حكم جراحات التجميل وكفارتها

في الفترة الأخيرة، انتشرت ظاهرة جراحات التجميل بشكل كبير بين أفراد المجتمع العربي، نتيجة هوس هذه الثقافة بالجمال والموضة، ولم تعد مقتصرة على الثقافة الغربية فقط، بل أصبحت تشمل الرجال أيضا.

أنواع عمليات التجميل

1- جراحات التجميل الترميمية

  • تهدف عمليات التجميل الترميمية إلى تصحيح تشوهات الجسم التي قد تنشأ نتيجة حادث، ومعالجة العيوب الخلقية، أو بعد إجراء عمليات جراحية أخرى لعلاج آثارها مثل استئصال الثدي.
  • من الأمثلة على عمليات التجميل الترميمية، تعتبر عملية إعادة بناء الثدي للنساء بعد استئصال الثدي بسبب سرطان الثدي، ويمكن أيضا إجراء العملية لتصغير حجم الثدي إذا تسبب في مشاكل في الظهر نتيجة كبر حجمه.
  • في حالة الجروح العميقة والحروق الشديدة، يتم إجراء تلك العمليات لإعادة المريض إلى حالته الطبيعية قدر المستطاع، حيث يتم ترقيع الجلد.
  • هناك بعض العيوب الخلقية التي يمكن إصلاحها جراحيا مثل الشفة المشقوقة، وتشوهات في الأذن، ومتلازمة النفق الرسغي والأصابع المتشابكة أو الزائدة، وتصحيح مسار مجرى البول.
  • تعمل عمليات التجميل الترميمية أيضا على تقديم الدعم النفسي للمريض، فعلى الرغم من أن الجسم يؤدي وظيفته بشكل مثالي رغم وجود تشوهات في أحد الأعضاء، إلا أنها تسبب ألما نفسيا كبيرا للشخص.

شاهد أيضًا: عمليات تجميل الاذن فى مصر واسعارها

2- جراحات التجميل التجميلية

  • تتم هذه العمليات بشكل أساسي لأغراض تجميلية، حيث يكون الشخص غير راض عن مظهره وشكله الطبيعي، فيلجأ إلى هذا النوع من العمليات لتصحيح شكله بالطريقة التي يختارها.
  • من أمثلة هذه العمليات، عمليات تصغير أو تكبير الثدي بهدف التجميل فقط وليس لأي غرض طبي، ويتم زيادة حجم الثدي عن طريق حقنه بمحلول ملحي أو ببعض أنواع السيليكون الجل.
  • عمليات إستئصال الدهون، وهي الأكثر شهرة في هذا المجال، وفيها يتم استخدام أنابيب مجوفة لإستئصال الدهون المتراكمة في بعض المناطق في الجسم، وغالبا ما تكون في البطن والأرداف.
  • تعد عمليات تكبير أو تصغير الأنف من العمليات التجميلية المعروفة، وتشتهر بها بعض البلدان مثل إيران، وتحظى بشعبية كبيرة بسبب التنمر الذي يتعرض له الأشخاص ذوو الأنوف الكبيرة من قبل المقربين منهم.
  • هناك بعض العمليات التجميلية التي لا تتطلب إجراء أي عملية جراحية، ولكنها تعتبر أيضا عمليات تجميلية، نظرا لأنها تغير من شكل الشخص مثل إزالة الشعر الزائد بواسطة الليزر.
  • أيضا، يتم إدراج حقن البوتوكس في الوجه، والتقشير الكيميائي، واستخدام الليزر لعلاج التجاعيد ضمن قائمة عمليات التجميل، بالإضافة إلى إزالة شعر الحواجب ووشمها.

حقائق يجب تعرفها عن عمليات التجميل

  • عملية التجميل، كأي عملية جراحية، قد تكون ناجحة أو فاشلة، ولكن يتم تسويقها كمنتج تجميلي بدون أي آثار جانبية أو تعقيدات، في حين أنها في الواقع قد تكون صعبة للغاية.
  • ليس ضروريا أن يكون نجاح العملية مع شخص واحد يعني نجاحها مع جميع الأشخاص.
  •  لكل جسم طبيعته ولكل وجه نسب معينة خلقناها الله.
  • العديد من الأشخاص يتعرضون للتشويه بعد إجراء تلك العمليات الغريبة على مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤدي إلى وفاة بعضهم أيضا، فبعض عمليات التجميل تفشل مما ينتج عنه تغييرا ملحوظا في المظهر يشوه المكان.

شاهد أيضًا: بحث عن فن التجميل بالتفصيل

أضرار ومضاعفات عمليات التجميل

قد تحدث بعض المضاعفات أثناء أو بعد إجراء عمليات التجميل التجميلية أو الترميمية، ومن أشهر هذه المضاعفات ما يلي:

  • يحدث ألم شديد في موقع العملية، فهو ليس مجرد مستحضر تجميلي يتم تطبيقه، وقد يستمر هذا الألم لفترات طويلة، مما يسبب إزعاجا شديدا للشخص.
  • قد يحدث تشوه نتيجة إجراء العملية، وقد يكون أسوأ من العيب الذي دفع لإجراء العملية، وقد تكون نتيجة العملية غير مرضية تماما، حيث يتحول شكل الشخص إلى الأسوأ.
  • يدخل المرء في مراحل الإدمان على تلك العمليات، ويشعر بعدم الرضا عن نفسه بغض النظر عن النتيجة، ويشعر برغبة شديدة في إجراء المزيد.
  • قد يتعرض المريض لنزيف في الدم أو عدوى في الدم نتيجة لتلك الجراحات، وقد يصاب أيضا بتلف الأعصاب، انخفاض ضغط الدم، وتلف الخلايا والأنسجة.

حكم إجراء عمليات التجميل في الشريعة الإسلامية

  • لا يحظر الشرع إجراء عمليات التجميل الترميمية، حيث تعيد الشخص إلى حالته الطبيعية التي نشأ عليها، وقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه في الحرب بأن يستعين بأنف مصنوع من الذهب.
  • كما يمكن أن تسبب التشوهات الخلقية ضررا نفسيا كبيرا للفرد، وتؤدي إلى انعزاله عن المجتمع، وقد تفسد حياته بالكامل، وبناء على الشريعة فلا ضرر ولا ضرار.
  • فيما يتعلق بعمليات التجميل الجراحية والتجميلية، سواء كانت بالتدخل الجراحي أو بدونه، تعتبر غير مشروعة ومحظورة شرعا، ويعتبر الشيطان هو الذي يدعو الإنسان لإجراء تلك التعديلات على شكله الطبيعي.
  • يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “إنما يدعون من دون الله إناثا وإنما يدعون إلا شيطانا مريدا. لعنهم الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا. ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله” (سورة النساء/117-119)
  • بشكل عام، أي تغيير في شكل الإنسان الذي خلقه الله محظور شرعا، وممارسة التجميل المفرطة والمبالغة فيها، والتي تتعدى الحدود المشروعة، تعتبر أيضا حراما شرعا.
  • الله حرم النمص والوصل والوشم، ولعن الله النساء اللاتي يلجأن لتلك التجميلات الزائدة، وكذلك الأشخاص الذين يصنعونها للنساء. فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصات والمتنمصات والواصلات والمستوصلات والواشمات والمستوشمات.
  • الشرع لا يسمح للزوجة بالتجميل أو استخدام أي إجراءات تجميلية محظورة، ولا يجب على النساء أن يجعلن أزواجهن بمثابة دافع لتنفيذ تلك العمليات المحظورة.
  • التعرض للعمليات الجراحية يعرض الإنسان لمخاطر مضاعفات تلك العمليات، والتي قد تصل إلى حد الوفاة، وبالتالي يحرم الشرع الانتحار.
  • القيام بهذه العمليات بدون حاجة طبية يعتبر إسرافا في النفقة، وهو محظور شرعا أيضا، ويقول الله تعالى {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} سورة الإسراء.
  • ينبغي أن يكون اللجوء للعمليات الجراحية بشكل عام محصورا في الضرورة القصوى، ولا حاجة للمبالغة في السعي وراء الجمال الذي قد يتحول ضدهم، ويقول الله تعالى `لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم` سورة التين.

حكم العاملين في المجال التجميلي

  • إذا كانت الجراحة التجميلية التي يتم إجراؤها على الشخص حلالة وتصبح مثل الجراحات الترميمية التي ذكرناها، يجوز شرعا أن يتقاضى العاملون في ذلك المجال أجرهم ويحق لهم أن يتلقوا أجرا مقابل ذلك.
  • الشرع يحظر العمل في هذا المجال، وبالتالي لا يجوز الحصول على أجر منه، إذا كان هدف العمليات هو التجميل فقط، أو زيادة الجمال بشكل مفرط كما ذكرنا.

كفارة عمليات التجميل

  • قد يقع بعض الأشخاص في فخ تلك العمليات الشيطانية، التي تدعو للتجميل والتغيير دون ضرورة طبية، فيجب عليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى، ولا يلزمهم أي كفارة، فما عليهم إلا أن يتوبوا توبة صادقة.
  • ينبغي أيضا أن يكثر الشخص من فعل الأعمال الصالحة، فقد قال الله تعالى في سورة طه `إني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى`.

شاهد أيضًا: فوائد واضرار عمليات التجميل

في النهاية، الإسلام هو دين الجمال، ولكن يجب أن تكون زينتنا وجمالنا ضمن حدود الفطرة الطبيعية، وضمن حدود الحلال دون أي مبالغة، فالله هو الذي خلقنا وصورنا بأحسن تصور، ومن أجمل خلق الله ولا أحد يزيده جمالا. نحن عباد لله، كما يقول القرآن في سورة البقرة.

حكم جراحات التجميل وكفارتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *