لماذا يطلق على ذو القرنين هذا الاسم

ذو القرنين هو ملك صالح عادل الذي تم ذكره والإشادة به في القرآن، وقصة الردم الذي بناه لحماية القوم الذين استغاثوا به من أذى يأجوج ومأجوج مرتبطة به.

هكذا تم ذكر اسمه في الكتاب المقدس في الديانة اليهودية باسم لوكرانئين أو صاحب القرنين في سفر دانيال، والآن سنتناول في هذا المقال سبب تسميته بذي القرنين فالرجاء أن تستمروا معنا.

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم؟

المفسرون يختلفون كثيرا فيما يتعلق بالهوية الحقيقية لذي القرنين.
وقد تمت مقارنته بالعديد من الشخصيات التاريخية الأخرى مثل إسكندر المقدوني وكورش الكبير.
أفاد بعض المفسرون أيضا أنه أطلق عليه اسم ذو القرنين نظرا لامتلاكه ضفيرتي شعر، حيث كانت الضفائر تسمى قرونا في ذلك الوقت.
هناك رواية أخرى حول سبب التسمية، ولكنها ضعيفة التوثيق، وتتعلق بوهب بن منبه.
حيث ذكر أن ذو القرنين كان لديه قرنان من النحاس تحت عمامته.
وكان هناك سرد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
يعود تسمية ذو القرنين بهذا الاسم إلى أنه كان حاكما عادلا ومستشارا حكيما للناس.
كان جزاء نصيحته ودعوته إلى الله أن قام قومه بضربه على رأسه، ولقى حتفه.
ثم بعث الله الروح فيه مرة أخرى ودعاهم للعبادة مرة أخرى ، وقاموا بنفس ما قاموا به في المرة الأولى.
حيث تعرض للضرب على قرنه الآخر حتى تدفقت روحه إلى خالقه، وبذلك أطلق عليه لقب ذو القرنين.
- وغير ذلك الكثير من الروايات الأخرى.
يجب ملاحظة أن العديد من التفسيرات لهذه الأسماء غير موجودة ولا تحمل أي دليل.
- وبناء على ذلك، العملية التسمية هي أمر غامض.

للتعرف على المزيد: من هو ذو القرنين

ذو القرنين

ذو القرنين كان ملكا صالحا، وكان يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويعتقد في توحيده، وتم ذكر قصته بالكامل في القرآن الكريم.
- في قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا).
تناولت الآية حديث الرسول الذي وجهه للمشركين الذين سألوه عن قصة ذو القرنين.
ذو القرنين قد أحاط بعباد الأصنام حتى وصل إلى أقصى نقاط الأرض من الشرق والغرب.
وأطاعه جميع الملوك، ويجدر بالذكر أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بصفات كثيرة.

بالأخص الصفات القيادية نذكر منها ما يلي:

ذو القرنين كان يروج للعدل والفضيلة والحق، بالإضافة إلى سعيه للقضاء على الظلم والفساد في الأرض.
لم يكن يتوقع أي مكافأة من ذلك، بل كان يعمل وفقا لوجهه الكريم سبحانه وتعالى.
لم يكن يتوقع أي جزاء أو مكافأة من أي شخص، بل كان يعمل بصدق من أجل الله.
كان ذو القرنين يتمتع برؤية الثواب والعقاب وكان يكافئ الأشخاص المجتهدين والناجحين.
سيتم معاقبة الشخص الغير مجتهد في عمله.
وكان يكافئ الأشخاص الذين يعملون بجد دائما، وأدنى ما كان يمنحهم إياه هو الثناء، والامتنان، والتمجيد.
وكان ذو القرنين يتبع منهجا استنادا إلى الآية الكريمة التي ألقاها الله عز وجل:
- (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم جزاء الحسنى، وسنقول لهم بأمرنا يسرا).
لذلك في بعض الأحيان يقوم ذو القرنين بربط الكلمة الطيبة بمكافأة أخرى من الناحية المادية.
وكان يعلم جيدا أن ذلك سينتج تأثيرا عظيما في نفوس الرعايا، إذ وهبه الله الحكمة.
بالإضافة إلى ذلك، منح الله ذو القرنين السلطة، وتظهر هذه النعمة بوضوح في قوله تعالى:
- (إنا مكناه في الأرض وآتيناه كل شيء سببا).

تابع ذو القرنين

إلى جانب العدل، كان ذو القرنين يتميز بالعدل كصفة من أهم صفاته.
فالعدل هو واحدة من الصفات الهامة المرتبطة بالطاعة والتي تجعل الأعمال تتميز بالاستقامة.
تأتي البركة والرزق والثروة معه، وظهرت هذه الصفات بوضوح في ذو القرنين.
كان يقضي بالعدل وشرع الله في حكمه للناس، حيث كان يكافئ الشخص الذي يقوم بحق الله ويعاقب من يظلم الآخرين بظلمه.
كان ذو القرنين يرفض الفساد وكان يكافحه باستمرار.
إذا رأى أن جهاد الفاسدين ومنع فسادهم هما من أهم الأمور التي يجب على كل قائد يتقي الله القيام بهما.
عندما ينتشر الفساد، يصبح من أخطر الأمور التي يمكن أن تؤثر على الناس بعد خطيئة الشرك بالله.
لذلك، عندما تم اكتشاف يأجوج ومأجوج كمفسدين، قام بإنشاء السدود لمنع فسادهم وحماية الناس من شرورهم.
وباستخدامهم هذا الفساد والأعمال الباطلة التي تبتعد عن الفطرة، جعل حاجزا بينهم وبين المؤمنين، وهذا هو جزاءهم.

شاهد أيضا: أين يقع سد ذا القرنين ؟

قصة ذو القرنين

كما ذكرت قصة ذي القرنين في القرآن الكريم، ووصفها الله بالعدل.
أعطاه الله التمكين والقوة، مما جعله من الملوك العادلين.
يقال إن ذو القرنين قام برحلة إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس.
وجاء ذلك في قول الله تعالى: عندما وصل إلى غروب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد هناك قوما، قلنا له يا ذا القرنين، يمكنك أن تعاقبهم أو تتصرف بلطف تجاههم، (الكهف 86).
من الجدير بالذكر أن ذو القرنين شاهد في تلك الرحلة الشمس وهي تغيب في ماء وطين.
هذا حسبما رواه، وليس كما يحدث في الواقع للشمس، فرأى قوما كانوا كافرين شديدي العناد.
ثم قرر الله سبحانه وتعالى أن يترك الخيار لهم بين أن يحاربوه ويعاقبوا، أو أن يدعوهم للاعتناق الإسلام.
ثم ذهب ذو القرنين إلى مشرق الشمس، حيث رأى أشخاصا لا يتسترون بأي شيء.
أي شخص عريان يختبئ في التراب حتى تظلم الدنيا وتغيب الشمس.
ثم يخرجون من تحت الأرض، وذلك ما ذكره الله تعالى في قوله: (حتى إذا بلغوا مطلع الشمس وجدوها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا).
ذو القرنين دعاهم لعبادة الله الواحد الأحد، وعلمهم الكثير.
فقد علموا كيف يبنون منازل لحمايتهم من حرارة الشمس.
ثم بعد ذلك، بعد أن علمهم، انطلق في رحلته حتى وصل بين الشرق والغرب.
وصل إلى منطقة في الاتجاه الشمالي تتميز بوجود العديد من الجبال الشاهقة.

تابع قصة ذو القرنين

في تلك المنطقة كان هناك جبلان كبيران ورأيهما القوم الذين يسكنون هناك.
فقالوا يا ذو القرنين ابني لنا ردما يجنبنا أذى يأجوج ومأجوج.
- وقد ورد ذلك في قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: يقولون: `يا ذا القرنين، إن يأجوج ومأجوج فسادة في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تقيم بيننا وبينهم سدا` (القرآن، سورة الكهف، الآية 94).
كان يأجوج ومأجوج ينشرون الفساد والقتل والسرقة والنهب وجميع الشرور في ذلك الوقت.
ثم قام ذو القرنين ببناء حاجز قوي يفصل بينه وبين هؤلاء الأشخاص يسمى ردمة.
ثم ترك ذو القرنين ذلك لله، وذكر ذلك في الآية الكريمة كما يلي:
- قال: `هذا هو رحمة من ربي، فإذا أتى وعد ربي جعله حقيقة، وإن وعد ربي لاشك فيه.
- ومعنى الآية الكريمة هو أن الله منحه القدرة على بناء هذا الجسر، ولكن عندما جاء الأمر من الله بتدميره، جعل الله ذلك سهلا.
يعتبر يأجوج ومأجوج من علامات الساعة، وعندما يظهرون، سيسببون فسادا كبيرا في الأرض.

نرشح لك أيضا: موضوع تعبير عن ذو القرنين

في ختام مقالنا الذي تناولنا فيه سبب تسمية ذو القرنين بهذا الاسم، بالإضافة إلى قصته وصفاته، نأمل أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم مشاركة المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لنعم الفائدة.