هذه معلومات حول أحد كبار الروائيين الروس، مؤلف رواية “الحرب والسلام”، وهو الكونت ليف نيكولايفيتش تولستوي، الذي يعد واحدا من العمالقة الروائيين الروس، ويعد أحد أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي
إنه فيلسوف أخلاقي يعتنق آراء الصمود السلمي وينبذ العنف. يتضمن كتابه المعروف `مملكة الرب داخلك` الذي أثر على العديد من الشخصيات البارزة في القرن العشرين، مثل مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ.
شاهد أيضًا: أقوال واقتباسات رومانسية للكاتب والمؤلف إحسان عبد القدوس
أصول العائلة
- تعتبر أسرة تولستوي واحدة من العائلات المشهورة بين النبلاء الروس القدامى، حيث يعود نسب أجدادهم إلى رجل نبيل أسطوري يعرف باسم إندريس، ووصفه بيوتر تولستوي بأنه قدم من نيميك إلى تشرنيغوف في عام 1353.
- اعتنق أندريس الديانة الأرثوذكسية الشرقية، وقام بتغيير اسمه إلى ليونتي، وعلى إثر ذلك، سمى أبناؤه كونستانتين وفيودور.
ولادته ونشأته
- ولد ليو تولستوي عام ١٨٢٨ في محافظة تولا، التي تقع على بعد ١٣٠ ميلا جنوب مدينة موسكو.
- كان نبيلا، وكان والده يعرف بأنه الكونت نيكولاس تولستوي، وكانت أمه الأميرة ماريا فولكونسكي، ويجدر بالذكر أن عائلة أمه كانت من سلالة روريك.
- توفيت والدة تولستوي عندما كان عمره سنتين، وبعد وفاتها، قامت إحدى قريباته المعروفة باسم تاتيانا بمساعدة والده في تربيته وتربية إخوته، وعاشوا سويا حياة جميلة ومفرحة.
- وفي غير ذلك توفي أب تولستوي في صيف عام 1837م، وتم وضع أطفاله تحت رعاية حاضن قانوني، وهي الكونتيسة المعروفة بأسم الكسندرا أوستن.
- عاش السنوات الأخيرة من حياته حتى وفاته إما في منزل الكونتيسة في موسكو أو أثناء زيارته لتاتيانا في ياسنايا بوليانا، وعند وفاة الكونتيسة في عام 1841م، تم نقل رعاية الأطفال إلى أختها في بوشكوف.
- يجدر بالذكر أن تاتيانا قد شعرت بالحزن والأسى، عندما اختطف الأطفال وأخذوا بعيدا إلى بيتهم في كازان، حيث قضى تولستوي معظم طفولته، وعلى الرغم من ذلك، استمر في زيارة مربيته تاتيانا بانتظام في كل صيف.
- ويجدر بالذكر أنه في عام 1844 انضم إلى جامعة كازان، وذلك لدراسة اللغات الشرقية العربية والتركية، وذلك لينضم في النهاية إلى السلك الدبلوماسي.
رفضه للجامعة وشروعه في الكتابة
- من الجدير بالذكر أنه في سبتمبر عام 1844، تم قبول ليو تولستوي كطالب في جامعة كازان، كلية اللغات الشرقية، في قسم اللغتين التركية والعربية.
- حيث إنه اختار ليو تولستوي ذلك الاختصاص لسببين رئيسيين: السبب الأول هو رغبته في أن يصبح دبلوماسيا داخل حدود منطقة الشرق العربي، والسبب الثاني هو اهتمامه بعادات شعوب الشرق.
- رغم اهتمام تولستوي بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يتمكن من التركيز في دراسته، وذلك أثناء كونه طالبا.
- وعلى الرغم من ذلك، انخرط تماما في الحياة الاجتماعية داخل الجامعة، وبعد أن رسب في امتحانات السنة الأولى في الجامعة، قرر تغيير اتجاهه والتحول إلى دراسة القانون.
- وقد بدأت الدراسة في مجال القانون بنجاح كبير، ولكن بعد عام 1847م، قرر تولستوي ترك المدرسة والتعليم دون أن يحصل على شهادة جامعية.
- وقد تم ذلك بعد أن وصلته الأخبار بأن أموال العائلة قد تم توزيعها، مما جعله يرث إقطاعية ياسنايا بوليانا، ويجدر بالذكر أن هذه الإقطاعية كبيرة تضم أكثر من 330 أسرة فلاحية.
- وكان تولستوي رجلا متميزا بمثل عليا، حيث شعر بواجبه الذي يجب عليه العودة إلى إقطاعية ياسنايا لرعاية شؤونه هناك وتحسين أوضاع رعيته من الفلاحين داخل هذه الإقطاعية.
- وقد أعد مذكرات مفصلة حول خططه المستقبلية لكي يحقق وينجز ذلك، وعن رغبته في أن يصل إلى درجة الكمال، وذلك من خلال أداء واجبه وزيادة القراءة.
- ومع ذلك، للأسف، فإن مثاليته النبيلة وشعوره بالمسؤولية لم يثبتا أنهما الصفتان الملائمتان للتعامل مع الفلاحين، فبعد مرور صيفين، اتجه نحو مدينة موسكو ومن ثم انتقل إلى سانت بطرسبرج حيث أصر على الحصول على الشهادة الجامعية.
- بدأ تولستوي يستمتع بالحياة الاجتماعية أكثر من اهتمامه بالتحصيل العلمي، وانخرط في لعب القمار وتراكمت عليه الديون.
شاهد أيضًا: ما اسم مؤلف كتاب لا تحزن ؟
ذهابه مع شقيقهُ إلى القوقاز
- عاد شقيقه نيكولاس، الذي كان يخدم في القوات المسلحة الروسية في القوقاز، إلى بلاده لقضاء إجازته، وعندما عاد إلى مكان عمله، قرر تولستوي مرافقته، وترك رعاية ابنتيه لزوج أخته ماريا.
- بعد أن وصل مع أخيه إلى القوقاز في عام 1851م، أحب مشاهدة المناطق الجبلية الجميلة هناك.
- بعد قضاء 9 أشهر في السفر، انضم إلى الفرقة الروسية القوقازية في المعركة ضد قبائل السهول التتارية، وسجل تجاربه وانطباعاته خلال هذه الفترة الطويلة في حكايته المعنونة `الحرب والسلام`.
- وشاركت في بعض المواجهات العسكرية مع جيش المريدين، الذي كان يقوده الإمام شامل.
- في سن الطفولة، قام بكتابة ثلاثة كتب: (الطفولة) عام 1852م، و (الصبا) عام 1854م، و (الشباب) عام 1857م.
- واستمر في عمله كجندي حتى عام 1855م، حيث شارك في معركة القرم.
- لكنه عاد إلى سان بترسبورج في عام 1855م بعد وقوع سيفاستوبول.
- وأحب بلاد القوقاز وتأثرت حياته بثقافة شعوب القوقاز، وكتب عن تجاربه، ونشرت هذه الموضوعات في الصحف، وألف كتابه (القوزاق) عام 1863م، ويحتوي على العديد من الروايات.
أوروبا وشهرته ككاتب
- وبعد أن اعتزل الخدمة العسكرية، سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بأساليب التدريس هناك.
- عندما عاد إلى مسقط رأسه، انخرط في تنفيذ العديد من النظريات التربوية التقدمية، وذلك من خلال إنشاء مدرسة خاصة لأطفال المزارعين.
- وأسس مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا حيث شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.
- في عام 1857م، زار سويسرا، ومن ثم توجه إلى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة في فترة تمتد من عام 1860م حتى نهاية عام 1861م.
- تلاقى تولستوي بالمزارعين ودرس أساليبهم في العمل ودافع عنهم، ردا على سوء المعاملة من قبل ملاك الأراضي.
موته
- في العشرين من نوفمبر عام 1910م، توفي داخل قرية تعرف باسم استابو، وذلك داخل محطة القطار الخاصة بها، بعد أن هرب من منزله، وبعد ذلك أصيب بمرض الالتهاب الرئوي أثناء رحلته، وكان عمره 82 عاما.
- وقد دفن في حديقة يعرفها باسم ياسنايا بوليانا.
- ولم يتم دفنه وفقا للتقاليد الدينية الأرثوذكسية، لأنه رفض أن يتم دفنه وفقا لتعاليم الكنيسة، أو أن يتم وضع صليب على قبره.
شاهد أيضًا: سخرية سياسية في كتابات روبرت كيوساكي
ومن هنا نكون قد انتهينا من هذا الموضوع عن معلومات عن أحد عمالقة الروائيين الروس مؤلف الحرب والسلام ، وندعوكم إلى زيارة المنصة الخاصة بموقعنا، وذلك للتعرف على المزيد من التفاصيل، التي تتعلق بواحد من عمالقة الروائيين الروس مؤلف الحرب والسلام.
