مظاهر الحياة العقلية لدى العرب في فترة الجاهلية

تصور الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي، الإسلام هو دين التوحيد، دين الأخوة والتعاون، المحبة والمعاملة، دين يجمع الجميع بيد واحدة، فلا يوجد فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.

كما أثر الأخير على العرب، بل وأحدث انقلابًا دينيًا ثقافيًا اجتماعيًا، حتى أنه مس علومهم وآدابهم، تابعوا موقع مقال للتعرف على مظاهر الحياة العقلية عند العرب في العصر الجاهلي.

العصر الجاهلي

فترة ما قبل الإسلام، المعروفة أيضا بالعصر الجاهلي، استمرت لمدة تقريبية قرن ونصف القرن، وسمي “الجاهلي” بسبب انتشار الجهل بالدين والمعرفة في تلك الفترة.

الجاهلية هي مفهوم إسلامي يشير إلى الفترة والحالة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام في عام 610 م.

غالبا ما يتم ترجمته بأنه `العصر الجاهلي`، ويشير مصطلح الجاهلية إلى الجهل أو الغباء والعدم المعرفة، والتصرف بطريقة غير حكيمة.

في العصر الحديث، استخدم العديد من المفكرين الإسلاميين هذا المصطلح لينتقدوا ما اعتبروه طبيعة غير إسلامية.

تنطبق مصطلح الجاهلية في العالم الإسلامي على الحياة العامة والخاصة، وفي الاستخدام الحالي، يشير إلى الحداثة العلمانية.

تابع أيضًا: معلومات عن شعراء العصر العباسي بالأسماء

لفظ الجاهلية في القرآن

مصطلح `الجاهلية` مشتق من جذر لفظي يعني الجهل أو الغباء، والتصرف الطائش.
الحجة الأساسية هي أن النهاية في العربية القديمة تدل على اسم الجمع الجماعي، وليس الاسم المفرد، كما فهمت كلمة الجاهلية فيما بعد.

في القرآن، يتم استخدام مصطلح `الجاهلية` في عدة مواضع، وعادة ما تستخدم الترجمات مصطلحات مختلفة لتمثيله، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم:

  • وأربطوا في بيوتكم ولا تتبرجن مثل تبرج الجاهلية الأولى، وأقموا الصلاة وأدوا الزكاة، وأطيعوا الله ورسوله. إنما يريد الله أن يذهب عنكم النجاسة أهل البيت ويطهركم تطهيرا” [الأحزاب – 33].

حالة العرب الدينية في العصر الجاهلي

يشتمل = “الدين في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام على المعتقدات الأصلية للحياة، بالإضافة إلى المسيحية واليهودية والمندائية والديانات الإيرانية، مثل الزرادشتية والميثرية والمانوية.

قبل الإسلام، كانت عبادة الأصنام الشكل السائد في شبه الجزيرة العربية، حيث كان الناس يكرمون الآلهة والأرواح.

كانت العبادة موجهة إلى العديد من الآلهة والإلهيات، بما في ذلك هبل وآلهة اللات والعزى ومنات، في المزارات والمعابد المحلية.

مثل الكعبة في مكة المكرمة، والآلهة التي تعظم ويتم استدعاؤها من خلال مجموعة متنوعة من الطقوس، بما في ذلك الحج والعرافة، وأيضا طقوس التضحية.

علاوة على ذلك، يعزى الكثير من الوصف المادي لآلهة ما قبل الإسلام إلى الأصنام، خاصة الأصنام الواقعة بالقرب من الكعبة، ويقال إن هناك حوالي ٣٦٠ منها.

تم تمثيل الديانات الأخرى بدرجات متفاوتة أقل، وذلك نتيجة تأثير الإمبراطوريات الرومانية والأقسام الساسانية المجاورة للمجتمعات المسيحية في الشمال الغربي.

يقع الجزء الشمالي الشرقي والجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتكون تأثيرات المسيحية فيه أقل، لكنها تشهد بعض التغيرات في بقية شبه الجزيرة.

باستثناء النسطوري في الشمال الشرقي والخليج الفارسي، المسيحية الميتافزيقية كانت السائدة.

تحولت شبه الجزيرة إلى وجهة للهجرة اليهودية منذ العصر الروماني، مما أدى إلى وجود مجتمع يهودي متناثر يتكامل مع المجتمع المحلي.

بالإضافة إلى ذلك، تسبب تأثير الإمبراطورية الساسانية وجود الديانات الإيرانية في شبه الجزيرة.

وهناك أدلة تشير إلى وجود الزرادشتية في الشرق والجنوب، بينما تشير بعض الأدلة إلى أن الطائفة المانوية أو ربما المزدكية كانت ممارسة في مكة المكرمة.

شاهد أيضًا: موضوع عن الأدب في العصر العباسي

حالة العرب الاجتماعية في العصر الجاهلي

يركز العرب في فترة العصر الجاهلي على شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة فقيرة بالمياه ومحاطة بالصحارى من كل الاتجاهات.

لم يكن لديهم سوى التكيف مع بيئة قاسية، حيث كانت الإبل والماشية هما رفقتهما الوحيدة، حتى أنهم لم يعرفوا حياة المدينة والاستقرار.

كانوا يعيشون في قبائل منفصلة، ويعيش معظمهم حياة الرحلة، وكانوا يعملون في التجارة والرعي والحرف الصناعية لتأمين سبل عيشهم.

في العصر الجاهلي، كان الجبان مستضعفا في وسط قومه، حيث كانت الشجاعة والنسب هما معايير التمييز.

بالإضافة إلى ذلك، تميز الجاهلون بالكرم وحسن الضيافة، خاصة مع الحجاج.

وذلك بسبب الوضع الجغرافي الاجتماعي وتزايد النزاعات والحروب.

حالة العرب الثقافية في العصر الجاهلي

كان للجاهليين معارف ومعلومات، ولكنها كانت محدودة ومتناسبة مع البيئة الصحراوية، ومن هذه المعارف التي كانت تتمتع بها العرب في الجاهلية.

حيث يستخدمون الأعشاب والشعوذة في مجال الطب، ويستخدمون النجوم كدليل لسير قوافلهم وتحديد مواقعهم.

ومع ذلك، ما اشتهر به الجاهليون ونبغوا فيه هو الأدب.

حيث يشتهرون بلباقتهم في الكلام، ولذلك يتحداهم القرآن الكريم في أبرز صفاتهم وهي `البلاغة`.

ومن الأخلاق التي تميزت بها العرب في ذلك الوقت هو الشعر. وبينما كانت الأمم تهتم بالبناء وإنشاء القصور لنقل حضارتها.

حيث اعتبر الجاهلون الشعر وسيلة للحفاظ على إنجازاتهم ونقلها للأجيال القادمة، استخدموه في كل شيء من:

وصف المشاهد القديمة والبيئة المحيطة، والاعتزاز بالشجاعة والمهارة في ركوب الخيل، وتخصيص جزء منه للثناء والتمجيد والإعجاب.

وكان من أبرز مخلفاتهم “المعلقات السبع”.

حالة العرب عند ظهور الإسلام

مع ظهور الإسلام، تم حظر العديد من المعتقدات مثل عبادة الأصنام، وتم تهميش بعض الآداب بسبب عدم توافقها مع الدين الجديد، مثل السب والغزل.

عندما تم إدخال مصطلحات دينية من القاموس إلى الشعر العربي في شكل اقتباسات، ساهمت في إلهام الشعراء بالشعر.

في الجانب المقابل، ساهم الإسلام في ولادة فن الخطابة، مدعما للنثر على حساب الشعر.

قد يهمك: معلومات عن حاتم الطائي في العصر الجاهلي pdf

في العصر الجاهلي، كانت نماذج الحياة العقلية للعرب مختصرة، حيث كانت بعض القبائل العربية البدوية تتمتع بتكوين اجتماعي قوي وقواعد اجتماعية محددة، وكانت ثقافتهم ترتكز على الأسرة وتعتمد على معتقدات دينية بدائية.

مظاهر الحياة العقلية لدى العرب في فترة الجاهلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *