هل يجوز قراءة القرآن أثناء فترة الحيض؟ فالقرآن الكريم هو كتاب الله على الأرض، ونحن نسلك طريق تعاليمه العظيمة وله قدسية خاصة عندما نقرأه.
لذلك يجب أن يكون القارئ للقرآن طاهرا ومتوضئا ومحترما في ملبسه وغيره.
وسنجيب اليوم على سؤال هام وهو هل يجوز قراءة القرآن أثناء الحيض.
هل يجوز قراءة القرآن أثناء الحيض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وفي موضوع اليوم يمكننا أن نجيب وفق آراء الفقهاء والمتعلمين بخصوص جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الحيض.
لا يوجد مانع للمرأة الحائض أو النفساء من تلاوة القرآن الكريم، وهذا يكون من قلب مطمئن، وقد اختلف العلماء في رأيهم بخصوص تلاوة القرآن الكريم من قبل المرأة الحائض.
- بعض علماء الدين أشاروا إلى أنه غير مسموح للمرأة الحائض قراءة القرآن الكريم، وذلك استنادا إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا ينبغي للحائض والجنب أن يقرأوا أي شيء من القرآن، ولكن الحديث المذكور يعتبر ضعيفا في الرواية.
- وبعضهم الآخر اعتقدوا أن الحائض هي التي ممنوع عليها قراءة القرآن حتى تتطهر، ولكن الحائض أو النفساء يسمح لهن بقراءة القرآن الكريم وهذا ما تم حفظه.
لا يوجد مانع من قراءة الحائض أو النفساء القرآن الكريم قبل النوم، مثل آية الكرسي.
وذلك بناء على ما ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن السيدة عائشة، وذلك عندما حاضت في حجة الوداع
(افعلي ما يفعله الحاج إلا أنك لا تدوري حول الكعبة حتى تتطهري ولم ينهها عن قراءة القرآن).
اقرأ أيضا: هل يجوز الصلاة بالاغتسال من الجنابة؟
كيفية قراءة القرآن للحائض
البعض يوافق والبعض يعارض قراءة القرآن للنساء أثناء الحيض، حيث تختلف آراء الفقهاء في هذه المسألة، وسنذكر بعض الآراء حول كيفية قراءة القرآن للنساء أثناء الحيض.
يعترف بوجود بعض الضوابط التي يجب على النساء الحائض اتباعها أثناء قراءة القرآن، وهي كالتالي:
- يجب أن يكون الغرض من قراءة القرآن ليس مجرد قراءة، ولكن للتذكر والتعزية والاستفادة منه.
- لأن قراءة القرآن من قبل الحائض غير مشروعة لغرض قراءة القرآن.
- من الممكن قراءة القرآن الكريم بالهمس أو الصمت دون التلفظ به بصوت مسموع.
- ينبغي للحائض أن تقرأ القرآن الكريم من حفظها وليس من المصحف.
- يجب على المرأة أن ترتدي القفازات عندما ترغب في حمل المصحف إذا كانت هناك ضرورة ملحة في عملها مثل المعلمة أو الطالبة.
- أن يكون قراءة القرآن للمرأة للتفسير وليس فقط للقراءة، فهي مصرحة لها بقراءة كتب التفسير وليس القرآن نفسه.
- يسمح للمرأة الحائض بقراءة بعض الكتب التي تحتوي على بعض الآيات، وذلك للقراءة وليس بهدف قراءة القرآن الكريم نفسه.
- مسموح للمرأة الحائض أن تضع المصحف أمامها ولا تلمسه أثناء تقليب الصفحات بحاجز في يديها.
حكم قراءة القرآن للمرأة المحاضرة وفقا للمذاهب الأربعة
ظهرت الفقهات الأربعة، ولكل منها رأي بشأن قراءة القرآن الكريم للمرأة الحائضة، ويمكننا ذكر بعض هذه الآراء على النحو التالي:
- رأي الحنفية يقول أنه غير مشروع للحائض قراءة القرآن، حتى لو كانت قراءة جزء صغير من آية.
- بل كانت تقصد الذكر والإشادة، ولا بأس بهذا الأمر، ويمكن لها أن تقرأ، على سبيل المثال، الفاتحة بنية الدعاء.
- وفي حال كانت معلمة، يمكنها قراءة القرآن بشرط فصل الكلمات، ويجوز قراءة آيات الذكر والأدعية.
- وفي مذهب الشافعية: أفادت الشافعية بأنه لا يجوز قراءة القرآن بهدف قراءة القرآن.
- ولكن يمكنها أن تهمس بقراءتها مما تحفظ دون التلفظ به أو تحريك اللسان.
- ويجوز لها النظر إلى المصحف.
- الحنابلة أيضا أتوا بجواز قراءة القرآن سواء كانت آية واحدة أو أكثر للحائض، ويمكن للحائض قراءة بعض الآيات المحفوظة بشرط عدم الاطالة.
- يمكن قراءتها بتحريك الشفتين ولكن ليس بصوت مسموع.
- المالكية: وصلوا إلى نفس الرأي، وهو أنه غير مسموح قراءة القرآن الكريم للنساء أثناء فترة الحيض، ولكنهن يمكنهن الاستذكار بصوت خاص.
- يمكنك قراءة بعض الآيات قبل النوم للحفاظ على نفسك من الشرور.
اخترنا لك: هل يجوز للعاقد رؤية جسد زوجته؟
حكم حمل المصحف للمرأة الحائض
ظهرت آراء وفتاوى كثيرة حول إمكانية مسك المصحف للحائض وحكمه. حيث أفادت المذاهب مثل الحنفية والحنابلة بجواز حمل الحائض للقرآن الكريم بشرط وجود حاجز بينها وبين المصحف.
ومن الممكن لها حمله مع أمتعتها عندما تنتقل من مكان إلى آخر، في حين أن الشافعية والمالكية اتفقوا على عدم جواز حمل المصحف للحائض سواء بيديها أو مع أمتعتها حتى لو كان هناك حاجز بينها وبينه.
في حين أن الشافعية فقط سمحت بحمله إذا كان داخل صندوق أو كيس وتم وضعه في الأمتعة.
يجوز تقليب صفحات المصحف باستخدام عود أو شيء مماثل، شريطة عدم لمس الصفحات، ويتفق ذلك مع رأي الحنفية والحنابلة، ولكن المالكية تنص على عدم جواز ذلك.
آداب قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى في العالم، وهو الكتاب الذي لا يفارق صغيرا أو كبيرا دون أن يحاسبه.
لذا، هناك العديد من الآداب والشروط التي يجب اتباعها عند قراءة القرآن الكريم
- يجب قبل قراءة القرآن الكريم أن يتعزم النية على القراءة لله وحده دون سواه، وأن يجعل الإنسان هذه القراءة عبادة وتقربا من الله تعالى.
- ينبغي أن يحرص الإنسان على تحقيق النقاء التام قبل قراءة القرآن الكريم، وذلك من خلال تطهير نفسه من الحدث الأكبر والأصغر.
- استخدام السواك لتنظيف الفم قبل القراءة.
- يستحب استقبال القبلة أثناء القراءة كتعظيم لله وتأدبا له.
- التفكر والتأمل في تلاوة آيات القرآن الكريم دون التسلية أو الإسراع في قراءتها.
- يجب تجنب قراءة القرآن الكريم عند التثاؤب كتأدب واحترام لله عز وجل وتكريما لكلمات هذا الكتاب.
- يجب أن يحرص الشخص على اختيار وقت مناسب للقراءة حتى لا يتشتت أثناء القراءة أو يفقد التركيز والخشوع فيها.
- اختيار الأوقات التي تسبق الصلوات مثل القراءة قبل صلاة الفجر، وهي وقت الليل العميق.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة.
- يجب على المسلم أن يسجد في آيات السجود وأن يكون خاشعا أثناء السجود في هذه الآيات تعظيما لله تعالى.
- بالنسبة للمرأة، يجب عليها أن ترتدي الحجاب وأن لا تكون مكشوفة الرأس أو ترتدي ملابس شفافة أو ضيقة.
شروط قراءة القرآن الكريم
لقراءة القرآن اشتراطات منها القلبية والظاهرية:
الاشتراطات القلبية
- الإخلاص في النية عند القراءة يجب أن يكون مصحوبا بالتعبد والقراءة لله عز وجل دون غيره.
- التوبة وتذكر الله بالقلب وتفاعل القلب مع المعاني المتلقاة والتأمل في آيات الله عز وجل بكل حواسك.
- اعتبار كل خطاب في القرآن الكريم موجها للنفس وإيمان بها والعمل عليها.
شروط ظاهرية
- الشروط الخارجية التي يجب على الشخص القيام بها قبل القراءة.
- منها الطهارة والوضوء وفي حالة المرأة الطهارة تغطية الرأس والجسم بملابس واسعة ففاض.
- تشتمل الشروط المستحبة من أداب يجب اتباعها على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما قد ذكر عن قوله وفعله في تلاوة القرآن الكريم.
شاهد أيضا: هل يجوز الجمع والقصر للمسافر أكثر من 3 أيام
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على الأرض، الذي أرسل به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
له العديد من الأداب والشروط والطاعات التي يجب مراعاتها عند القراءة.
تمت مناقشة جواز قراءة القرآن أثناء الحيض ورأي الفقهاء والعلماء في هذا الأمر، بالإضافة إلى آداب القرآن وشروط قراءته.
