نوادر العرب وطرائف اللغة، إن العرب هم من الأشخاص المتسمين بالحكمة والجدية، وكذلك يتمتعون بالذكاء والمواقف المتميزة في التعامل مع الأجانب الذين يأتون من بلدان غيرهم، وعلى الرغم من جديتهم في بعض الأحيان، إلا أن لديهم جوانب أخرى في شخصياتهم.
كانت للعرب أشياء نادرة، مواقف وطرائف تنقلت عبر الأجيال بنوادرهم العجيبة والقصص الجميلة المسلية والممتعة، فعند سماعنا للعديد من الطرائف هذه، تسعدنا وتفرحنا بشكل كبير. في هذه المقالة، سنتعرف على مجموعة من الأحاديث النادرة والطريفة الخاصة بالعرب الذين يمتعوننا ويسعدوننا.
نوادر العرب وطرائف اللغة
خصال لا نرضاها لبنات إبليس
- تحدث خالد بن صفوان وهو يعتبر واحدا من أغنى أغنياء العرب وصفوتهم، مع سيدة فقال لهذه السيدة: أنا خالد بن صفوان، وبناء على ما تعلمته، وكثرة المال بحسب ما وصلك، وسأظهر لك بعض الصفات، فتقدمي أو تخبري.
- قالت: وما هي هذه الخصال؟
- فقال: عندما تقترب الحرية مني، تثير في الأمل، وعندما تبتعد عني، ترفعني، ولا يوجد طريق إلى ثروتي ونقودي، وعندما يأتيني لحظة من الملل، لو كان رأسي في يدي، لرميته.
- فقالت: لقد فهمنا مقالتك وفهمنا ما قلت، ووجدنا فيك صفات ننتمي إلها بفضل الله ولا نقبل بصفات أتباع الشيطان، فارحمك الله.
شاهد أيضًا: بحث عن أهم مؤلفات الجاحظ جاهز
مائدة الحجاج
- قام الحجاج بتجهيز مائدة في يوم العيد، وكان هناك أحد الأعراب الجالسين بين الأشخاص. وكان الحجاج يرغب في أن يكون لطيفا معه.
- فكان منتظرًا إلى أن قاموا الناس بالتشمير للأكل وقال: من تناول هذا الطعام تعرضت رقبته للضرب، ثم قام الرجل البدوي ينظر إلى الطعام وينظر إلى الحجاج وينظر إلى الطعام مرة أخرى، ثم يقول: أوصيك بأطفالي بأن تعاملهم بإحسان. واستمر في تناول الطعام، مما أدى إلى ابتسامة الحجاج وأمرهم بمكافأته.
الرشيد أبو نواس
- كان لدى الرشيد أبو نواس جارية سوداء تسمى خالصة، وفي يوم من الأيام دخل أبو نواس على الرشيد وقدم له مدحا بأبيات شاعرية متقنة.
- وكانت الجارية تجلس بجانبه في هذا الوقت، وكانت ترتدي الجواهر والمجوهرات، وكان ذلك يلفت انتباه الكثيرين، ولم يلتفت الرشيد إليها، مما أثار غضب أبو النواس، ثم خرج وكتب بيتا على باب الرشيد قائلا:
ضاع شعري على بابكم، كما ضاعت الدرر على خالصتها.
- عندما وصل هذا الخبر إلى الرشيد، حنق وأرسل طلبه، وعندما دخل من الباب قام بمحو التجويف الخاص بالعين من لفظتي `ضاع` فأصبحت `ضاء`، ثم قام بالتمثيل أمام الرشيد وقال له: ماذا كتبت على الباب؟
- فقال: شعري يلمع على بابكم، تماما كما تلمع الدرر على خالصها.
فقد أعجب به الرشيد وكافأه على ذلك، ثم قال أحد الذين كانوا جالسين: هذا الشعر عينيه قصصها وأصبح يرى.
أرفق بنفسك
- كان البدوي يقول للحاج الذي كان يأكل الطعام بسرعة جدا على مائدته:
- أرفق بنفسك، فقال الأعرابي له: وأنت، أخفض من بصرك.
مدمن اللحم كمدمن الخمر
- يحكى الجاحظ قصة رجل يدعى أبو عبد الرحمن الذي كان يهوى أكل الرؤوس، ولكنه لا يأكل اللحم إلا في عيد الأضحى.
- يقول الجاحظ إنه عندما يشتري رأسا، فإن ابنه الكبير لا يجلس معه أبدا على المائدة، حيث يحدث أن الابن يرافق والده في بعض المناسبات ويتناول اللحم هناك.
أما الابن الصغير، فهو يجلس مع والده على طاولة واحدة، ولكن للابن الأصغر شروط كثيرة، ومن بين هذه الشروط:
- فليعلم ابني أن المدمن على اللحم مثل المدمن على الخمر.
- إياك وأنت تنهم مثل الصبيان.
- عليك أن تدرك أن الشبع يؤدي إلى البدانة، وأن البدانة تؤدي إلى الأمراض، وأن الأمراض تؤدي إلى الموت، ومن يموت بهذه الطريقة فقد مات بموتة مروعة وهو منتحر بنفسه.
- يكون القاتل لنفسه هو من يقتل غيره، وإذا ذهبت لتسأل الأطباء، سيخبرونك أن العديد من أصحاب القبور توفوا بسبب مرض السمنة.
شاهد أيضًا: حكم و أقوال نادرة جدًا للبطل ويل ديورانت
كلام مظلوم ووجه ظالم
- كان هناك رجل وامرأة متخاصمين، فذهبوا إلى أمير من أمراء العراق، وكانت هذه المرأة ترتدي نقابا جميلا، ولكنها كانت قبيحة الملامح وسليطة اللسان وبذيئة مع زوجها.
- فقال الأمير: مثلما يتجه الرجل نحو المرأة الجميلة ويسعى للزواج بها، هكذا يميل البعض منكم أيها الرجال إلى القيام بذلك.
- ثم بعد ذلك، يتصرف بشكل سيء تجاهها، حيث يقوم الزواج بكشف النقاب عن وجه الزوجة، وعندما رأى الأمير وجهها، أثار استياءه وقال: لعنة الله عليك، إنه كلام ظالم ووجه مظلم.
أحد النحويين يشترى حمارًا
- ذهب أحد النحويين للسوق لشراء حمار، فقال للبائع: أنا بحاجة إلى حمار لا يكون صغيرا محتقرا ولا يكون كبيرا مشتهرا
- إذا قللت كمية العلف، وإذا زادت كمية العلف، ولا يدخل تحت البواري ولا يتداخل مع السواري، وإذا خلا الطريق يتدفق، وإذا زاد الزحام يتراخى، فقال له البائع: اتركني، فإذا أصاب الله القاضي حمارا وهمت ببيعه لك.
قصص مضحكة ومسلية تأتي من النوادر العربية
هناك أيضا قصص مضحكة ومسلية تعتبر نادرة في الثقافة العربية وتلهم الجميع بغض النظر عن العمر:
قصة فطنة صبي
- تحكي هذه القصة أنه في زمن الأصمعي، رأى الأصمعي في يوم من الأيام.
- كان هناك طفل عربي صغير يرغب في الضحك معه، فاقترب منه وقال له: يا بني، هل تحب أن تكون لديك مائة ألف درهم ولكن بشرط أن تكون أحمق؟
- فقام الصبي بهز رأسه بشدة وهو يجيب وبدون تفكير: لا وألف لا أحب ولا أريد ذلك أبدًا.
- فرجع الأصمعي يسأله من جديد: ولماذا؟ فأجاب الصبي بكل بساطة.
- لأنني خائف من أن الأغبياء يجعلونني أقوم بأفعال غبية تؤدي إلى إهدار المال وخسارته
- وابق على حماقتك وحدها، ونهى الصبي عن حديثه.
- غادر الصبي وترك الأصمعي، وكان يعجب بذكاءه كثيرا.
الخليفة العباسي المأمون والقاضي
كان الخليفة المأمون من العباسيين معروفا بحبه للحق والعدل بين جميع الناس.
كان المأمون يهتم بتكريم القضاة العادلين، وكان يسأل دائما عن أحوالهم.
- كما يحرص على إقامة علاقة طيبة وجميلة بينه وبين الناس، وكان محبوبا.
- في يوم من الأيام، جاء رجل إلى المأمون من بلد بعيد، وسأله الخليفة عن سبب قدومه.
- كيف حال القاضي في بلدكم؟ فقام الرجل وأجاب: حاشاك يا أمير المؤمنين، لدينا قاض لا يفهم وحاكم لا يرحم.
- فقام المأمون وغضب غضبًا شديدًا وقال: ويحك وكيف ذلك؟
- فقال الرجل: سوف أروي لك يا أمير المؤمنين، في يوم من الأيام قمت بإعطاء رجل أربعة وعشرين درهما مقدما.
- وتم الاتفاق معه على موعد الرد، ولكن هذا الرجل لم يرغب في استرداد المال حتى حان موعد الرد
- . طلبت منه أن يستعيده، وتقدمت به إلى الحاكم وخاصمته، فأمر الحاكم بأن يعيد لي مالي.
- فقال الرجل: ليحسن الله حال الحاكم، لدي حمار يعمل عليه وأربح منه أربعة دراهم يوميا.
- وقمت بتوفير درهمين يوميا حتى أصبح لدي أربعة وعشرون درهما.
- بعد اثنتي عشرة يوما، عندما ذهبت لترد ماله للرجل، لم أجده وكان غائبا حتى اليوم.
شاهد أيضًا: قصص جحا والحمار للأطفال
