ما السبب وراء تسمية الموت الأسود وما هي أسبابه

ما هو السبب وراء اطلاق عبارة `الموت الأسود` وما هو؟، ينتشر المرض الذي يخشاه الكثيرون منذ قرون، والمعروف بـ `الموت الأسود`، حيث يؤدي لوفاة الملايين، والعدوى البكتيرية لاتزال حية، وفي هذا اليوم سنتعرف على هذا المرض وأسباب تسميته بـ `الموت الأسود`.

الموت الأسود

  • يعد الطاعون، المعروف أيضا بالموت الأسود، واحدا من أخطر الأمراض في تاريخ البشرية، ويحتل المرتبة الثانية بعد الجدري.
  • توجد العدوى البكتيرية بشكل رئيسي في القوارض والبراغيث المرتبطة بها، وينتقل الطاعون بسهولة إلى البشر ويظل في اتصال وثيق.
  •  انتشار الطاعون هو واحدة من أشهر الأوبئة في التاريخ، مما يثير المخاوف من استخدام الطاعون كسلاح بيولوجي في الوقت الحاضر.

شاهد أيضًا: طرق انتقال مرض الطاعون

ما هو سبب تسمية الموت الأسود ولماذا؟

  • على مر العصور، استمرت الطاعون في الانتشار بسبب غموضه، وكانت تحوم حوله الخرافات، ولكن الملاحظات المحددة والتطورات العلمية ساهمت في الكشف عن الجاني الحقيقي. في عام 1894، اكتشف ألكساندر يرسين البكتيريا المسببة للطاعون، وهي يرسينيا بيستيس.
  • بكتيريا الطاعون (بيستيس) هي بكتيريا شديدة الخطورة ذات شكل قضيبي، تعمل على تعطيل جهاز المناعة للمضيف من خلال حقن السموم في خلايا الدفاع المكلفة بكشف الالتهابات البكتيرية، وبمجرد القضاء على هذه الخلايا، يمكن للبكتيريا أن تتكاثر بلا عوائق.
  • تعمل العديد من الثدييات الصغيرة كمضيفين للبكتيريا، مثل الفئران والسناجب وكلاب البراري والأرانب والسناجب، خلال دورة الإنزيم، يمكن لفصيلة البكتيريا الحلزونية أن تنتشر بنسب منخفضة ضمن مجموعات القوارض، وغالبا ما لم يتم اكتشافها لأنها لا تسبب تفشي المرض.
  • عندما تنتقل البكتيريا إلى أنواع أخرى خلال دورة الأمراض الوبائية، يتعرض الإنسان لمخاطر أكبر للإصابة بجراثيم الطاعون.
  • لقد اعتبرت الفئران لفترة طويلة المسبب الرئيسي لانتشار الطاعون، بسبب ارتباطها الوثيق بالبشر في المناطق الحضرية، ولكن اكتشف العلماء مؤخرا أن البراغيث، وتحديدا النوع Xenopsylla cheopis المتواجدة على الفئران، هي المسبب الأساسي لإصابة البشر بالطاعون. عندما تموت الفئران بسبب الطاعون، تنتقل البراغيث إلى مضيف جديد، تلدغه وتنقل العدوى. يحدث أيضا انتقال العدوى عن طريق معالجة الأنسجة أو الدم من حيوان مصاب بالطاعون.

أشكال مرض الموت الأسود

  • الطاعون الدبلي، وهو شكل المرض الأكثر شيوعا، يشير إلى العقم الليمفاوي المؤلم الذي يظهر حول الفخذ أو الإبط أو الرقبة، وتصبح الجروح الجلدية سوداء، مما يجعله يعرف بـ `الموت الأسود`، وتشمل الأعراض الأولية لهذه المرحلة المبكرة القيء والغثيان والحمى.
  • الطاعون الرئوي، أحد أنواع العدوى الأكثر شيوعا، هو مرحلة متقدمة من الطاعون ينتقل إلى الرئتين، خلال هذه المرحلة ينتقل المرض مباشرة من شخص لآخر، عن طريق جزيئات محمولة بالهواء تسعلها الرئة الخاصة بالشخص المصاب.
  • إذا لم يتم علاج الطاعون الدبلي والتهاب الرئة، فقد يتطوران إلى الطاعون الإنتاني، مما يؤثر على مجرى الدم، وإذا تركت دون علاج، فإن الطاعون الرئوي والإنتاني يؤديان إلى وفاة ما يقرب من 100 بالمائة من المصابين.

شاهد أيضًا: آلية تطور مرض الطاعون في جسم الإنسان

انتشار الطاعون

  • حدثت ثلاثة أوبئة معروفة بشكل خاص قبل اكتشاف سبب الطاعون، كانت أول أزمة موثقة جيدا هي طاعون جستنيان، الذي بدأ عام 542 ميلادية وأطلق عليه اسم الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، حيث قتل الوباء ما يصل إلى 10000 شخص يوميا في القسطنطينية (إسطنبول الحديثة، تركيا)، وفقا للمؤرخين القدماء.
  • تشير التقديرات الأخيرة إلى أن نصف سكان أوروبا، أي ما يقرب من 100 مليون حالة وفاة، تم القضاء عليهم قبل انحسار الطاعون في سبعينيات القرن الماضي.
  • يمكن القول بأن أكثر أنواع انتشار الطاعون هو ما يسمى بـ `الموت الأسود`، وهو وباء قديم اجتاح آسيا وأوروبا، واعتقد أنه بدأ في الصين في عام 1334، وانتشر عبر طرق التجارة ووصل إلى أوروبا عبر موانئ صقلية في أواخر 1340s.
  • أدى الطاعون إلى وفاة حوالي 25 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلث سكان القارة، استمر الموت الأسود لعدة قرون، خاصة في المدن، وشملت حالات تفشي المرض الطاعون الكبير في لندن (1665-1666)، حيث توفي فيها 70,000 شخص.
  • لم يتم الكشف عن سبب الطاعون حتى اندلاع أحدث تفشي عالمي، والذي بدأ في الصين في عام ١٨٦٠ ولم ينته رسميا حتى عام ١٩٥٩، وتسبب هذا الوباء في وفاة ما يقرب من ١٠ ملايين شخص.
  • تم نقل الطاعون إلى أمريكا الشمالية في بداية القرن العشرين عن طريق السفن، وانتشر بعد ذلك بين الثدييات الصغيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

الطاعون في المجتمع الحديث

  • لا يزال الطاعون موجودا في مناطق متفرقة من العالم، إذ يظهر بشكل متقطع ويتم تتبعه بنشاط من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، حيث تظهر معظم الحالات في إفريقيا منذ التسعينيات.
  • خلال الفترة من عام 2004 إلى 2014، سجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية غالبية حالات الإصابة بالطاعون في مختلف أنحاء العالم، حيث بلغ عدد حالات الإصابة البشرية 4630 حالة و349 حالة وفاة.
  • تشمل الدول الأخرى التي أكدت حالات إصابة بالطاعون البشري في السنوات الأخيرة الولايات المتحدة والصين والهند وفيتنام ومنغوليا، وفي الولايات المتحدة، يتم تسجيل متوسط سبع حالات إصابة بالطاعون البشري سنويا، وتحدث بشكل رئيسي في كاليفورنيا والجنوب الغربي.
  • في الوقت الحالي، يمكن لمعظم الناس الوقاية من الطاعون من خلال التشخيص السريع والعلاج بالمضادات الحيوية، وتقليل مخاطر الإصابة بالبراغيث والقوارض المصابة من خلال ممارسات الصرف الصحي الجيدة ومكافحة الآفات.

شاهد أيضًا: فيروس المليساء المعدية

وفي نهاية رحلتنا في استكشاف ماذا يعني الموت الأسود ولماذا يسمى بذلك، يصنف الطاعون كمرض من الفئة الأولى، لأنه ينتشر بسهولة بين البشر وقد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات إذا لم يتم علاجه، وقد ساهم هذا التصنيف في زيادة المخاوف من استخدام المرض كسلاح بيولوجي إذا تم نشره على شكل هباء جوي.

ما السبب وراء تسمية الموت الأسود وما هي أسبابه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *