هل يمكن للنساء الحج بدون مرافق؟ يعرض لكم موقع مقال مقالة حول هذا الموضوع، إذ يعتبر سؤالا يطرحه العديد من النساء اللاتي يرغبن في أداء فريضة الحج، والسؤال هو: هل يجوز للنساء الحج بدون محرم؟ وتعتمد إجابته على عوامل عدة التي سنعرضها لكم فيما يلي.
هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟
- أصدرت دار الإفتاء قرارا يتعلق بسؤال حول جواز حج المرأة بدون محرم. يؤكد القرار على جواز خروج المرأة في رحلة بدون وجود محرم، شريطة أن تضمن سلامتها خلال ذهابها وعودتها.
- ومن الشروط أن تضمن عدم إيذاءها في ظهورها ودينها.
- وروى البخاري حديثا عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بموضوع هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم ونص هذا الحديث هو:
- إذا استغرقت حياتك طويلا لترى الظعينة -أي السفر- فتجولي بلا حيرة حتى تزوري الكعبة دون خوف من أي شخص سوى الله.
- وقد ذكر الإمام أحمد ابن حنبل رواية أخرى، وهي:
- «وحلف بنفسه بالله أن يريد الله هذا الأمر حتى تخرج المشكلة من حالة الحيرة وتجوب البيت بدون أن تكون بجوار أي شخص».
- واستنادا إلى هذا الحديث، اعتمد العلماء رأي جواز سفر المرأة بمفردها إذا كانت آمنة على نفسها ومالها.
- أكد الفقهاء أن الأحاديث الأخرى التي تمنع المرأة من السفر بمفردها، تستثنى في حالة وجود الأمان.
- نظرا لانتشار خطر السفر وحدها في العصور السابقة على المرأة، فإنه إذا شعرت بالأمان، يمكنها السفر، وإلا فلا.
- قد أفتى سماحة الدكتور علي جمعة بفتوى تتعلق بسؤال هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم تسمح بسفر المرأة بدون محرم.
- بشرط أن يكون بصحبتها مجموعة من النساء الموثوق بهن، إلى جانب وجود رفقة آمنة.
اقرأ أيضا للتعرف على: تقرير عن الحج وأركانه
العلماء الذين أقروا بجواز سفر المرأة بدون محرم
- ذكر أبو الحسن بن بطال في كتاب شرح البخاري قول الإمام الشافعي ومالك والأوزاعي، وهو كما يلي.
- يجوز للمرأة أن تخرج بدون محرم إذا كانت تنوي أداء فريضة الحج، وذلك في حالة وجود مجموعة من النساء الموثوق بهن ورفاق يؤمنون على أنفسهن معها، وهذا هو رأي الجمهور من العلماء أيضا.
- ويؤكد هذا الرأي أيضا أن ابن عمر رضي الله عنه كان يأخذ بعض نساء جيرانه معه في رحلة الحج.
- أشار الإمام الحسن إلى أن المسلم بشكل عام يعتبر محرما، وقد يكون الغير محرم في بعض الأحيان أكثر قوة وأفضل من المحرم.
- وأيضا، أقر بهذا الرأي الإمام ابن سيرين ومعه الحسن وسعيد بن جبير.
- في زماننا الحالي، سفر المرأة بشكل عام مسموح به.
- وهي ليست محرمة، سواء كانت هذه السفرة واجبة عليها أم مباحة لها.
- ذلك لأننا نختلف عن العصور القديمة، حيث كانت وسائل الأمان غير موجودة.
- أعرب الإمام الباجي المالكي عن رأيه في كتاب المنتقى شرح الموطأ قائلا ما يلي.
- بعض أصحابنا اتخذوا رأيا مخالفا، ولكن ذلك ينطبق في حالة انفراد المرأة أو صحبتها لعدد قليل.
- في حالة الأعداد الكبيرة والطريق العامر الآمن.
- لذلك، يعتبر كل هذا بالنسبة لي مثل البلدة التي تشتهر بها الأسواق والتجار المنتشرين في جميع أنحائها.
- وهذا يعني أن الأمان حينئذ يتحقق للمرأة بدون حاجتها لمحرم أو حتى امرأة مثلها.
- وقال بهذا الرأي أيضًا الإمام الأوزاعي.
- ثم ذكر الإمام الحطاب المالكي في كتاب مواهب الجليل شرح مختصر خليل ما يلي:
- أن الإمام الباجي حكم بعدم الجواز في حالة الأعداد القليلة.
- وفي ذلك يقول `والحكم مقيد عندي بتفرد المرأة أو عدم تسهيل أعداد كبيرة`.
- ومع ذلك، إذا كان العدد ضخما بما يكفي ليصف بأنه قافلة، فإن الأمر يختلف في هذه الحالة.
- يستطيع المرأة في ذلك الوقت السفر بدون محرم، انتهى.
- ذكر هذا الرأي بواسطة العالم الزناتي في كتابه شرح الرسالة، حيث يعتبر الرأي الأقوى والأكثر توافقا مع المذهب، والله أعلم.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: بحث كامل عن الحج مع مقدمة وخاتمة
الأدلة التي استند إليها في الجواز
- استدل أصحاب هذا الرأي بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خرجن لأداء فريضة الحج بعد وفاته، وذلك في عهد الفاروق عمر بن الخطاب.
- وقد أرسل سيدنا عثمان بن عفان برفقتهن، وكانت مهمته رضي الله عنه الحفاظ عليهن.
الأدلة التي استند إليها من قال بعدم الجواز
- رأى بعض العلماء أنه غير مشروع للمرأة أن تسافر في رحلة دون أن يرافقها ذو محرم، وذلك استنادا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم `لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم`.
- وأعلن هذا الفريق من الفقهاء أنه مسموح للمرأة السفر برفقة، ولكن هذا وجهة نظر مترددة، والأقرب هو قوله صلى الله عليه وسلم `لا تسافر المرأة إلا مع من يحرم عليها`.
- واستدلوا أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم: `لا يجوز للمرأة المؤمنة بالله واليوم الآخر أن تسافر مسافة يوم وليلة إلا بمحرم.
- وهناك أحاديث أخرى ذكرت من قبل أصحاب هذا الرأي، مثل `لا ينبغي لرجل أن يكون وحده بامرأة إلا إذا كان برفقة محرم، ولا يجب على المرأة السفر إلا برفقة محرم`.
- فقام رجل فقال: يا رسول الله، زوجتي تحتاج إلى الخروج لقضاء حاجتها، وأنا مسجل في غزوة كذا وكذا، فقال: `انطلق واحج مع زوجتك`.
- وفقا لأصحاب هذا الرأي، إذا قامت المرأة بأداء فريضة الحج الواجبة عليها دون وجود محرم.
- فالحج صحيح، وبإذن الله مقبول.
- ومع ذلك، ارتكبت الخطيئة وخالفت السنة، وبالتالي عليها أن تتوب إلى ربها وتلتزم بسنة نبيها.
- ولا تقوم بتكرار هذا الفعل مرة أخرى، والله هو الأعلى والأعلم.
كما أدعوك للتعرف على: بحث عن الصحابي الذي أدى الحج بالسرية التامة
وبهذا تم ذكر كل ما يتعلق بموضوع هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم، وآراء العلماء المختلفة.
ويجب أن نشير إلى أن الآراء السابقة تخص الفريضة فقط، والله أعلم.
