شرح قصيدة زهير بن أبي سلمى

شرح معلقة زهير بن أبي سلمى، زهير بن أي سلمى، أحد عمالقة الشعر في العصر الجاهلي، كما أنه واحد من ضمن ثلاث شعراء تربعوا على عرش شعراء العرب. وأبرز ما قدم في حياته الشعرية هي معلقته التي كتبها في نهاية الصراع بين قبيلة ذبيان وقبيلة عبس.

من خلال تفسير معلقة زهير بن أبي سلمى سنتعرف على الحكاية التي جرت بينهما، لذا سنتعرف من خلال هذه المقالة على تفسير معلقة زهير بن أبي سلمى وبعض المعلومات عن الشاعر وحياته.

زهير بن أبي سلمى

قبل أن نشرح معلقة زهير بن أبي سلمى، يجب أن نعلم أن زهير كان شاعرا جاهليا ولم يعتنق الإسلام، وتوفي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومع ذلك، كان يقال دائما عنه أنه يتمتع بالأخلاق الحسنة وكأنه قد تعلم تعاليم الإسلام، فكان صادقا في قوله ووفيا في وعده.

يحب الخير لمن حوله، ولا يقع في الأفعال السيئة والمنكرات، ويدعو في قصائده إلى اتباع الأخلاق الحسنة.

وكان موحدا لله عز وجل، وظهر ذلك في قصائده التي كانت تعكس روحه الدينية. قال في إحدى المرات:

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله

رجال بنوه من قريش وجرهم

يمينا لنعم السيدان وجدنما

على كل حال من سجيل ومبرم.

شاهد أيضًا: شعر عن جمال العيون وسحرها

شرح معلقة زهير بن ابي سلمى

حدثت حرب دموية في العصر الجاهلي بين قبيلة ذبيان وقبيلة عبس.

وقام بعض الأشخاص بعمل صلح بين هاتين القبيلتين، أما زهير فقد كتب معلقة يمدح فيها ويمجد الفعل الذي قام به هؤلاء المصلحين.

لأنهم كانوا سببا في استعادة الدماء واستعادة الأمن والأمان والسلام والاستقرار.

في شرح معلقة زهير بن أبي سلمى ستلاحظ أن زهير يقدم المواعظ والحكم التي تتحدث عن حرمة إراقة الدماء وتحقيق السلام.

تتألف معلقة زهير من 59 بيتا تم تقسيمها إلى خمسة أقسام، وسنتعرف على هذه الأقسام في شرح معلقة زهير بن أبي سلمى.

القسم الأول من معلقة زهير الأطلال

كما فعل الشعراء في عصر الجاهلية، يبدأ زهير معلقته بالحديث عن أطلال حبيبته التي فارقها منذ عشرين سنة، ويصف ديارها التي أصبحت بعدها خرابا لا يحوي حياة، وماتت فيها الظباء والأبقار.

وبسبب تغير حالتها الشديدة، لم يعد بإمكانها أن تعرف إلا بعد أن ينظر إليها لفترة طويلة”، وقال زهير وصفا لهذه الحالة:

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ

بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ

وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا

مَرَاجِعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

القسم الثاني من معلقة زهير الظغائن

بعد أن وصف زهير أطلال بيت حبيبته.

وصف الوقت الذي ذهب فيه وكانت فيه ساعة الرحيل، وكان ذلك قبل شروق الشمس.

ووصف من خلالها بهاء راحلتها وموكبها.

وكما مرت أمام عينيه بفخامة، وصفت الأقمشة التي كانت تحيط بالموكب بأنها فاخرة وثمينة، وصفها قائلا:

بَكَرْنَ بكورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسحْـرَةٍ

فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ

جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ

وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ

الجزء الثالث من قصيدة زهير يمدح أولئك الذين سعوا للمصالحة

بدأ زهير في الجزء الثالث من قصيدته بالحديث عن الغاية الأساسية لمعلقته.

إشادة بالأفراد الذين اتخذوا مسار السلام بين قبيلتي ذبيان وعبس.

وبدأ يمدح ويثني على الجهود التي بذلوها من أجل نشر السلام.

وتحقن الدماء وخص في شعره مدح شخصين من القبيلتين قاموا بكفالة دية القتلى من الجانبين وقال فيهم زهير:

يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا

تَفَـانَوْا وَدَقوا بَيْنَهمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

الجزء الرابع من قصيدة زهير يتحدث عن المتخاصمين

في الأبيات التالية، بدأ زهير في توجيه حديثه إلى القبيلتين المتخاصمتين.

وحثهما على التزام الصلح والابتعاد عن محاولة خداعه، لأن الله سبحانه وتعالى سيكون شاهدا على ذلك.

وبدأ في إخبارهم بالمصائب والمآسي التي تسببها الحروب للشعوب، وحذرهم من الوقوع في هذه المصاعب وإحداث الفوضى بين القبيلتين مرة أخرى، ونصحهم بالحفاظ على هذا السلام وأعرب عن ذلك قائلا:

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً

وَذبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتم كلَّ مقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتمنَّ اللهَ مَا فِي صدورِكمْ

لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

القسم الخامس من معلقة زهير الحكمة

في نهاية مقاله، بدأ في سرد الأمثال والمواعظ، وتحدث في أحدها عن عدم قدرة الإنسان على الهروب من مصيره الذي كتبه الله له وخوفه من الموت الذي لن يتجنبه حتى لو تمكن من الصعود إلى السماء عبر سلم. وقال في ذلك:

وَمَنْ هَابَ أسبابَ الْمَنايا يَنَلْنَهُ

وإنْ يَرْقَ أَسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ

في منزل آخر، تحدث عن الشخص الذي يمتلك ثروة كبيرة ولكنه يحتفظ بها ولا يتصدق بها على أقرانه، وانتقد هذا الفعل ووصفه بأنه سيء حيث قال:

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفضْلِهِ

على قَوْمِهِ يُسْتَغنَ عنهُ وَيُذْمَمِ

اقرأ أيضًا: شعر جميل وقصير

شرح البيت الأول من معلقة زهير

قال زهير في أول أبيات معلقته :أمن أو أكمل دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم

تعني كلمة الدمنة المنازل التي أظلمت بسبب هجران أصحابها لها وتراكم الرماد عليها. أما حومانة الدراج والمتلثم، فتعني هل هو يأمن منزل حبيبته التي وصفها في المعلقة أم أنه أكثر وفاء.

وعندما قالت `لا`، فهي تعني بذلك أن الحرف الساكن إذا لم نستطع تحريكه، فسنقوم بكسره.

وكان هذا الكلام يعني الشك الذي شعر به في قلبه عندما رأى التغير الكبير في حالة البيوت حتى لم يتعرف عليها.

شرح البيت الثاني من معلقة زهير

ثاني أبيات معلقة زهير يقول فيه: وتدور حولها بالرقمتين كما لو كانت وشوما في نواشف المعصم، وفي هذا البيت لا يزال زهير يصف حالة الشك التي واجهها هل هذا هو بيتها أم لا.

وشبه الرسوم التي رأها هناك بوشم اليد.

وعندما قال لها بالرقمتين، أي أن لديها منزلين في هذا المكان.

ولكن تحدث عن واحد منهما لتجنب الالتباس في كلمته.

شرح البيت الثالث من معلقة زهير

يقول زهير في ثالث أبيات المعلقة: بها العين والأرام يسيرون خلفها، وأعداؤها يقفزون من كل مكان.

ويقصد زهير في هذا البيت وصف الحيوانات التي كانت تعيش هنا.

يقولون إن البقرة كانت لها عيون واسعة، والظباء تعود إلى أمها للرضاعة.

شرح البيت الرابع من معلقة زهير

بدأ زهير البيت الخامس بقوله: وقفت بها بعد عشرين حجة: إذا عرفت المكان بعد تأمل والحجة هنا تشير إلى السنوات، وكلمة `فلأيا` تعني المشقة والجهد.

وما يقصده زهير في هذا البيت هو أنه عاد إلى منزل حبيبته التي يسميها أم أوفى بعد مرور عشرين عاما.

وعلى الرغم من حالته المتوجسة والتوهم، استطاع التعرف على منزلها.

وقد بذل مجهودا كبيرا ليثبت حقيقة وجوده في داره.

توصل إلى ذلك عن طريق الأعلام التي كانت تحيط بمنزلها.

شاهد من هنا: معلقة عنترة بن شداد كاملة

تعرفنا من خلال هذه المقالة على شرح قصيدة زهير بن أبي سلمى وبعض المعلومات الأخرى حول هذا الشاعر العظيم.

هو الشاعر الذي كتب العديد من الأبيات الرائعة التي تحمل الكثير من المعاني، وتطرقنا أيضا إلى كل قسم من أقسام معلقة زهير بشكل فردي.

شرح قصيدة زهير بن أبي سلمى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *