، ومن الممكن أن تحدث بعضها مع بعض، أو أن يتعرض الإنسان لبعضها فقط وليس كلها.

أسباب الإحباط

عندما لا تتوفر العناصر الأساسية التي يحتاجها الفرد ليعيش الحياة التي يرغب بها والتي يخطط لها كأحد أهدافه الحالية والمستقبلية أيضا.
توقعات يمكن أن تخيب للإنسان تشمل عدم توفر المال الكافي أو الربح المرجو في مشروع يهدف إلى تحقيق هدف معين.
عندما يتعرض الإنسان لخيبة أمل، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، فمن المحتمل جدا أن يشعر هذا الشخص بالإحباط.
تتعرض الإنسان لعدد كبير من الضغوطات من مختلف جوانب حياته، سواء كانت من الجماعة أو من البيئة المحيطة به مثل العائلة والأصدقاء والأشقاء، وهذا السبب يعتبر واحدا من أسباب الإحباط الرئيسية والأساسية أيضا.
عندما تتراكم المشاكل على الإنسان ويفقد السيطرة على أعصابه وتفكيره وعندما يصل الشخص إلى مرحلة لا يستطيع فيها حل مجموعة من المشاكل، يصاب بالإحباط.
من أهم كل هذه الأسباب وأخطرها أيضا هي ما يعرف بالفترات الانتقالية التي يمر بها الإنسان، مثل الابتعاد عن الأصدقاء المقربين أو الابتعاد عن الوظيفة المحبوبة أو الانفصال عن الشريك في الحياة وغيرها من الأسباب.
وبسبب كل هذه الأسباب، يتغير حياة الفرد ويفقد أيضا الروتين الطبيعي الذي يعتاد عليه في حياته الشخصية.
في هذه اللحظة يجد الشخص نفسه في حالة حيرة بين خيارين، الأول هو أن يبدأ حياة جديدة غير مخطط لها مسبقا، والثاني هو محاولة العودة إلى الحياة التي قد تكون قد انتهت بإرادته الخاصة.
شدة الرغبة في الهدف والتصميم على تحقيقه وعدم وجود خطط بديلة.

الفرق بين الإحباط والاكتئاب

الاكتئاب هو حالة تحدث نتيجة لعدم توازن الهرمونات واضطراب في كيمياء الدماغ للشخص المصاب.
الإحباط يحدث نتيجة تعرض الشخص لخيبات أمل أو صدمات متتالية.
يتطلب علاج الاكتئاب الاستعانة بطبيب، بينما ليس من الضروري زيارة الطبيب لعلاج الإحباط.

معلومات عن الإحباط الداخلي

لا يجب أن يكون الإحباط مرتبطا بمشكلة مادية أو عملية أو بمعنى أوضح مشكلة ملموسة وملحوظة في الواقع، فهو قد يحدث بسبب أسباب أخرى غير محددة.
غالبا ما تكون المشكلة داخلية، بمعنى أنها تتعلق بالمشاعر والإحساس والفشل والصفات وغيرها من المشاعر المختلفة.

أمثلة على الإحباط الداخلي

الغضب المستمر.
الخجل السريع والخجل المستمر.
الخوف والتوتر والقلق الدائم.
الرهبة من التجمعات والأماكن المفتوحة مثل الحفلات والسفر إلى أماكن جديدة لأول مرة وغيرها من ذلك.
العصبية في الصباح التي ليس لها سبب طبيعي أو منطقي.
الغضب السريع من وعلى كل شيء بدون داعي.

الإحباط الخارجي

هذا النوع هو الأكثر انتشارا في المجتمع، والعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون منه.
العوامل الخارجية التي يواجهها الإنسان هي السبب الرئيسي لهذا النوع.
من أمثلة هذه العوامل تشمل المشاكل المادية والمشاكل الأسرية والتحديات المختلفة مثل ترك الوظيفة المحبوبة أو فقدان شخص ذو أهمية خاصة أو الانفصال عن شريك الحياة وغيرها من العوامل المتنوعة.
من الممكن أن يتلاقى الإحباط الخارجي مع الإحباط الداخلي في نفس الشخص، ولكن هذا النوع من الإحباط يعتبر أكثر خطورة، حيث يتسبب في مشاكل كثيرة للشخص صعبة التخلص منها.

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالإحباط

هناك العديد من الأسباب التي تزيد احتمالية الإصابة، ولكن من بين أهم هذه الأسباب ما يلي:

تكرار التجارب الفاشلة.
حجم العقوبات وصعوباتها.
الإمكانيات والموارد المحدودة لتحقيق الأهداف.
الاعتماد المستمر على الأهداف الكبيرة التي تكون صعبة تحقيقها على الأقل في الوقت الحالي.
الأشخاص المحيطين بك وتأثيرهم السلبي في حياتك، مما يجعلك تبقى في مكانك ولا تتقدم إلى الأمام.
في حالة فشل الخطط الأولية أو الخطط الأساسية، لا يوجد خطط بديلة متوفرة.

كيفية التخلص من الإحباط

يمكن مواجهة هذا الوضع بعدة طرق مختلفة، ولكن الأهم من هذه الطرق هو أن يكون للإنسان الرغبة في إنهاء هذه المرحلة التي يعيشها وتسبب له كل هذا التعب. الطرق تشمل ما يلي.
على الرغم من الظروف، يجب على الشخص المحبط أن لا يجلس وحيدا، بل يفضل الجلوس مع مجموعة من الأشخاص الذين يحبهم ويفضل التحدث معهم.
التحدث مع شخص مقرب لدينا وأخذ مشورته في جميع الأفكار والقرارات التي نشعر بتردد في اتخاذها.
ابتعد عن أي شيء يسبب لك ضغوطا من أي نوع، واحرص أيضا على الابتعاد عن الأمور التي تسبب مشاكل بغض النظر عن بساطتها.
عليك دائما الاحتفاظ بوقت خاص وتخصيص جزء من وقتك لممارسة هوايتك المفضلة، مثل لعب لعبة مفضلة مع أحد الأصدقاء أو ممارسة بعض التمارين المفضلة لك، ويفضل أن تكون هذه الممارسات مع بعض الأصدقاء.
من الضروري أيضا أن يتأكد الشخص تماما أنه لا يوجد مشكلة بلا حل، وإنما يأتي الحل دائما في الوقت المناسب الذي يختاره الله سبحانه وتعالى.
من الضروري أيضا أن يقتنع الإنسان بنفسه وبقدراته وأن يكون مقتنعا دائما بأنه سيحقق أحلامه وأهدافه بغض النظر عن الظروف والمصاعب التي ستواجهه.
أيضا، من الضروري والمهم أن يتذكر الإنسان كل المعارك التي مر بها في حياته ونجح فيها، وأن يخرج منها كفائز وفي أعلى مستوى من السعادة، لأن ذلك يساعد الشخص على استعادة ثقته بنفسه مرة أخرى.
يفكر الشخص دائما في الإيجابيات ويمحو من ذاكرته جميع السلبيات التي مر بها في حياته منذ ولادته.
أن يتعلم الشخص مهارة جديدة ويمارسها ليشعر بتحقيق إنجاز كبير وإضافتها لسجل إنجازاته ومشاركتها مع الآخرين.
لا يترك الإنسان فرصة للشك في دخول شخص غير مرغوب فيه في حياته.
يستخدم النظام المشهور المعروف بنظام التهدئة الفورية.
أن يعتمد على نفسه وأن يكون على دراية تامة بأن وجود الأشخاص الأقرباء ضروري ولكنه ليس دائما أو أساسا.

في نهاية رحلتنا مع كيفية التغلب على الإحباط، يمكن لأي فرد في الحياة أن يتعرض للإحباط، ولكن الشخص الناجح هو الذي يمكنه التغلب عليه وإيجاد أفكار بديلة لأسباب دخوله في هذه المرحلة الصعبة.