ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي تعد أعظم الليالي قدرا عند الله تبارك وتعالى، ولذلك يبحث الكثيرون عن ما يشير إليها مع الاستدلال على فضلها وشرفها من القرآن الكريم والسنة المطهرة على mkaal.com.
ليلة القدر العشر الأواخر من رمضان
- قد أعطى الله تعالى مكافأة لعباده الصائمين قبل نهاية الشهر الفضيل، يجازيهم فيها على أعمالهم الصالحة وتلك الليلة ليلة القدر.
- تأتي ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهذه العشرة الأيام التي ينزل فيها رحمة الله على عباده.
- نحن الآن نتحدث في مقال عن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، ونعرض فضائلها.
كما يمكنكم التعرف على: ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها
ما هي ليلة القدر
- ليلة القدر هي إحدى الليالي في الثلث الأخير من شهر رمضان الكريم، ولا يوجد لها وقت محدد أو ليلة محددة.
- والدليل على ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: `ابحث عنها في العشر الأواخر وابحث عنها في كل وتر`.
- اختص الله هذه الليلة ببعض الصفات العظيمة، بما في ذلك نزول القرآن الكريم فيها في بعض فترات النزول.
- ومن مميزاتها أن الله سبحانه وتعالى جعل أجر الأعمال الصالحة فيها يعادل أعمال ألف شهر.
- قال تعالى في سورة القدر: `إنا أنزلناها في ليلة القدر وما أدراك ما هي ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر`.
علامات ليلة القدر
- المسلمون يحتفظون بالاستعداد لليلة القدر ويتبعونها للاستفادة منها، حيث تعتبر نفحة إلهية يجب استغلالها، وسنذكر بعض علامات ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في موضوع منفصل.
- قبل ذكر علامات ليلة القدر، يجب التنويه بأن هذه العلامات تحدث بعد ليلة القدر وليس قبلها.
- من بين أبرز وأشهر علامات ليلة القدر أن تشرق الشمس في صباح اليوم التالي بدون أشعة.
- والدليل على ذلك هو قول المصطفى في حديثه الذي رواه سيدنا أبي بن كعب: `وآية ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطست، لا شعاع لها حتى ترتفع`.
- ومن علاماتها أن يكون الطقس معتدلا لا باردا ولا حارا، وفقا لما ورد في الحديث الشريف التالي.
- حكى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `ليلة القدر هي ليلة ساحرة لا ساخنة ولا باردة، تصبح الشمس في صباحها ضعيفة وحمراء`.
- تكون ليلة القدر صافية ونقية، وتنزل فيها ملائكة الرحمن في أعداد كبيرة.
- وتدل على ذلك بقوله سبحانه `تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر`.
- وقال صلى الله عليه وسلم: `وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى`.
الحكمة من إبهام وقت ليلة القدر
في ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، يمكننا أن نوضح بعض حكمة الله في عدم تحديد وقت محدد لهذه الليلة، إذ يعلم الله ويدرك بالدرجة الكافية.
- تشجيع من الله لعباده وتحفيزهم على الاستمرار والاجتهاد في العبادة وزيادتها طوال الشهر، خاصة في العشر الأواخر منه.
- لكي لا يقتصر المسلمون على العبادة في ليلة واحدة إذا عرفوا وقتها.
- وبناء على ذلك، يوصى بأن يتبع المسلمون الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان ويكثرون من العبادات في هذه الليالي، عسى أن ينالوا نفحات من ليلة القدر المباركة.
كما يمكنكم الاطلاع على: أدعية العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر
الأعمال الصالحة في ليلة القدر
يجب على المسلمين في العشر الأواخر من شهر رمضان أن يزيدوا من أداء العديد من الطاعات، بما في ذلك:
1- قراءة القرآن
- من أفضل الأعمال التي يقرب بها العبد من رب العباد هي قراءة القرآن الكريم وتلاوته.
- فهمنا من قوله صلى الله عليه وسلم `من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه` أن المقصود به ليس فقط الصلاة وحدها.
- يتضمن أيضا أنواعا مختلفة من الطاعات التي يتطلب قراءة وتدبر كلام الله المنزل على عبده ورسوله محمد.
- لا يشترط أن يتم ختم القرآن الكريم بالكامل في ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
- من الأفضل أن يقرأ كل مسلم وفقا لقدرته، مع العلم أن أجر القراءة والأعمال الصالحة يتضاعف في العشر الأواخر من الشهر، خاصة في ليلة القدر.
2- الدعاء في ليلة القدر
- تعتبر ليلة القدر من أفضل الأوقات للاستجابة للدعاء وأقربها إلى الله سبحانه وتعالى.
- لذلك ينبغي للمسلمين أن يستغلوا هذه الفرصة بأفضل طريقة وزيادة الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه.
- في هذه الليلة، يسابق الناس بجهودهم في الحصول على السلام والهدوء، من خلال زيادة التسبيح وذكر الله والدعاء له بأن يغفر لهم ويرحمهم.
- لقد وصلنا تأثيرا ثابتا عن سفيان الثوري أنه قال إن الدعاء يزيد في القدر بالنسبة له مقارنة بالصلاة في هذه الليلة الطاهرة.
- وبناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أفضل ما يمكن أن يعبر به تضرعا إلى الله تعالى في هذه الليلة هو طلب مغفرته وعفوه.
3- الصلاة في ليلة القدر
- إذا كانت ليلة القدر هي واحدة من أوقات استجابة الدعاء، فإن أقرب حالة يكون فيها العبد قرب ربه هي عندما يكون يصلي.
- لذلك يوصى بأداء صلاة الليلة القدر بالطريقة التي أوصانا بها نبينا الكريم، وهي صلاة نافلة غير الفريضة.
- وأقل صلاة القيام تتكون من ركعتين وتصل إلى ١١ ركعة وآخرها الوتر.
- إذا قام العبد بأداء صلاة لربه في هذه الليلة، فسيحصل على مغفرة ورضا من الله.
سلوك المسلم في العشر الأواخر وليلة القدر
- أن يكون حريصا على أداء فرائض الله تعالى وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم.
- أن يقوم بتحضير الطعام للصائمين أو أن يشارك في ذلك، سواء بالجهد أو المال، لكي يحصل على مثل أجر الصائم.
- يأتي هذا استنادا إلى قول النبي محمد: `من فطر صائما فله مثل أجره، دون أن ينقص ذلك من أجر الصائم شيئا
- قم بتسريع وجبة الإفطار وتأجيل الشعور والدعاء فيهما، لأنهما أوقات مباركة ومن المعروف استجابتها.
- قرب الإنسان من الله يتم عن طريق بر الوالدين ومعاملتهم بحسن والعمل على تلبية احتياجاتهم.
- إن إنفاق الأموال في سبيل الله وإخراج الصدقات لمساعدة المحتاجين يأتي بالإضافة إلى زكاة الفطر المفروضة على المسلمين.
- الذهاب إلى المسجد قبل أذان المؤذن والنية للاعتكاف لمدة ستبقى في المسجد.
- تقديم السعادة لعائلته يعتبر واجبا لكل فرد حسب استطاعته.
- الاستمرار في الأذكار اليومية مثل أدعية الصباح والمساء وغيرها من الأذكار.
سبب تسميتها ليلة القدر
اختلف الفقهاء حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وهناك العديد من الآراء المختلفة التي ذكرناها في مقالنا عن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان
- يعتقد البعض أن ليلة القدر سميت بهذا الاسم نظرا لأن الله تعالى يحدد فيها أرزاق ومدد عباده، ويوضح ذلك للملائكة المكلفة بتوزيع الأرزاق والمدد.
- ويرى البعض الآخر أنها تسمى بذلك بسبب عظمتها عند الله تعالى.
- ويقال إن القرآن الكريم نزل في هذه الليلة، وارتفعت قدرتها وأهميتها، وسميت ليلة القدر.
- ويقول بعض العلماء أنه سميت ليلة القدر لأنها ترفع من قدر من يحييها وتزيد من شأنه عند الله.
- ويقال إن الأرض تصبح ضيقة بسبب عدد الملائكة النازلين في هذه الليلة العظيمة.
- وأخيرا، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول سبب تسمية ليلة القدر، فإنها تعتبر مهمة بشكل كبير لدى الله والمسلمين.
اقرأ أيضا من هنا: أدعية ليلة القدر مستجابة مكتوبة
في ختام مقال عن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، قمنا بشرح مفصل لليلة القدر وأهميتها والأعمال التي يجب على المسلم القيام بها في هذه الليلة العظيمة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا في هذه الأيام المباركة.
