فيما يتعلق بقضاء الصلاة الفائتة عند دخول وقت صلاة أخرى، هناك اختلاف في آراء العلماء. هناك من يرون أنه يجب ترتيب قضاء الصلوات في التسلسل الزمني، وهناك من يرون أن الترتيب المناسب هو المستحب فقط وليس ملزما، وبالتالي يمكن قضاء الصلاة المفروضة بعد أداء الصلاة الحالية في وقتها.
ويختلف الحكم بناء على ما إذا كان المسلم يصلي بمفرده أم مع الجماعة في المسجد، وسنستعرض الحكم بالتفصيل اليوم.
حكم تأخير الصلاة عن وقتها
الصلاة هي ركن من أركان الإسلام الأساسية التي يجب على المسلم القيام بها، وهي تعتبر الفاصلة بين المسلم والكافر، لذا فإن أحكام الصلاة، بما في ذلك قضاء الصلاة المفروضة إذا فاتت في وقتها، تعد مهمة لكل مسلم
- تأخير أداء الصلاة المفروضة عن وقتها المخصص في اليوم بدون عذر، يعتبر من الكبائر.
- والعذر له في النوم، حيث يغيب عن عقل الشخص ولا يستطيع الشعور بدخول وقت الصلاة.
- على سبيل المثال، في حالة الزهايمر يمكن أن ينسى الشخص الأشياء، أو قد يكون مشغولا بأمور تمنعه من التركيز أثناء الصلاة.
- صلاة العصر تأتي بالتحديد، دون الصلوات المفروضة الأخرى.
- تناولت الكثير من النقاشات والآراء التي تحظر على المسلم تأجيلها عن الوقت المحدد لها.
- يتم ذكر في كتاب الصحيحين الحديث `من يفوته صلاة العصر، فكأنما فقد فرصة عظيمة للصلاة`.
- يحذر المسلمين من تجاهل صلاة العصر عمدا.
- تحذيرا من إصابته في أفراد أسرته وثروته عندما يتعرض لمصيبة الفقدان ومصيبة سعي الانتقام عن هذا الفقد.
- وفقا للحديث `من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله`.
- ويؤكد هذا على أهمية أن يؤدي المسلم صلاة العصر في وقتها لكي لا يفقد أجر الأعمال الصالحة التي يقوم بها.
- وفقا لابن تيمية، يؤكد أن تأخير الصلاة غير مشروع شرعا، حتى إذا كان السبب هو الجهاد والقتال.
- ومع ذلك، سمح أبو حنيفة بالجهاد والانشغال بالقتال، ثم يصلي.
- إذا كنت تفوتين الصلاة بدون عذر شرعي، فهذا يعتبر إثما على المسلم.
- والشخص الذي يقوم بفعل كبيرة بتأخير وتفويت الصلاة يجب أن يتعرض للقضاء والتوبة.
- وذلك عن طريق الندم والاستغفار والعزم على عدم تكرار الأمر.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء؟
قضاء الصلاة الفائتة
تحث آيات سورة النساء، بالتحديد الآية رقم 103، على أن الصلاة فرض على المسلمين في أوقات محددة يوميا، ومن هذا التفسير ينتج أن الشخص يذنب إذا ترك الصلاة بدون عذر، وفيما يلي نستعرض أحكام قضاء الصلاة المفروضة الفائتة
- نصح النبي محمد بأنه من الضروري أداء الصلاة المفروضة السابقة قبل الصلاة التي تليها.
- وصى بضرورة ترتيب أداء الصلوات، وفقا للحديث المذكور في الصحيحين.
- جاء عمر بن الخطاب يوم الخندق بعد غروب الشمس، حسب ما ذكره جابر بن عبد الله.
- فجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قال: يا رسول الله،
- كنت لا أقرأ العصر حتى تقريبا يغرب الشمس.
- فقال النبي: “والله ما صليتها”، لذلك ذهبنا إلى بطحان وتوضأ للصلاة.
- وتوضأنا لها، ثم صلى العصر بعد غروب الشمس، ثم صلى المغرب بعدها.
- يبين الحديث أن النبي أدى صلاة العصر قبل صلاة المغرب الحاضرة.
- عند نسيان وقت الصلاة بسبب انشغالي مع الكفار والمشركين.
- وبناء على هذا، يجب على المسلم أداء الصلوات المفروضة المفتوحة إذا دخل وقت الصلاة الأخرىقبل الحاضرة.
- في حالة كان الوقت يتسع لإقامة كلاهما.
- حيث أن الترتيب واجب شرعًا.
- ومع ذلك، هناك قاعدة أخرى تتعلق بترتيب الصلوات الفائتة التي تؤدي إلى تأخير أداء الصلاة الحالية عن موعدها.
اقرأ أيضًا: موعد صلاة قيام الليل
أداء الصلاة المفروضة المتأخرة عند دخول وقت الصلاة الأخرى
تختلف آراء علماء الدين حول حكم أداء الصلاة المفروضة إذا فات وقتها ودخل وقت الصلاة الأخرى، وفيما يلي نستعرض الأحكام المتوثقة بأسماء العلماء:
- ذكر في كتاب فتح الباري، لابن رجب الحنبلي، أن من يشعر بضيق الوقت لأداء الصلاة المفروضة في وقتها الحالي.
- يجب عليه أن يبدأ بأداء الصلاة الحالية أولا ثم يقضي على الصلاة المفروضة السابقة.
- لكي لا تفوت الصلاة الحالية وتصبح في حكم الفائتة أيضا.
- ويشير ذلك إلى أنه إذا دخل وقت صلاة المغرب، ويتذكر المسلم عدم أداء صلاة العصر بسبب النوم أو النسيان بسبب شغل البال.
- يجب على المسلم أن يؤدي صلاة المغرب أولا بسبب إذان العشاء.
- ويدخل وقتها خلال وقت قصير بعد صلاة المغرب.
- ثم يقضي صلاة العصر لكي لا يفوته صلاة المغرب مثل صلاة العصر.
- ويوافق هذا الحكم جميع هؤلاء العلماء: الثوري، أبو حنيفة، ابن المسيب، الحسن، الشافعي.
- أكد الشافعي أن الترتيب مستحب وليس واجبا.
- وأكد أن التأخير في أداء الصلاة الحالية يعتبر خطيئة للمسلم.
- أما الحكم الآخر، فهو استنادا إلى آراء العلماء النخعي ومالك والزهري والليث.
- ويشير إلى أن الترتيب واجب، وعلى المسلم أن يبدأ بأداء الصلوات المفروضة بعد قضاء الصلوات المفتوتة.
- ثم تأكدي من الحاضرة ولا يتأثر الترتيب في حالة تأخر الصلاة الحاضرة عن موعدها بسبب الخوف.
كيفية أداء الصلاة المفروضة المتروكة في نفس اليوم
كيف يصلي المسلم صلاة مفروضة متأخرة إذا كان في المسجد؟ هل يصلي الصلاة الحالية جماعة مع المصلين؟ أم يبدأ بالصلاة المفروضة المتأخرة ثم يصلي الصلاة الحالية بمفرده؟
- يتفق العلماء في الرأي التالي، على أنه يجب على المسلم أن يصلي الصلاة الحاضرة جماعة في المسجد.
- بعد ذلك، يجب عليه أداء الصلاة المفروضة الفائتة بمفرده.
- لكن العلماء يختلفون حول إعادة تنظيم الصلاة الحالية للحفاظ على ترتيب أداء الصلوات.
- حيث يتفق الشافعي وابن عباس على عدم إعادة الصلاة.
- حيث أن الله لم يفرض على العيد أن يصلي صلاة واحدة مرتين على التوالي.
- ومع ذلك ، يؤيد ابن عمر وأبو حنيفة ومالك إعادة صلاة الجماعة.
- بهدف عدم إسقاط ترتيب الصلوات.
- في حالة نسيان أداء صلاة مثل صلاة المغرب، والذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء.
- ثم تتذكر أداء صلاة المغرب، فمن واجب المسلم أن يصلي المغرب في الوقت المحدد.
- وعدم إعادة صلاة العشاء.
- وذلك تبعا للآية رقم ٢٨٦ من سورة البقرة، `ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا`.
ما هو حكم من يشك في أداء الصلاة أم لا
هناك حالات لا يتمكن المسلم فيها من تذكر ما إذا أدى الصلاة السابقة أم لا، وفي هذه الحالات نذكر حكم قضاء الصلاة التي فاتت في حالة الشك حول أدائها أم لا:
- أولا، إذا كانت عادات هذا المسلم تتسم بالتساهل في تأخير الصلوات وتفويتها وضياعها عن وقتها.
- عليه قضاء الصلاة الفائتة قبل الحاضرة.
- وتنطبق عليه آراء العلماء المذكورة بشأن تفويت الصلاة بشكل عام.
- ثانيا، إذا كانت عادات هذا المسلم تتضمن أداء كل صلاة في وقتها المحدد.
- عليه أن يتخلص من هذا الشك الذي يكمن في داخله ويركز فقط على أداء الصلاة الحالية.
- في الحالة هذه، ثالثا، إذا كان الشخص يقوم بالصلاة ويحافظ عليها في بعض الأوقات، ويتأخر ويفوت الصلاة في أوقات أخرى.
- يحق له اختيار القضاء أو عدم القضاء، وذلك يعتمد على الاحتمالات.
- هل لديه اليقين بأنه نسي الصلاة وبالتالي يقضيها، أم أن هذه مجرد وساوس داخله وظنون لا يلتفت لها ولا يقضيها.
شاهد من هنا: هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة بيوم؟
في النهاية، الصلاة هي العهد الذي يفصل بين المسلم والكافر المشرك، لذا يجب علىنا أن نبذل جهدا لتجنب الأسباب التي تؤدي إلى ترك الصلوات وتفويتها وأن نحترس منها.
من المعروف أن تأخير الصلاة يعتبر خطيئة، وبناء على آراء العلماء وآيات الكتاب والأحاديث النبوية، يجب أن يكون الأولوية لقضاء الصلاة التي فاتت عندما يحين وقت الصلاة الأخرى، مع مراعاة ترتيب أداء الصلوات.
